دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 175 )
مظاهر بارزة
فى عرض مسرحية الشاطر حسن
بقلم : بسام العثمان
دراسة من كتاب
التنوع الدلالى فى مسرح الطفل
ما بين التناص والتراث والإخراج
" الجزء الأول"
جمع وإعداد
د. نـجـاة صـادق الجشـعمى
مظاهر بارزة
فى عرض مسرحية الشاطر حسن
بقلم : بسام العثمان
(القبس العدد 4419) – السبت 1/9/1984
- استخدام الرموز بما يتناسب وذهنية الصغار
- استخدام خدعة (السيلويت) فى المسرح
- محاولة توعية الطفل سياسيا.
افتتحت مسرحية(الشاطر حسن) يوم الأحد 26/8/1984 على مسرح عبد العزيز المسعود بكيفان وهى من تأليف السيد حافظ وإخراج أحمد عبد الحليم وبطولة: عبد الرحمن العقل , استقلال أحمد، محمد جابر، كاظم القلاف، وهدى حمادة، تأليف الأغانى للشاعر عبد الأمير عيسى وألحان عبد الله الراشد وغنام الديكان وتوزيع حسين أمين.
المسرحية تدور حول شبيهين أحدهما الشاطر حسن والآخر السلطان حيث يقوم الشاطر حسن بعملية تغير المراكز حتى يتسنى للسلطان أن يعيش وسط الشعب ليتعرف عليهم. ويقوم الشاطر حسن بأخذ مكانه الجديد حاكما على البلاد لمدة ثلاثة أيام يكتشف خلالها سوء أخلاق الوزير ومؤامراته وإخفاءه للحقائق عن السلطان الأصلى. كما يقوم الشاطر حسن خلال هذه الأيام الثلاثة بإعلان الحرب على"الحوت" الذى يهدد حرية واستقلال البلاد. وبعد انتهاء المدة المقررة يعود الشاطر حسن إلى مكانه الطبيعى بين الناس ويعود السلطان إلى كرسيه بعد أن تعرف على الشعب وأحس بما يعاينه واطلع على آرائه.
وقد قدم السيد حافظ النص واستخدم فيه الرموز والدلالات بكل بساطة حتى يتناسب ومستوى فهم الطفل ومداركه فى استيعاب القضايا السياسية التى يمر بها وطننا العربى فى الوقت الراهن. ومن الرموز التى استخدمها."الحوت" حيث قصد به الاستعمار ومحاولته الضغط على الدول وكذلك"الوزير" الذى رمز به إلى تلك الفئة المضللة من الناس التى تخفى الحقائق وتزورها وكذلك رمز به إلى بعض الفئات الفاسدة التى تحيط ببعض الحكام وتخفى عنهم ما يعانيه الشعب وما يود قوله. وأيضا الأميرة "ست الحسن" والتى رمز بها إلى جانب الخير الذى يحاول الوقوف فى وجه الظلم والفساد حيث تواجه المصاعب فى سبيل الإصلاح السياسى والاقتصادي والاجتماعى، وغيرها من الرموز والدلالات التى استطاع السيد حافظ أن يبلورها بكل بساطة لتتناسب مع مدارك الطفل من خلال فكرة النص الجديدة التى (بالإضافة إلى توعية الطفل بما يجري فى وطنه الكبير) تطرح نوعا من الحث على عدم السكوت عن الظلم ومحاربته وإعلاء الصوت فى وجه الفساد.
الإخراج:
استطاع المخرج أحمد عبد الحليم إبراز الأحداث المهمة وبلورتها بكل براعة وذلك باستخدامه التقنية والخدع المسرحية إضافة إلى الحركة المسرحية المعبرة عن النص العام وخاصة استحداثه لبعض التقنيات المسرحية الجديدة مثل عملية (السيلويت). وهى استخدام الإضاءة البنفسجية مع مراعاة ارتداء الممثلين الملابس البيضاء – فقد جاءت هذه العملية لتبرز مشهد الوحش أثناء مطاردته للناس بما فى هذا المشهد من خوف وفزع. وكذلك استخدام(الفلشر) الأحمر حتى يغطي بها فرق الشبه بين عبد الرحمن العقل(الشاطر حسن) وفتحى القطان (شبيهه)أثناء مطاردة الحرس للشاطر حسن، وعلى رغم نجاح المخرج أحمد عبد الحليم فى إبراز الكثير من المشاهد والمواقف إلا أنه تؤخذ عليه بعض الهفوات البسيطة منها أنه ملأ الزاويتين الجانبيتين للمسرح باثنين من الممثلين يقومان بدوري البائعين فى السوق مما حجب الرؤية عن الجمهور الذى يقف على الأطراف.. ولكنها هفوات يمكن معالجها ولا تقلل من الجهد الذى بذله المخرج ولا من توفيقه فى إبراز الكثير من المشاهد.
وبالنسبة للحركات التعبيرية للرقصات فقد جاءت مناسبة للجو النفسى العام للمسرحية من حيث التحرك واستخدام الجسم فى التعبير ولكن يعيبها فقط فقدان الحماس لدى الأطفال أثناء قيامهم بالاستعراض الذي يمثل الحرب والذين بحاجة إلى توجيهات المخرج والمدرب لتقدم بأكمل وجه.
طابع سياسى:
كانت فكرة المسرحية جيدة وذات طابع سياسي وهذا هو الملاحظ فى اتجاه المسارح إلى تقديم هذا النوع من المسرحيات التى تتناسب وتثير اهتمام المشاهد سواء الكبار منهم أم الأطفال وأرجو أن يظل هذا الاتجاه هو السائد وتجنب طرح موضوعات عقيمة وساذجة ولا تحمل أى مضمون فكري لعلها تكون فاتحة الخير وبداية الطريق نحو المسرح الهادف والجاد والنهضة المسرحية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق