دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 186 )
تحقيق شامل واستطلاع رأي
حول مسرحية الأطفال سندريلا
عبد القادر كراجة - فلسطين
من كتاب
التنوع الدلالى فى مسرح الطفل
ما بين التناص والتراث والإخراج
" الجزء الأول"
جمع وإعداد
د. نـجـاة صـادق الجشـعمى
تحقيق شامل واستطلاع رأي
حول مسرحية الأطفال سندريلا
عبد القادر كراجة - فلسطين
24 ربيع الثانى 1404 هـ الموافق كانون الثانى " يناير " 1984م
(السياسة الكويتية) العدد 4138
مسرح الطفل البداية سعودية أم كويتية ؟؟
المسرح نبض الحياة.. مرآة تعكس واقع المجتمع.. وسيلة ترشيد وتوجيه.. مرفق اعلامي حيوي تتجسد على منصته عادات وقيم وتراث الأمم.. ومسرح الطفل بدايته قريبة نسبيا على المستوى العربي.. اما خليجيا فالبداية كانت من مسرح المدرسة لكن البداية الحقيقية فهي مصدر خلاف.. حيث يرى الأستاذ عبد الرحمن المريخي ان البداية سعودية من خلال مسرحيته " ليلة الناقلة " ويرى الأخرة في الكويت ان البداية كويتية من خلال مسرحية (السندباد)
وقد وافتنا الزميلة ايمان حسين بهذا التحقيق الشامل عن المسرحية رقم (6) كويتياً وهي مسرحية سندريلا اول مسرحية مكتملة من كافة النواحي مستفيدين من اخطاء التجارب السابقة.
المخرج المنصور : منذ عام ونحن نجهز مسرحية سندريلا
المؤلف : يحضرون أطفالهم ويتركونهم مع الخادمات !!
المؤلف حافظ : أنا مع العامية !
رأي الصحافة : رأي رجال الفكر والفن..
الكويت – ايمان حسين :
تقول السيدة عواطف البدر مديرة مسرح الطفل :
- هذه التجربة السادسة لنا في مسرح الطفل.. وهي مسرحية " سندريلا " ولقد حاولنا تجاوز الأخطاء التي وردت في التجارب الخمس السابقة.. حيث اتهمنا الكتاب بتجاوز فكر الطفل وان المسرحية اكبر من مرحلة الطفولة فحاولنا الخروج من دائرة التجاوز إلى مرحلة المعايشة ومخاطبة الطفولة من اعماقها وان يكون مسرح الطفل محتويا على الفكرة والفرجة. لقد قدمنا من قبل مسرحية السندباد البحري للكاتب محفوظ عبد الرحمن ثم البساط السحري للكاتب مهدي الصايغ فمسرحية ا.ب.ت للمؤلف خالد الخشاب ثم مسرحية " العفريت " قفص الدجاج لمحمد عبد الله ثم " سندريلا " للمؤلف السيد حافظ.
·هل يعني هذا انكم تبتعدون عن استخدام الرمز ؟
- من المفروض ان تكون الأم مع الأولاد في مشاهدة المسرحية حتى تشرح للأطفال وتوجههم وتشاركهم في العمل المسرحي ولكن الذي يحدث ان معظم اولياء الأمور يحضرون الأطفال إلى المسرح ومعهم الخادمات ويتركونهم ثم يعودون في نهاية العرض المسرحي ليأخذوا اطفالهم اننا نقدم العمل للأسرة ككل ولا نريد الا تربية جيل من الأطفال متذوق محب للمسرح.. متفهم لدوره في الحياة وهذا هو هدفنا في مسرح الطفل.
اما المخرج منصور المنصور فيقول :
منذ عام ونحن نستعد لتجربة سندريلا.. بدأنا مرحلة القراءة للنص.. ثم دراسته. ثم قمنا بعمل التعديلات مع المؤلف وبعدها بدأنا عرض نص المسرحية على دكتور في علم التربية حتى يرى الجوانب التربوية في النص والمناسبة والعمل على الاستفادة من الارشادات والملاحظات التي يستحسن تعميقها والاستفادة منها. ومن هنا بدأت المرحلة الثانية.. اما المرحلة الثالثة فكانت دراسة النص مع كاتب الأغاني فلاح هاشم الذي امضى معي قرابة شهرين في كتابة الأغاني الدرامية.. ثم كانت المرحلة الثالثة.
وبدأت المرحلة الرابعة مع الملحن طالب غالي الذي وضع اسس الألحان الدرامية الخاصة بالعمل وقد استغرق ثلاثة شهور وكانت المرحلة الخامسة للموزع شعبان ابو السعد الذي قام بالتوزيع بما يتناسب ودراما العمل..
وكانت المرحلة السادسة لدكتور حسن خليل مصمم الرقصات الذي قام بوضع وتصميم الرقصات التعبيرية بما يتناسب وحجم العمل ودراما المسرح والذي يناسب العمل كعمل درامي وموجه للأطفال.. وكانت التجربة مع مهندس الديكور.. ثم المرحلة الأخيرة وهي تصميم الأزياء مع مصممة الأزياء رجاء البدر. الحمد لله كانت التجربة موفقة وقد وفقنا الله مما جعل الجمهور يحجز للمسرحية لمدة اسبوعين مقدما منذ اول ليلة افتتاح.
وسألت المؤلف السيد حافظ :
·اللهجة العامية الكويتية هي لغة الحوار في مسرح الطفل.. هل بالامكان تكييف هذه العامية بحيث تصبح لغة عربية (وسطى) حتى يفهمها الطفل العربي في اي مكان من وطننا العربي خاصة وان السيد حافظ مؤلف مصرى عربي وبحيث نضمن ان تعم الفائدة على الجميع ؟
اجاب المؤلف :
- هذا سؤال بديع.. اللغة اجنحة للمضمون.. للاحساس ولغتنا العربية عندما نتعامل معها نتعامل على استحياء وحذر خوفا من حراس ابواب النحو والصرف.. لم نحاول ان نفجر بركان اللغة العربية لذلك حدثت الكارثة.. لغتنا العربية تتجمد في الشمع في تلك الكتب اللغوية.. ومع هذا استطيع ان اقول لك ان اللغة العربية لها عدة مستويات المستوى الأول هو لغة القرآن الكريم فلغة الأحاديث النبوية الشريفة ثم الشعر العربي القديم المستوى الثاني هو لغة البرامج الدينية وكتابة التفاسير الثقافية التي تقدم في الاذاعة والتلفزيون والمستوى الثالث هو لغة الصحافة اليومية والمجلات.. اما اللهجة المحلية فهي تنقسم في الوطن العربي إلى مستويين مستوى لهجة المدينة ومستوى لهجة الريف أو بمعنى آخر مستوى اهل الحضر ومستوى اهل البدو.. أو مستوى اهل السواحل أو لهجة مستوى اهل داخل المدن.. ونحن في زمن تخون الأمة نفسها.. فالنعرة الاقليمية تزداد يوما بعد يوم.
وهناك مخطط استعماري واضح لتغذية هذه النعرات والمؤامرة الاستعمارية للأسف ناجحة في الساحة العربية الف في المائة فالآن في الكويت سياسة تكويت المسرحية وفي السعودية سعودة المسرحية وفي العراق تعريق المسرحية وفي تونس تونسة المسرحية وهكذا.. كل هذا يجعلنا نطوق اللغة العربية ونخنقها.. انا لست ضد العامية لأني اكتب بها احيانا.. فلكل فن لغة.. مثل فن لغة الرواية. وفن لغة القصة القصيرة.. وفن لغة المسرح.. وفن لغة الشعر.. ان اللغة بستان شاسع الامتداد وكل اديب أو كاتب له ان يختار الشجرة أو الثمار التي يقدمها للناس وان يسافر في بحر الألفاظ والمعاني واتمنى ان نعرف وجه الكلمة المضيئة، فالاغراق في الألفاظ المحلية يعني ابتعادنا عن 99% من الساحة العربية.. وكلما اقتربنا من العامية الغارقة في نخاع دولة عربية كلما ازدادت الغيوم الثقافية واصبح انين التفرقة يزداد وانا مع اللغة العامية التي تلمس احشاء المدن العربية وتحمل بريق الشموس تلك اللغة الحبلى بالأرض والعشق والدم والوطنية وضد العامية التي تخنق الفكرة، أو الفصحى التي تصنع الجدران وتفصل الناس عن الفهم لأن الأمية الابجدية في الوطن العربي تعادل 95% اما الأمية الثقافية فتعادل 99% والطفل في الوطن العربي يحتاج إلى ان يعرف ان العربي اخو العربي وليس ضده واننا وطن واحد ولسنا اوطانا تجمعنا رابطة الدين واللغة وتفرقنا الآن القوانين. وانا مع تغيير اي نص مسرحي عربي حسب (وجوده) وارتباطه ببعدي الزمان والمكان مع الحفاظ في الوقت نفسه على ان يصبح للكلام طاقة انتشارية ويكون قادرا على الاستيعاب المطلق فيصل عددا كبيرا من الأطفال في ارجاء الوطن العربي
·هل لمسرح الطفل تكتيك خاص. يبسطه ويجعله اكثر قبولا لدى الأطفال وهل ينعكس ذلك على الألوان والديكور والأزياء ؟
- عقلية الطفل عقلية مجردة تستطيع ان تتقبل اكثر الأمور تعقيدا في التكتيك.. خذ عندك مثالا للكارتون افلام الكارتون.. يأتي البطل الكارتوني يختبئ في بطن شجرة.. تضربه الشجرة وتلقيه في الماء.. يبلعه الحوت يشعل شمعة من جيبه.. في بطن الحوت. يعثر على سكين فيقوم بتهديد امعاء الحوت.. فيفتح الحوت فمه فيخرج للشاطئ.. يبحث عن نظارته فيجد رجلا مسنا.. له ذقن طويلة يبحث في تلك الذقن فيجد مجموعة عصافير ثم تخرج بندقية تضرب احدها وتختفي البندقية..
وهكذا.. الطفل يضحك ويتقبل هذا التكتيك البالغ التعقيد ولو قدمت هذا الموضوع في فيلم للكبار لضحكوا عليك وقالوا هذا ضرب من اللامعقول ! وكيف ؟ وكيف ؟ الطفل عقليته ناضجة فنيا عن عقلية الكبير ولغة الطفل هي لغة الخيال فإنه يجب ان يشاهد الحيوان له علاقة مع الانسان (وهنا اقصد الطفل من الخامسة إلى التاسعة) تكتيك مسرح الطفل حتى الآن مفهومه في الوطن العربي هو مفهوم "المسرح الفقير" حيث المهمينون عليه يظنون ان الطفل ساذج لا يعرف شيئا يخدعون انفسهم.. ان مسرح الطفل هو مسرح الخيال.. اي مسرح التكتيك المعقد..إذا استخدمت في مسرح الكبار (25 سبوت) إضاءة. عليك ان تستخدم في مسرح الأطفال خمسين اسبوت إضاءة إذا صرفت على ديكور مسرحية للكبار الفي دولار عليك ان تصرف اربعة الاف دولار لديكور مسرحية اطفال والأزياء ايضا تتكلف نفس التكاليف.
لأن عين الطفل مليئة بالرؤى.. هي عين الفلسفة وعين الشعر وعين الفن وعين الموسيقى. وعين الطبيعة البكرية.. انها العين التي ترى الوان قزح دوما انه الخيال الذي يركب السيول والكواكب ويرتدي اجنحة الفراشة ويدخل في احشاء الصخر ويسمع هسيس الغابة واجراس الجبال ويلمس عنق السحاب يا عزيزتي مسرح الطفل في الدول الأجنبية يتمنى الكبار الدخول لمشاهدته حتى يعثر كل فرد منهم على طفولته المفقودة.
·ماذا قال رجال ابو زيد ؟
رئيس تحرير مجلة عالم الفكر بالكويت :
مسرحية سندريلا.. عمل جيد جدا.. نظيف فكريا وفنيا ويشرف الحركة المسرحية في الكويت والخليج فهو يحتوي على قيم جمالية وفنية وتقدم الحكاية الشعبية العالمية في اطار يخدم البيئة والطفل الذي يحتاج إلى من يهتم به وبعالمه واهنئ العاملين بهذا العمل على جهودهم.
وقال الدكتور صلاح كامل :
القنصل المصري بالكويت
مسرحية سندريلا تعتبر خطوة متقدمة للمؤلف السيد حافظ الذي اول مرة يكتب للطفل ولمسرح الطفل الذي تقوده السيدة عواطف البدر وللمخرج منصور المنصور الذي وهب نفسه لهذا المسرح منذ ست سنوات وقال الدكتور سليمان الشطي رئيس تحرير مجلة البيان الكويتية :
المسرحية وجبة دسمة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق