Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الاثنين، 27 سبتمبر 2021

234 سيمفونية الحب بقلم عبد الله هاشم

 

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

(234  )

 سيمفونية الحب 
بقلم
عبد الله هاشم

دراسة من كتاب

  تمظهر التجديد في بنية السرد في القصة القصيرة
 
                    السيد حافظ نموذجا  

جمع وإعداد

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى



سيمفونية الحب 
بقلم
عبد الله هاشم

?
صدرت أول مجموعة قصصية هى "سيمفونية الحب" للأديب المجدد السيد حافظ عن سلسلة القصة والمسرحية بوزارة الثقافة والإعلام العراقية.
إن صدور هذه المجموعة القصصية يمكن اعتباره حدثاً هاماً فى حياتنا الأدبية:
أولاً : لأنها تحقق مستوى فنياً وتكنيكياً لم تبلغه مجموعة قصصية أخرى.
ثانياً : لأننا نعرف السيد حافظ كاتباً مسرحياً طليعياً ومخرجاً رائداً وهو هنا يطالعنا بوجه طليعى آخر فى القصة القصيرة.
ثالثاً : لقد استطاع السيد حافظ من خلال تفصيلات دقيقة لأحداث تبدو غير واقعية أن يمزق الستار القائم بين عالمين الواقعى واللا واقعى وأن يحطم الفاصل بين الواقع والرمز لتتم المزاوجة بينهما وهى براعة تكنيكية وفق فيها المؤلف إلى حد كبير، إن السيد حافظ فى مجموعته هذه عنده ذكاء الملاحظة وصفاء الرؤية الفنية من خلال رؤية مصرية صحيحة لقد وقف يرقب الشعب المصرى ويتأمله ويشاركه فى الحياة والتاريخ ويفسر لنا عن طريق عملية السرد الموحية وعلى ضوء السلوك الخارجى أكثر من حقيقة نفسية داخلية تصنع وتوجه هذا السلوك. إن القصة القصيرة هنا هى مجموعة من القطاعات المستعرضة لحياة مجموعة من النماذج البشرية معروضة من خلال خطة معينة – فى الواقع والرمز تربط بين هذه النماذج من ناحية الموقف ولكنها لا تربط من ناحية الإختلاف فى إتجاهات السلوك وفى مثل هذه اللحظة إن كانت تاريخية أو واقعية تعطينا معنى رمزياً يبدو لنا الإنسان "العادى" وهو كم مهمل ولكن عندما يتناوله السيد حافظ نشعر بقيمته من خلال الأشياء البسيطة التى يربطنا بها وخلال المستوى الحقيقى والخفى وراء هذا الإنسان العادى.
إن التحليل الموفق الذى يرسم به الكاتب خط الاتجاه النفسى والاجتماعى لنمط إنسان يمثله بطل هذه القصة من الواقع الداخلى لمشكلة هذا النمط هى السلبية المطلقة إتجاه الواقع المر الذى يحياه. فقد قبض عليه وألقى به فى السجن لأنه كان يلبس ملابس بيضاء والسلطان (السلطة) قنصوه الغورى أصدر فرماناً كى يرتدى الجميع ملابس الحداد السوداء لأن عين السلطان مصابة بألم شديد. ويرتدى الملابس السوداء ليقبض عليه ويوضع فى السجن مرة أخرى بتهمة ارتداء هذه الملابس السوداء لأن السلطان تم شفاء عينيه. فى المرة الثالثة قبضوا عليه عارياً أخذوه إلى السلطان ضحك السلطان من العارى. صاح الرجل : أى الألوان تحب يا سيدى. وكنت أتمنى من المؤلف أن ينهى قصته عند هذه الجملة لينتهى مع المعنى الكبير الذى يريد الكاتب توصيله إلينا ويبقى الواقع قوياً مع رمزه، ولكنه أضاف هذه الجملة لينهى بها قصته "ضحك السلطان قنصوه الغورى عينوه قاضى القضاة" ص 38 إن الكاتب أمام زحمة الدوافع الفردية وقف واعياً ليختار ويقتطع من جسم الواقع أهم منطقة نفسية يمكن أن يحسم من خلالها المضمون الكلى للمشكلة مشكلة السلبية المطلقة وذلك حين وضع بطل قصته وهو رمز للإنسان العادى المنعزل اتجاه حركة دفع إيجابية من خلال القبض عليه وإيداعه السجن ولكن سلبيته وخنوعه جعله يقتل هذه الإيجابية ويسير مع التيار "أى الألوان تحب يا سيدى" ولأن السيد حافظ صادقاً مع نفسه أولاً ومع أبطاله ثانياً فهو يقدمهم بصدق ولا يحاول أن يخلق منهم أبطالاً أسطوريين فرديين سلبيين غير إيجابيين ولهذا ينتهى تمردهم بالهزيمة ويكفيهم شرف المحاولة.
وفى قصة "الثمن" ذات البعدين الواقعى والرمزى فعلى المستوى الواقعى يقدم لنا الكاتب بطلته "سعاد" وكل من العامل، الشاعر، الصحفى، الطالب، المحامى "يقدم ما يثبت أنها زوجته". ولكن على المستوى الرمزى هى "مصر" فسعاد ومصر أشبه بالخطين المتوازيين يكمل كل منهم الآخر دون أن يتعارفان لأن الرمز استطاع أن يرتفع إلى الواقع، لقد استطاع السيد حافظ فى هذه القصة أن يقدم تفصيلات دقيقة لأحداث تبدو غير واقعية كتشابه الأسماء والمسكن أن يمزق الستار بين الواقع والرمز فى براعة ووحدة فنية فريدة وقال فى ثلاث صفحات هى كل القصة ما كان يعجز غيره أن يقوله فى مئات الصفحات وتعتبر قصة "الثمن" فى رأيى من أروع وأنضج القصص التى قرأتها على الإطلاق قصة "حروف من يوميات مهدى أفندى" تعتمد على تركيبها الفنى على الراوى الذى يقع على جزئيات من حياة بطله ليجسد لنا الأزمة التى يعانيها وليجسد لنا من خلالها ملمحاً من ملامح العصر الذى نحياه.
ونأتى إلى قصتى "الموقف، سيمفونية الحب" التى سميت باسمها المجموعة.. لنجد أنفسنا أننا أمام لوحات يمكن أن تكون قصائد منثورة – وفى اعتقادى إنها مناجيات ذاتية يمثل رأى المؤلف ذاته عندما بدأ حياته الفنية والأدبية وما لاقاه من صعاب وصمود وتحديه وحبه لمصر. ففى قصة "الموقف العادى" تبدأ القصة هكذا "الفارس يستعد أن ينزل إلى الساحة".
حبيبته تحمل فى صدرها صورته.
النورس يهاجر فوق المدن المتوغلة.
افتح كل النوافذ لأرى الوجه الطفولى.
الحب يولد فى القلب ألف مرة.
المرة الأخيرة يعانق المستحيل ويلد السعادة والبقاء.
هى هموم ومناجيات السيد حافظ الذاتية يناجى بها حبيبته "مصر" وما يتحمل فى سبيلها من غربة وأشواق ويعزف لها سيمفونية الحب والشوق لناسها ونيلها وأرضها ولكن يعاب على هذه اللوحات أن المؤلف يذكر فى سياقها أشياء وأحداث وأسماء شديدة الخصوصية بالنسبة له ولكن تغيب دلالتها على المتلقى ويذكر الأشخاص بأسمائهم الحقيقيين مما يقربها من المباشرة رغم أسلوبها الشاعرى فهو يذكر مثلاً "صبرى حافظ، وحيد النقاش" ص19، "دكتور/ رفيق الصبان" ص22، "سعد الدين وهبه" ص24 إن سيمفونية السيد حافظ القصصية نغماتها جديدة ومضمونها حب وشوق لمصر وشعبها وعرفت ببراعة متناهية.
إن قراءة هذا العمل القصصى تجربة إبداعية أخرى بل ونضالية فى نفس الوقت وامتياز هذه المجموعة يجىء من مستواها الواقعى والرمزى ولقد كان المؤلف موفقاً على المستويين ولم يطغ مستوى على الآخر وهى براعة وروعة هذه المجموعة.?

 





0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More