دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 177 )
مسرحية الشاطر حسن
بقلم سامى الباجورى
دراسة من كتاب
التنوع الدلالى فى مسرح الطفل
ما بين التناص والتراث والإخراج
" الجزء الأول"
جمع وإعداد
د. نـجـاة صـادق الجشـعمى
مسرحية الشاطر حسن
بقلم سامى الباجورى
(السياسة 2 سبتمبر1984م)
- الشاطر حسن عرض مسرحى يخاطب عقلية طفل التليفزيون..
- توافق الإيقاع والحركة الاستعراضية مع مزاجية الطفل!!!
- قضايا معاصرة يعيشها الطفل بصورة مباشرة..
- أطفال الكويت فى خطوة المسرح الشامل...
الطفل بتركيبته شغوف بكل ما يحيط به، اهتماماته محصورة فى اكتشاف العالم المحيط به بصورة تصنع فى ذهنه العديد من علامات الاستفهام وتجعل أطفالنا فى حالة بحث دائم للوصول إلى إجابات واضحة على هذه التساؤلات خاصة حول الأمانة.. والصدق.. وحب الناس.. وحب الوطن والموت فى سبيله والعدل بين الناس وهو واحد منهم.
من هنا كان دور المسرح بكل ما فيه من مواقف حياتية يشاهده الطفل ويجسده أمامه وعليه تظهر أهمية التدقيق فى الموضوعات المطروحة مسرحيا على الطفل كما يظهر لنا ضرورة تحديد الاسلوب الامثل فى العرض الذي يتوافق مع مطروحات العمل ومستوى الادراك عند الطفل مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل فى كثير من المواقف أكثر ذكاء.
الحكاية المسرحية:
اعتمد العرض على شخصية الشاطر حسن من خلال فكرة تبادل الاماكن بين الشطر حسن والسلطان حسان دون أن يدرى الآخرون نظرا لشدة التشابه بين كليهما ليجد الشاطر حسن مسئوليته خلال الثلاثة أيام مدة الاتفاق مسئولية كبيرة فهو مطالب بإعلان الحرب على الاعداء بعد احتلالهم جزيرة الامل المجاورة كما هو مطالب بمواجهة الوزير المستغل المغتصب لحقوق الشعب.. ونظرا لأنه يملك مقومات المواطن الصالح والقصد هنا الشاطر حسن الذي استطاع تحقيق ما لم يحققه السلطان فأعاد الارض لاصحابها كما واجه الاعداء وقام بتوزيع الممتلكات على الجنود..
فريق العمل:
فريق العمل المسرحي عبارة عن مجموعة من الفنانين الذين لديهم القدرة على تقديم العمل المسرحي الجاد الذي يصلح للطفل ومن بينهم الكاتب المتمرس وموجه التربية المسرحية وهو تربوي فى الاصل والفنان القادر مع مجموعة من ابناء المعهد العالى للفنون المسرحية كل هؤلاء بقيادة استاذ التمثيل ورئيس قسم الإخراج من هنا نجد أن نجاح العمل امر طبيعى لمثل هؤلاء.
نجوم العمل المسرحى:
شارك فى العرض المسرحى عبد الرحمن العقل ومحمد جابر واستقلال أحمد وكاظم أحمد وكاظم القلاف وهدى حمادة ومحمد كاظم وفتحى القطان وباسم عبد الامير وخليل فرج وخالد عباس وعبد الله الطرموم وباسم عبد اللطيف ومحمود اللامي وهانى القصار وعبد الوهاب عباس ومعهم 32طفل وطفلة.
النص المسرحى:
جاء النص من تأليف سيد حافظ الذى قدم العمل من خلال فصلين وعدة مشاهد ومن خلال متابعة العمل المسرحي نجد أن الكاتب سلك نمطا جديدا بعيدا عن اسلوب تقديمه لعرض سندريلا السابق الذي قدمه للأطفال حيث اعتمد فى النص السابق له على شخصيات الحيوانات الاليفة فى تقديم قصة سندريلا واشتراكهم فى الحوار أما هنا فيقدم عملا بعيدا عن توظيف هذه المخلوقات ليسير فى ركب نظريات علم النفس الحديثة التى ترفض اسلوب الحيوانات الناطقة عند التعامل مع طفل عصر الالكترونات. ورغم اسلوبه الجديد هذا إلا أنه استطاع ان يصل إلى مفهوم عرض الطفل كما نجد ان النص من ناحية اخرى استطاع من خلال التوظيف الدرامى أن يجعل تصرفات الشاطر حسن مقبولة عند أبناء عصرنا هذا نظرا لأن الاسطورة القديمة تحمل بطل القصة اعمالا غير مقبولة عند اطفال التليفزيون.
من ناحية أخرى نجد المؤلف قد عمق فكرة حب الوطن بصورة جعلت بعض القضايا الاخرى تأتى وكأنها موجودة لمجرد المساعدة رغم أهميتها فى العمل مثل قضية رد كيس النقود إلى الأميرة ست الحسن رغم أنه حاول التأكيد عليها بين فترة واخرى طوال فترة العرض وحدث ذلك ايضا مع قضية العدل وتوزيع الارض على الجنود... وحتى لا نقدم الرأى الواحد نقول : قد يكون المؤلف أراد أن يجعل من قضية الدفاع عن الوطن هى الشاغل الأهم من تواجد القضايا الاخرى.
الاغانى والالحان:
قام بكتابة الاغانى الشاعر عبد الامير عيسى والحان غنام الديكان وعبد الله الراشد وتوزيع حسين أمين. وبالاستماع إلى موسيقى وألحان العمل نجد أن هذه الموسيقى تتناسب مع مسرح الطفل حيث جاءت الجمل الموسيقية قريبة إلى ادراكه معبرة عن الايقاعات الخليجية خاصة من خلال لحن المقدمة والحرب وأغنية الصيادين كما حققت أغنية السوق التقارب مع موقف الحدث الدرامى ومن ناحية اخرى جاءت كلمات الاغانى مكملة للنص الدرامى..
الديكور:
استطاعت خريجة المعهد العالى للدراسات المسرحية ماجدة سلطان مهندسة الديكور أن تقدم صورة متكاملة لاعمال الديكور المعبر عن مكان الحدث مع بساطة بعيدة عن الابهار الذى يشتت الطفل كما جاءت قطع الديكور سهلة الحركة لتسهيل مهمة التبديل والتعديل مع الحركة الاستعراضية.
الاداء الدرامى:
الملاحظ بصفة عامة أن فريق العمل الدرامى عرف طبيعة المسرح كما عاش كل منهم الحدث الدرامي فظهرت لنا خصوصية القصة المسرحية واحداثها وافكارها تظهر كل الممثلين امام الجمهور دون أن تختفى شخصية القدرة الاخرى على الاباع وهذا ينطبق على الشخوص الرئيسية للعمل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق