Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الجمعة، 24 سبتمبر 2021

162مسرحية الشاطر حسن بقلم : حسن عبد الهادي

 

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

(162  )

 مسرحية الشاطر حسن

بقلم : حسن عبد الهادي

دراسة من كتاب

التنوع الدلالى فى مسرح الطفل

ما بين التناص والتراث والإخراج

" الجزء الأول"

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى


 

مسرحية الشاطر حسن
بقلم : حسن عبد الهادي

فلسطين

مجلة " صوت الخليج "

13 أيلول 1984

 


يمر المنادون على خشبة المسرح طولا وعرضا ينادون ويعلنون للناس أن الوالي يطلب قميص أسعد سعيد في البلاد، التي لا يوجد فيها من هو على قدر بسيط من السعادة في واقع الأمر، إنه " حوار الطرشان " ولكن النفوس دائما تتوق إلى الجوائز، ومن هنا فإنها تعيش في صراع دائم مع العالم الذي يحاصرها ؛ إنه صراع القيم والمواقف، والشاطر حسن يعي طبيعة هذا الصراع جيدا، نراه نائما تحت الشجرة، يوقظه صديقه مختار، ويبدآن جولتهما في سوق المدينة، وهناك يعثر على حافظة نقود ست الحسن الأميرة، ويلعب لعبته في محاولة منه لإعادة الأمانة إلى صاحبتها، وفي هذه الأثناء يكون السلطان الحقيقي قد مر بالسوق ليقف على أحوال الرعية، وتكون ست الحسن أيضا قد رأته جزافا، وتؤكد على أنه يجب على الحاكم أن ينزل ليرى المحكوم على الطبيعة، لأن الشعب هو التاج وهو الباقي الخالد في حين أن الأشخاص يأتون ويمضون وهكذا دواليك. وينتهي الفصل الأول بطلب من السلطان بضرورة إحضار شبيهه ليبقى في القصر أثناء تفقده أحوال الرعية.

وفي بداية الفصل الثاني تدخل أم الشاطر حسن باحثة عنه، فهي لا تدري بأن ولدها قد أصبح قائما بأعمال السلطان " إذا جاز التعبير "، ويمارس سلطاته بين الناس، ويثبت أواصر الحب بين طبقات المجتمع من خلال زرع العادات الطيبة بينها، وخلال ذلك يعين الشاطر حسن صديقه مختار – الذي جاء إلى القصر ليرى صديقه القديم – مساعدا له للشئون المالية، ويلتقي حسن بست الحسن ويحاول أن يعطيها الأمانة، ويجد أنها قد تعلقت به وبخفة دمه ولطفه، وهنا نرى مشهدا جميلا بين العقل واستقلال أحمد يزيده جمالا خفة دم وقفشات محمد جابر، ثم يدخل أحدهم ليفوز بالجائزة المالية فيكتشفه الشاطر حسن الذي كان صديقه سابقا ويمنحه قليلا من المال وقوت العيال. وتتطور الأمور ويعود السلطان إلى قصره ويعود الشاطر إلى الشارع ولكن بعد أن عرف أن الشعب يرفض المهادنة على حساب الكرامة ويريد العدل والمساواة تحت راية واحدة.

النص :

يطرح النص أكثر من قضية حياتية هامة، منها المحبة والتواصل والترابط الاجتماعي، والصدق في العلاقات الإنسانية، وحرية الفرد من خلال تحقق حرية القول والفعل لكافة الفئات الاجتماعية، أضف إلى ذلك رفض الحلول الاستسلامية التي تتنافى وعادات وتقاليد العالم العربي الذي تعود أن يكون رائدا في كل المجالات الحياتية، حتى وإن احتاج ذلك منه أن يضحي بدمه وحياة بنيه، وقد أوصل الزميل السيد حافظ هذه المفاهيم إلى الخشبة في ثوب لا يعوزه الأناقة والجمل الجذلى القصيرة التي أعدها العيدروسي الذي نجح ممثلا ومعدا، فقد عابه الجري وراء النكتة والإضحاك ولكن عذره في ذلك أن الطبع يغلب التطبع !

الإخراج :

لعل أول ما يلفت الانتباه في عرض الشاطر حسن هو البصمات الإخراجية المتمكنة الواضحة لأحمد عبد الحليم، الذي كان حريصا على خلق إيقاع يساير ويوافق الخلفية الدرامية للنص منذ بدء العرض وحتى نهايته، مما منح العرض فرصة كبيرة للتأثير على الجمهور وشده إلى العرض حتى النهاية، وقد سايرت الحركة " الميزانيس " أيضا طبيعة تفكير ومقولات الشخصيات المسرحية، وإيقاع حياتها الفسيولوجي والسيكولوجي " الجسمي والنفسي" إطارا مناسبا للحركة المسرحية، التي تميزت بالدقة والطاقة الإيحائية الهائلة، حتى أنها في بعض المشاهد جاءت لوحة تشكيلية، خاصة المشهد الأخير الذي تفجرت فيه عوالمنا الداخلية فرأت الأمل قادما من خلال الإحساس بالواقع الأليم، ثم بلا شك كانت الطريقة التي اتبعها المخرج وهي " الفاختانكوفية " ملائمة بحيث أن على الممثل أن يلعب دوره وفق مقولة " إذا كنت مكان تلك الشخصية فماذا تفعل ؟ " مبتعدا بذلك عن السقوط في عملية التجسيد الكامل، أضف إلى هذا أن الممثلين أعطوا أفضل ما لديهم فكانوا كتلة حيوية نشطة ومقنعين إلى حد بعيد.

الديكور :

وقف الديكور الذي صممته ماجدة سلطان بطلا إضافيا في العرض، فقد اعتمد أسلوب الشرطية الإيجابية، تاركا بذلك حرية فانتازيا التخيل للجمهور، وبذلك حقق إضافة درامية وجمالية بحيث لم يفرط بالفراغ الضروري لحركة الممثلين، فهو بالإضافة إلى شكله الجمالي وحركته الميسورة السهلة على عجلات، جاء رمزا لواقع الحياة التي يعيشها الشاطر حسن. إنه فهم معاصر لوظيفة الديكور في المسرح الحديث وسمة بارزة من سمات التكامل في العرض المسرحي الذي قدمته فرقة الناس.

الموسيقى :

لعبت الأغنيات والموسيقى دورا فاعلا في توصيل المقولة المسرحية للنظارة، فقد جسدت كلمات عبد الأمير عيسى وموسيقى حسين أمين الفكرة العامة، فأضافت كما كبيرا من الحيوية والنشاط إلى المشاهد، كما أمتعت الرقصات التي صممها العقل وسامى طاحون الأطفال إذ جعلتهم يعيشون الحدث الذي جاء متمثلا لطبيعة العمل في الزمان والمكان، لكن ثمة بعض الإضافات التي شكلت نتوءات ليس لها علاقة عضوية مع الأصل، ولولا يقظة المخرج وفطنته للعرض لبدا العرض تعليميا هو في غنى عنه. كما وأن بعض الإضافات الانتقادية في القول أو الحركة لم تكن واجبة.

الممثلون :

عبد الرحمن العقل : أفضل من يمثل للطفل، حضور وخفة دم وفهم مسرحي كبير.

استقلال أحمد : تستفيد كثيرا من خبراتها السابقة وقدراتها الإبداعية واضحة.

محمد جابر : شعلة نشاط وحركة مستمرة وابتسامة لا تنتهي.

هدى حمادة : ممثلة جيدة ودورها أصغر من قدراتها.

الأطفال : الحكم عليهم سابق لأوانه وخاصة وأن هذه هي التجربة الأولى لمعظمهم.

وختاما هذا العرض متميز يخدم مسرح الطفل ويبعد به عن " لعب العيال " الذي مللنا منه.

 

 



 




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More