Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الاثنين، 27 سبتمبر 2021

238 قراءة فى المجموعة القصصية سـيمفونية الحب بقلم السيد الهبيان

 

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

( 238 )

قراءة فى المجموعة القصصية
سـيمفونية الحب
بقلم
السيد الهبيان 

دراسة من كتاب

  تمظهر التجديد في بنية السرد في القصة القصيرة
 
                    السيد حافظ نموذجا  

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى


رؤية نقدية
قراءة فى المجموعة القصصية
سـيمفونية الحب
بقلم
السيد الهبيان 
الخيانة.. مهما استترت.. لابد أن تبدو فى لحظة ما.. قد يكون ثمة شك فى حدوثها – يلوح – رغم المفاجأة بوقوعها.. يتمخض عن الاطمئنان -الذى كان- قبل اكتشافها.. لكن التأكد يثير التساؤل عن زمن بدايتها.
الحب الذى يولد وسط عالمين مختلفين.. يستمر إذا ما كانت ثمة محاولة للتقارب بينهما.. والحياة لا يعوقها صراع دائم.. ولا يوقفها إحباط يحدث.. ما دامت ثمة رغبة فى الاستمرار.
الإنسان إذا ما تواجه بعجزه تجاه شئ ما.. قد يبكى.. وعندما يفقد اطمئنانه يحاول البحث عنه.. ولو استسلم للقهر يتحول إلى أداة من أدواته وإذا انشغل عما حوله.. أشرف على الغرق.. وفى سبيل إنقاذ أمله يتحمل ما سوف يتعرض له. يتمسك بالتاريخ كحقيقة لا زيف فيها.. وفى لحظة اليأس قد يحاول الهرب.. وإذا لم تتوافق له الحياة فى مكان ما.. سعى إلى آخر.. لكن مهما واجه من ضغوط.. يستحيل عليه أن يخون بلده.
ذلك ما يبدو فى قصص -السيد حافظ- من خلال مجموعته القصصية –سيمفونية الحب- التى قدم فيها مجموعة من النماذج الإنسانية.. متواجدة وسط المجتمع الذى يعيش فيه.. وملتحمة بواقعه.. وليست غريبة عنه.. حملت همومه وقضاياه.. وعبرت عن معاناته بصدق.. ودونما افتعال لتصورات واهية.. تبديها كمسخ لا معنى له.
الحياة.. هى الإنسان.. والإنسان. هو الحياة.. مزج يستحيل عليه الانفصال.. الخير.. الشر.. الخيانة.. الأمانة.. البرئ.. الظالم.. المتهم.. ببساطة هذا هو المجتمع.. بشموله الجامع لكل صراعاته.. ولهمومه وقضاياه.. ولا دخيل عليه.. من ثم فالفعل يعود – ما قد يتمخض عنه – إلى فاعله.. لا حصاد سوى ما تنتجه النبتة المزروعة.. ويستحيل جنى القمح من حبة الحنظل.. أو العكس.. ومهما توالت السنوات تظل الأحداث – بنفس الصورة القديمة – تتكرر.. وأبداً ستظل.. ما بقيت ديمومة الحياة.. وبقى الإنسان يمارس سلوكه الذى تعود عليه.. 
(على السمنودى) الذى أقدم على الخطيئة مع زوجة ارتضت الخيانة.. هو أيضاً (على السمنودى) الذى خانته زوجته.. وكذا هو الذى هربت منه زوجته.. وهو أيضاً صاحب البيت الذى يعيش فيه.. وأياً كانت صفته – جانى أو مجنى عليه – فهو من يحاول الدفاع عن نفسه.. وإثبات الخيانة التى ارتكبت فى حقه.. و(سعاد) هى كل النساء التى تمثلت فى امرأة واحدة.. زوجة.. أم.. هاربة.. خائنة.. وهما (على السمنودى وسعاد) كرجل وامرأة.. يضمهما ذلك البيت الذى بقى مكانه – مازال – رغم مرور تلك السنوات الطويلة.. (قصة الثمن).
(محسن فريد) الذى يرفض التغيير الذى حدث فى التاريخ.. هو (محسن فريد) الذى يعترض على كتابة التاريخ بخطئها الذى بدا له.. فحكم على كل المحاولات التى تستهدف البقاء على الزيف المستحدث فى التاريخ بالفشل.. رغم أنها تؤدى – أحياناً – إلى الموت.. لكن يبقى الصراع بين تأكيد الزيف.. والتمسك بالحقيقة. (قصة: عندما دقت الساعة العاشرة من صباح أحد الأيام).
امتداد لا يتوقف.. يستمر باستمرار بقاء الحياة وتواجد الإنسان فيها.. ثمة اسم واحد لإنسان قد يختلف الموقف الذى يواجهه.. أو الحدث الذى يعيشه.. باختلاف الشخصية التى يعيشها لكن الفعل – منه أو ضده – منسوب إلى إنسانيته.. وبصورة أخرى معاكسة -يبدو تود الشخصية والاسم.. وكذا التمسك بموقف دونما حيدة عنه.. بينما تختلف صورة الحدث.. والزمان والمكان.
(مهدى افندى) الذى استعد للذهاب إلى عمله بالصورة التى يريدها مديره.. يتذكر أنه لم يغسل وجهه.. فيتوجه إلى الصنبور.. لكنه يفاجأ بنزول الدم بدلاً من الماء.. فيغادر بيته دون أن يغتسل.. وفى المكتب يلاحظ زميله ذلك.. ويسأله فيحاول التهرب من الإجابة ويتوجه إلى دورة المياه.. يفاجأ أيضاً بالدم بدل الماء.. وبعد أن يغادر عمله مذهولاً وقد نسى كل شئ.. يمر بالمقهى ويوقفه الجرسون الذى يعرفه ويدعوه للجلوس معه.. فيفتح الصنبور ليشرب.. يجد الدم بدل الماء.. أسرع إلى بيته وطلب أن يشرب – دخلت ابنته الصغيرة تحمل "القلة" شرب وجد طعماً غريباً انسكبت المياه.. وجدها دماً صاح وهو يبكى لزوجته :
- أنظرى.
- صاحت : منذ الصباح والماء هكذا.
بكى.. (قصة حروف من يوميات مهدى افندى)
(محمد فاروق) الذى يحاول أن يمنع سقوط الأشجار فى النهر لكنه لم يستطع.. فيذهب ليعيش فى الجبل.. – الجبل الذى لا يفكر فى الاتجاه إلى النهر- هكذا يظن.. لذلك أخذ يلهو بالعزف والرقص.. دون أن يشعر.. يتحرك الجبل إلى النهر.. وعندما ينتبه يجد نفسه جالساً على الأرض.. والجبل تحرك إلى آخر النهر.. (قصة : أشياء تحلم بالهجرة)
(سرحان) ومقاومته "للكلب" الذى يؤرقه وجوده.. وازدياد نموه يوماً بعد يوم.. يتعرض للسجن من أجل إنقاذ طفل منه.. لأن – الطفل مهم أن يعيش ويصبح رجلاً – حاول أن ينقذه – ويقاوم الكلب مهما كان الثمن – فقد أنجبته أمه بعد عشرين عاماً.. (قصة : واقعة الوقائع فى مدينة القطائع).
(هـند) البدوية التى تعيش فى الصحراء مع أبيها العجوز.. التى تجد فى (إسماعيل عثمان) ما يطرد عنها الخوف.. فتتمسك به رغم معارضة أبوها.. فقد جاء إليهما ومعه غراب.. والغراب نذير شؤم.. لكن فى اللحظة التى يطمئن فيها الغريب معها.. يفقدها.. (قصة صياد اللؤلؤ).
لكن الاسم ليس كل شئ.. قد يعطى تمييزاً ما.. لكن الإنسان هو الإنسان.. مهما اختلفت الأسماء والصفات.. ومهما اختلف المكان الذى يتواجد فيه.. ولذا لتكن الأسماء.. أو لا تكون.. فالهموم.. والمعاناة.. إذا ما تواجدت فى مجتمع ما.. قاسى منها الجميع.
الشاب العادى الذى يحب فتاة تحلم بالثراء الذى يستحيل عليه.. فجوة واسعة تواجدت بينهما مع تواجد الحب الذى جمع بينهما.. تحاول أن تشير إلى حملها الذى تتطلع إليه.. رغم دهشته يرى أنها تستطيع تحقيق رغبتها إذا ما رافقت صديقاتها فى سيارات اللذة.. لكنه يحاول أن يشدها إلى عالمه الملئ بالمعرفة.. بينما يقترب منها.. (قصة الموقف العادى).
الرجل الذى يسعى من أجل أن يوفر لأسرته الطعام.. دون أن يهتم بما يدور حوله.. كأنه فى واد لا يحس أحد ولا يحس أحد به.. لكنه يكتشف أن عليه ترقب تعليمات السلطان التى يتحتم عليه تنفيذها.. رغم أنها تتوقف على حياة السلطان الخاصة.. ويحتار بين (فرماناته) التى تفرض الحزن أو الفرح.. فلكل منها ثيابها الخاصة.. إذا ارتدى غيرها تعرض للسجن.. ولكى ينجو من العقوبة التى يخشاها لا يسعفه تفكيره إلا بالتخلص من ثيابه ويسير عارياً.. (قصة نفوس ودروس من سلسلة البحوث السلطانية الغورية فى بلاد مصر).
اليأس من إصلاح سلوكيات المجتمع التى تخلط بين الجد والهزل.. وتزيد من ركب النفاق.. حاول بث الوعى بين البشر.. فأعطوه ظهورهم.. وكذا الأطفال الذين استأثرت بعقولهم أغانى الخلاعة فلم يأبهوا بغيرها.. ولم يجد ثمة أمل فى محاولاته لأن – هذا زمن الخصيان. من يركبون فوق اللحظات يمتطون جواد الكلمات الحبلى فى الخفاء ويلقون الشعر فى المناسبات. تجمد السادة كل السادة. تجمد الأنذال والأبطال. يختلط فيه الحابل بالنابل. والسيئ بالجيد. والشريف بالقذر – فيفضل الرحيل على البقاء لأنه يجهل أساليب النفاق. (قصة لقطات من حطام الزمن الراكد).
المهاجر الذى يتأسى على الحياة التى عاشها بين أسرته ومجتمعه.. رغم ما واجهه فيها.. ودفعه إلى الفرار منها.. (قصة مقاطع من حوار شجرة الصنوبر).
الموظف الذى حاول تطهير المؤسسة التى يعمل فيها من مساوئها.. ويحررها من عبودية الروتين الذى يسيطر عليها.. فيقدم على مواجهة المدير متجاوزاً خوفه.. لأن الخوف لا يولد رجالاً.. والأمم الخائفة لا تصنع المعجزات.. ولا تصنع التقدم – فلا يجد منه غير التعنت ووصفه بأنه يجعل الحياة – لكى تفهم الأمور جيداً يجب أن تكون أعمى أخرس لا تفقه شيئاً – ورغم مجازاته لا يكف عن محاولاته.. فيفكر المدير فى إبعاده عن المؤسسة حتى تتغير أفكاره.. (قصة : مهاجر على أشجار القلق).
إلى حد ما تبدو هذه النماذج الإنسانية متقاربة الملامح.. متوحدة الهموم.. واضحة تحت سطوة القهر.. تعانى من تسلط السلطة.. وتتحمل بطشها.. والتلاعب بمصائرها.. إلى حد يبديها كالمستسلمة قدرها.. بينما هى فى داخلها تتمرد.. وتثور.. وترفض واقعها الزاخر بالإحباط وايقاعات الهزيمة.. – ضاجعت مرة، طاردنى القلق طول العمر (ص 32) ومن ثم فلتكن محاولة الطفو فوق السطح.. والخروج من القاع.. خرج أهالى الكهف القصر من جناح الظلمة. تأبطوا حقد السنين التى حبسوا فيها ورغرغة فى فم كلبهم تزداد ونثروا فى أهل الضاحية ضباب الخطايات وحدثوهم عن عالم البراءة (ص 44).. ولكن كانت الخيانة.. وتواجد من يدافع عنها وبسؤالنا عن المدعى عليها.. وجدناها شريفة لكنها صماء. خرساء.. أمية.. أصيبت بمرض منذ سنوات لا تستطيع الكلام (ص8).
لقد حاول - السيد حافظ – التعبير عنها من خلال معزوفة متنوعة الأوتار يرددها صوت واحد.. وبمتابعة ذلك الصوت.. يمكن الإصغاء إلى الحكاية كاملة.. بكل ما فيها من معاناة وصراعات.. وهموم.. وتسلط.. ورضوخ.. واستسلام.. ومقاومة محدودة.. ومشكلاتها المحددة – الأمية. الجهل، وقبضة محكمة عليها. وعيون ترصد بكل حركة تبدو منها. والخيار بين الانضمام لركب النفاق.. أو الغياب داخل السراديب. والخلاص المتجسد فى الأحلام- من خلال مواقف كاشفة- اغتسل من جهلى كل يوم بقراءة كتاب تحاول هى أن تدخل حياتى من نافذة ضيقة رغم أننى فتحت لها كل الأبواب (ص 13) – على أن أطيع القانون مهما كان – فقانون السلطان هو القانون – (ص 27) العدل أساس الحكم. الحكم أساس الحكام والحاكم يحكم بالميزان والسوط والسجان، والعاقل من يفهم أن السائل هو الخسران والكاسب من يتدلى فوق أكتاف السلطان يمسح عنه التراب. ويحكى له فى المساء قصة الشاطر حسن فى مدينة العميان (ص 14).
ومن خلال العزف والترديد تتداخل الرؤية الذاتية بمزج يخلط بين الخصوصيات والعموميات.. تؤكد الترابط بين الفرد ومجتمعه المحدود.. وتأثره بالأحداث التى يهتم بها العالم ككل.. بمدى تعلقها بالإنسان الواقع عليه.. ومستخدماً الإسقاطات الرمزية الحاملة لدلالات ذات أبعاد محددة.. جاء من الخليج بشباك فارغة لم يقابل اللؤلؤ مرة. وقابل الموت هنا فى الصحراء فى سيناء. وجاء الأمر إليه بالتقهقر وانسحب وهنا سقط (ص32).
إيحاء قاطع لما حدث فى الستينات للمقاتل الذى ذهب إلى اليمن وعاد ليسقط فى سيناء خلال معركة 1967.. ذلك على سبيل المثال – فقط إشارة للإيحاءات الأخرى التى تزخر بها كل قصص المجموعة والتى استوحاها (الكاتب).


 





0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More