Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الجمعة، 24 سبتمبر 2021

153نقد مسرحى الرحلة فى مسرحية حب الرمان بقلم د/ علاء عبد الهادى

 

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

(153  )

 نقد مسرحى

الرحلة فى مسرحية حب الرمان

 

بقلم د/ علاء عبد الهادى

دراسة من كتاب

التنوع الدلالى فى مسرح الطفل

ما بين التناص والتراث والإخراج

" الجزء الأول"

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى


 

 

نقد مسرحى

الرحلة فى مسرحية حب الرمان

 

بقلم د/ علاء عبد الهادى

عرض نقدى لمسرحية حب الرمان

للسيد حافظ

 

الرحلة هى بداية مسرحية الكاتب الطليعى السيد حافظ (حب الرمان) وها هو يفاجئنا بكتابة مخالفة لما تعودناه منذ كتابته للمسرح.

المسرحية

كانا صغيرين.. لعبا سوياً... كان حلمهما واحداً.. وفجأة نمت بينهما المسافات.. إنها حكاية الامتدادات وحصاد البيادر التى فرقت بينهما لتوحدهما من جديد... وكانت بداية حكاية حب الرمان (مى عبد النبى) ابنة السلطان اسماعيل (جمال الشيخ) ذاهبة إلى الأمير عمران (أحمد الحجار) الذى لم تره منذ كانا صغيرين.. كم احتسبا سوياً الدقائق والساعات.. وهل هو عوداً على بدء.. كانت الحر قد اصطادت من الأب السلطان اسماعيل كل دقائقه.. فلا مفر من أن تذهب الأميرة وحيدة مع بعض الحرس ووصيفاتها ومنهم خيزران (لمياء الأمير) التى تأججت بالغيرة فى قلبها ولم تنطفئ.. وتسمع ذلك وتراه فى مونولوج داخلى بها.. إنها تكره الأميرة لا لاستحواذها على كل شئ.. هكذا ابتدأت المسرحية... وفى لمسات سريعة للسيد حافظ نعرف أن لخيرزان علاقة بالسحر... ولنا أن نتكهن منذ البداية للنهاية التى تقودنا اليها هذه الدلالة.. هكذا أبعد مؤلف النص الأب السلطان اسماعيل من الرحلة الانشغالية فى الحرب وأفسح فى تيمته الدرامية المجال لبداية الحدث وهو ما ستشعله خيرزان بسحرها من تبدل وتغيير.. سحرت خيرزان الجنود وكل القافلة عن طريق ماء الورد... (وهى تيمة مشهورة فى الحكايات الشعبية) وأوهمتهم بأنها حب الرمان وليست خيرزان.. ويبتدأ الحديث الرئيسى الذى يثير شوق الطفل. ما الذى سيحدث بعد أن استطاعت خيرزان خداع الأمير.. ونصبت شركاً لحب الرمان موهمة إياها بأنها خيرزان.. وقد انخدع الأمير عمران ومستشاره أو مهرجه زعفران (محمد عبد المعطى) فالشخصية غير واضحة ومعالمها غير دقيقة ومكتملة واعتدق أن للإخراج يد فى ذلك، ويستمر الحدث نحو النهاية المؤلمة للأميرة (مى عبد النبى) لا يعرقله إلا الشك الذى ينتاب الأمير من الأميرة الزائفة (لمياء الأمير) مع تزايد اهتمامه لحب الرمان بعد أن أجبرتها خيرزان فى أن تتقمص دورها وشخصيتها.. وقد أوضح الكاتب السيد حافظ ذلك للأطفال وبشكل واضح يتناسب مع عقولهم فى حديث بين الأمير وخيرزان.. وهذه ليست أخلاق أميرة.. وتستمر خيرزان الأميرة الحالية فى إساءة معاملة حب الرمان.. وتستمر القصة.. والأميرة خادمة والوصيفة أميرة.. إلى أن يأتى الحل فجأة على يد عابر سبيل (عادل الكومى) الذى تطعمه الأميرة الأصلية حب الرمان وتطلب منه غناء يغنيها أثناء تجواله ويسمعها السلطان اسماعيل (إياها) ويذهب إلى الأمير عمران قلقاً على ابنته والباقى معروف.. حيث تنتهى الرواية نهاية سعيدة ويتضح جانبها الأخلاقى ومعاقبة الشرير ومكافأة الخير بانتصاره الأخير.

نجح النص فى أن يوجه خطابه الأساسى إلى الأطفال وفى رأيى أن نسبة الأعمار لمثل هذه النصوص (من 9 إلى 12 سنة) أى مرحلة الطفولة المتأخرة.. وكان النص المسرحى مليئاً بالتشويق والترقب واستطاع ايقاظ حواس الأطفال وأن يثيرهم وإن انتاب القليل من أحداثه تطويلاً لا فائدة منه.

واستطاع السيد حافظ بنجاح استخدام لغة يتسع بها قاموس الأطفال اللغوى كما راعى فيه التواصل باستخدام الأحداث والتعبير اللغوى عنها التى يستطيع الأطفال فى هذه المرحلة العمرية إدراكها وهو السهل الممتنع فى مثل هذه الكتابة.

أخرج الرواية المخرج حسام عطا وقد رأينا له أعمالاً جيدة من قبل والعرض بشكل عام مقبول وإن كان ينقصه التوازن التشكيلى على الخشبة المسرحية كما جاء وضع حركة الممثلين فى أغلبها عفوية تعتمد على الفعل الجسدى وليس على التشكيل الحركى وهما ليسا متوافرين ونرى أن الوعى العملى بهذه النقطة الشائكة قد كان بمثابة زيادة انجاح العرض وإثراء جمالياته.

وتحثثت الرقصات فى العرض بأداء طيب وإن كان بعضها زائداً.. أما المكان فقد كان المساحة التى لم تستغل الاستغلال الأمثل فى علاقاتها ببقية الأدوات المسرحية وأولها الممثل.

كتب كلمات الأغانى لهذا العرض الشاعر محمد الحسينى وكانت مناسبة للنسيج العام للنص أما الموسيقى فقد كانت تبدو وكأنها طغيت على عمل دون إحساس الكلمات والتفاعل معها.

أما بالنسبة للممثلين فقد كانت مى عبد النبى أنسب الوجوه المسرحية تمثل هذا الدور وذلك لسمات البراءة والطفولة الظاهرة فى وجهها وانسياب حركتها وقد استطاعت أن تمثل بوعى ملامح الشخصية وكانت ايماءاتها الرقيقة مساعدة على الإقناع وإن كانت هناك بعض الهنات فى الأداء أغلب الظن بسبب قلة التركيز لفوضى التنظيم (العرض متنقل وعلى مسرح مكشوف).

محمد عبد المعطى.. وهو ممثل له خبرة استطاع بأداءه التعبيرى ومبالغته فى الأداء أن يجتذب إليه الأطفال واعتقادى الخاص أنه مكسب لمسرح الطفل لو قلل كثيراً من المبالغة فى الأداء.

أحمد الحجار.. يمتلك حساسية الفنان المرهف إلا أن سيطرته على جسده وصوته كأدوات للتعبير المسرحى تحتاج إلى مران.. وقد يكون مفيداً انضمامه لبعض الورش المسرحية التجريبية عله يكون له مكسباً فهو يتمت بصوت المعبر ووجه حساس إن أحسن استغلاله وتمرينه.

لمياء الأمير... تفاوت أداؤها بين التركيز الشديد والتشقق ولعل ذلك يرجع إلى طبيعة المكان الذى تم فيه التشخيص.

جمال الشيخ.. كان صوته رخيماً استطاع أن يعبر به جيداً من المساحة المقامة له فى المسرحية.

عادل الكومى.. محمود البنا.. أمينة سالم.. جيهان فاروق.. طارق شرف.. مجدى أمين.. أدوا جميعاً أدوارهم الصغيرة باجتهاد وإن كانت مساحة الأدوار المعطاة لهم غير كافية لمعرفة تمكنهم من الأداء أو غير كافية لإفشاء ما قد يخفونه من قدرات.. وبشكل عام كان النص جيداً فى توصيله مع الأطفال وفى نسيجه الكلى.. وكان الإخراج الكل فى مستوى.. فقد كانت ظروف الإنتاج التى عايشنا بعضها سبباً فى ذلك.

إلا أن الجهد المبذول من المؤلف والمخرج والممثلين يدعونا إلى التفاؤل وسط هذا الركام لعمل مسرح الطفل بما يشكله من ذاكرة وما ينشره بين النشئ من قيم ومبادئ تكمن فيه بشائر الإنقاذ للمسرح المصرى المعاصر.

د. علاء عبد الهادى

 

 

 

 




 




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More