دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 220)
تحقيق شامل واستطلاع رأي حول مسرحية الأطفال سندريلا
بقلم : إيمان حسين
دراسة من كتاب
رؤية النقد لعلامات النص المسرحي
لمســـرح الطــفل فى الوطن العربى
"الجزء الثانى"
جمع وإعداد
د. نـجـاة صـادق الجشـعمى
تحقيق شامل واستطلاع رأي حول مسرحية الأطفال سندريلا
بقلم : إيمان حسين
24 ربيع الثانى 1404 هـ الموافق كانون الثانى " يناير " 1984م
العدد 4138 جريدة السياسة
مسرح الطفل البداية سعودية أم كويتية ؟؟
المسرح نبض الحياة .. مرآة تعكس واقع المجتمع .. وسيلة ترشيد وتوجيه .. مرفق إعلامي حيوي تتجسد على منصته عادات وقيم وتراث الأمم .. ومسرح الطفل بدايته قريبة نسبيا على المستوى العربي .. أما خليجيا فالبداية كانت من مسرح المدرسة لكن البداية الحقيقية فهي مصدر خلاف .. حيث يرى الأستاذ عبد الرحمن المريخي أن البداية سعودية من خلال مسرحيته " ليلة الناقلة " ويرى الأخرة في الكويت أن البداية كويتية من خلال مسرحية (السندباد).
وقد وافتنا الزميلة إيمان حسين بهذا التحقيق الشامل عن المسرحية رقم (6) كويتياً وهي مسرحية سندريلا أول مسرحية مكتملة من كافة النواحي مستفيدين من أخطاء التجارب السابقة.
المخرج المنصور : منذ عام ونحن نجهز مسرحية سندريلا
المؤلف : يحضرون أطفالهم ويتركونهم مع الخادمات !!
المؤلف حافظ : أنا مع العامية !
رأي الصحافة : رأي رجال الفكر والفن ..
الكويت – إيمان حسين :
تقول السيدة عواطف البدر مديرة مسرح الطفل:
- هذه التجربة السادسة لنا في مسرح الطفل.. وهي مسرحية "سندريلا" ولقد حاولنا تجاوز الأخطاء التي وردت في التجارب الخمس السابقة .. حيث اتهمنا الكتاب بتجاوز فكر الطفل وأن المسرحية أكبر من مرحلة الطفولة فحاولنا الخروج من دائرة التجاوز إلى مرحلة المعايشة ومخاطبة الطفولة من أعماقها وأن يكون مسرح الطفل محتويا على الفكرة والفرجة . لقد قدمنا من قبل مسرحية السندباد البحري للكاتب محفوظ عبد الرحمن ثم البساط السحري للكاتب مهدي الصايغ فمسرحية ا.ب.ت للمؤلف خالد الخشاب ثم مسرحية " العفريت " قفص الدجاج لمحمد عبد الله ثم " سندريلا " للمؤلف السيد حافظ .
هل يعني هذا أنكم تبتعدون عن استخدام الرمز ؟
- من المفروض أن تكون الأم مع الأولاد في مشاهدة المسرحية حتى تشرح للأطفال وتوجههم وتشاركهم في العمل المسرحي ولكن الذي يحدث أن معظم أولياء الأمور يحضرون الأطفال الى المسرح ومعهم الخادمات ويتركونهم ثم يعودون في نهاية العرض المسرحي ليأخذوا أطفالهم إننا نقدم العمل للأسرة ككل ولا نريد إلا تربية جيل من الأطفال متذوق محب للمسرح .. متفهم لدوره في الحياة وهذا هو هدفنا في مسرح الطفل .
أما المخرج منصور المنصور فيقول :
منذ عام ونحن نستعد لتجربة سندريلا .. بدأنا مرحلة القراءة للنص.. ثم دراسته. ثم قمنا بعمل التعديلات مع المؤلف وبعدها بدأنا عرض نص المسرحية على دكتور في علم التربية حتى يرى الجوانب التربوية في النص والمناسبة والعمل على الاستفادة من الإرشادات والملاحظات التي يستحسن تعميقها والاستفادة منها. ومن هنا بدأت المرحلة الثانية.. أما المرحلة الثالثة فكانت دراسة النص مع كاتب الأغاني فلاح هاشم الذي أمضى معي قرابة شهرين في كتابة الأغاني الدرامية.. ثم كانت المرحلة الثالثة.
وبدأت المرحلة الرابعة مع الملحن طالب غالي الذي وضع أسس الألحان الدرامية الخاصة بالعمل وقد استغرق ثلاثة شهور وكانت المرحلة الخامسة للموزع شعبان أبي السعد الذي قام بالتوزيع بما يتناسب ودراما العمل ..
وكانت المرحلة السادسة لدكتور حسن خليل مصمم الرقصات الذي قام بوضع وتصميم الرقصات التعبيرية بما يتناسب وحجم العمل ودراما المسرح والذي يناسب العمل كعمل درامي وموجه للأطفال .. ثم كانت التجربة مع مهندس الديكور.. ثم المرحلة الأخيرة وهي تصميم الأزياء مع مصممة الأزياء رجاء البدر. الحمد لله كانت التجربة موفقة وقد وفقنا الله مما جعل الجمهور يحجز للمسرحية لمدة أسبوعين مقدما منذ أول ليلة افتتاح.
وسألت المؤلف السيد حافظ :
اللهجة العامية الكويتية هي لغة الحوار في مسرح الطفل .. هل بالإمكان تكيف هذه العامية بحيث تصبح لغة عربية ( وسطى ) حتى يفهمها الطفل العربي في أي مكان من وطننا العربي خاصة وأن السيد حافظ مؤلف مصرى عربي وبحيث نضمن أن تعم الفائدة على الجميع ؟
أجاب المؤلف :
هذا سؤال بديع .. اللغة أجنحة للمضمون .. للإحساس ولغتنا العربية عندما نتعامل معها نتعامل على استحياء وحذر خوفا من حراس أبواب النحو والصرف.. لم نحاول أن نفجر بركان اللغة العربية لذلك حدثت الكارثة .. لغتنا العربية تتجمد في الشمع في تلك الكتب اللغوية .. ومع هذا أستطيع أن أقول لك إن اللغة العربية لها عدة مستويات المستوى الأول هو لغة القرآن الكريم فلغة الأحاديث النبوية الشريفة ثم الشعر العربي القديم, المستوى الثاني هو لغة البرامج الدينية وكتابة التفاسير الثقافية التي تقدم في الإذاعة والتلفزيون والمستوى الثالث هو لغة الصحافة اليومية والمجلات .. أما اللهجة المحلية فهي تنقسم في الوطن العربي إلى مستويين مستوى لهجة المدينة ومستوى لهجة الريف أو بمعنى آخر مستوى أهل الحضر ومستوى أهل البدو .. أو مستوى أهل السواحل أو لهجة مستوى أهل داخل المدن.. ونحن في زمن تخون الأمة نفسها.. فالنعرة الإقليمية تزداد يوما بعد يوم .
وهناك مخطط استعماري واضح لتغذية هذه النعرات والمؤامرة الاستعمارية للأسف ناجحة في الساحة العربية ألف في المائة فالآن في الكويت سياسة تكويت المسرحية وفي السعودية سعودة المسرحية وفي العراق تعريق المسرحية وفي تونس تونسة المسرحية وهكذا .. كل هذا يجعلنا نطوق اللغة العربية ونخنقها .. أنا لست ضد العامية لأني أكتب بها أحيانا .. فلكل فن لغة .. مثل فن لغة الرواية. وفن لغة القصة القصيرة.. وفن لغة المسرح.. وفن لغة الشعر.. إن اللغة بستان شاسع الامتداد وكل أديب أو كاتب له أن يختار الشجرة أو الثمار التي يقدمها للناس وأن يسافر في بحر الألفاظ والمعاني وأتمنى أن نعرف وجه الكلمة المضيئة، فالإغراق في الألفاظ المحلية يعني ابتعادنا عن 99% من الساحة العربية .. وكلما اقتربنا من العامية الغارقة في نخاع دولة عربية كلما ازدادت الغيوم الثقافية وأصبح أنين التفرقة يزداد وأنا مع اللغة العامية التي تلمس أحشاء المدن العربية وتحمل بريق الشموس تلك اللغة الحبلى بالأرض والعشق والدم والوطنية وضد العامية التي تخنق الفكرة ، أو الفصحى التي تصنع الجدران وتفصل الناس عن الفهم لأن الأمية الأبجدية في الوطن العربي تعادل 95% أما الأمية الثقافية فتعادل 99% والطفل في الوطن العربي يحتاج إلى أن يعرف أن العربي أخو العربي وليس ضده وأننا وطن واحد ولسنا أوطانا تجمعنا رابطة الدين واللغة وتفرقنا الآن القوانين . وأنا مع تغيير أي نص مسرحي عربي حسب ( وجوده ) وارتباطه ببعدي الزمان والمكان مع الحفاظ في الوقت نفسه على أن يصبح للكلام طاقة انتشارية ويكون قادرا على الاستيعاب المطلق فيصل عددا كبيرا من الأطفال في أرجاء الوطن العربي.
هل لمسرح الطفل تكتيك خاص . يبسطه ويجعله أكثر قبولا لدى الأطفال وهل ينعكس ذلك على الألوان والديكور والأزياء ؟
- عقلية الطفل عقلية مجردة تستطيع أن تتقبل أكثر الأمور تعقيدا في التكتيك.. خذ عندك مثالا للكارتون أفلام الكارتون .. يأتي البطل الكارتوني يختبئ في بطن شجرة .. تضربه الشجرة وتلقيه في الماء .. يبلعه الحوت يشعل شمعة من جيبه.. في بطن الحوت . يعثر على سكين فيقوم بتهديد أمعاء الحوت .. فيفتح الحوت فمه فيخرج للشاطئ .. يبحث عن نظارته فيجد رجلا مسنا .. له ذقن طويلة يبحث في تلك الذقن فيجد مجموعة عصافير ثم تخرج بندقية تضرب أحدها وتختفي البندقية ..
وهكذا .. الطفل يضحك ويتقبل هذا التكتيك البالغ التعقيد ولو قدمت هذا الموضوع في فيلم للكبار لضحكوا عليك وقالوا هذا ضرب من اللامعقول ! وكيف ؟ وكيف ؟ الطفل عقليته ناضجة فنيا عن عقلية الكبير ولغة الطفل هي لغة الخيال فإنه يجب أن يشاهد الحيوان له علاقة مع الإنسان ( وهنا أقصد الطفل من الخامسة إلى التاسعة ) تكتيك مسرح الطفل حتى الآن مفهومه في الوطن العربي هو مفهوم " المسرح الفقير" حيث المهيمنون عليه يظنون أن الطفل ساذج لا يعرف شيئا يخدعون أنفسهم.. إن مسرح الطفل هو مسرح الخيال.. أي مسرح التكتيك المعقد.. إذا استخدمت في مسرح الكبار (25 سبوت) إضاءة, عليك أن تستخدم في مسرح الأطفال خمسين اسبوت إضاءة, إذا صرفت على ديكور مسرحية للكبار ألفي دولار عليك أن تصرف أربعة آلاف دولار لديكور مسرحية أطفال والأزياء أيضا تتكلف نفس التكاليف .
لأن عين الطفل مليئة بالرؤى .. هي عين الفلسفة وعين الشعر وعين الفن وعين الموسيقى. وعين الطبيعة البكرية .. إنها العين التي ترى ألوان قزح دوماً إنه الخيال الذي يركب السيول والكواكب ويرتدي أجنحة الفراشة ويدخل في أحشاء الصخر ويسمع هسيس الغابة وأجراس الجبال ويلمس عنق السحاب يا عزيزتي مسرح الطفل في الدول الأجنبية يتمنى الكبار الدخول لمشاهدته حتى يعثر كل فرد منهم على طفولته المفقودة .
ماذا قال رجال أبو زيد ؟
رئيس تحرير مجلة عالم الفكر بالكويت :
مسرحية سندريلا.. عمل جيد جداً.. نظيف فكرياً وفنياً ويشرف الحركة المسرحية في الكويت والخليج فهو يحتوي على قيم جمالية وفنية وتقدم الحكاية الشعبية العالمية في إطار يخدم البيئة والطفل الذي يحتاج إلى من يهتم به وبعالمه وأُهنئ العاملين بهذا العمل على جهودهم.
وقال الدكتور صلاح كامل :
القنصل المصري بالكويت .
مسرحية سندريلا تعتبر خطوة متقدمة للمؤلف السيد حافظ الذي أول مرة يكتب للطفل ولمسرح الطفل الذي تقوده السيدة عواطف البدر وللمخرج منصور المنصور الذي وهب نفسه لهذا المسرح منذ ست سنوات وقال الدكتور سليمان الشطي رئيس تحرير مجلة البيان الكويتية :
المسرحية وجبة دسمة.
ماذا قالت الصحافة الكويتية عن سندريلا :
جريدة القبس :
" من الملاحظ أن المسرحية اتخذت بناء خاصاً، قد يكون مستهلكاً إلا أن الجديد فيه طريقة عرضه وليست معالجته وهو وجود راو مكون من (سنور – فرفور – مسرور) وهذا الراوي يتدخل في أحداث العمل ، بل ويتدخل لإخلال الشبكة الدرامية بما يقدمه من نصائح واقتراحات والشكل الآخر للمسرحية أن المسرحية اعتمدت على أسلوب المسرحية داخل المسرحية..
0 التعليقات:
إرسال تعليق