دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 170 )
أسطورة سندريلا برؤية طفل 83
كتب : سامى الباجورى
دراسة من كتاب
التنوع الدلالى فى مسرح الطفل
ما بين التناص والتراث والإخراج
" الجزء الأول"
جمع وإعداد
د. نـجـاة صـادق الجشـعمى
أسطورة سندريلا برؤية طفل 83
كتب : سامى الباجورى
سندريلا أسطورة تتوارثها الأجيال تعيش فى الوجدان لما فيها من خيالات عديدة تحقق أمنيات البعض فى تحقق الأحلام.. لذا نجدها ترتدي الزي الأميركى حيث جمالها الأخاذ وإعجاب الأمير بها رغم فقرها.. لأنه أحس بقلبها الكبير.. كما نجدها فى الجانب الآخر على مسرح السوفييت فى صورة البالية الراقص الرائع الشهير.
- وهنا فى الكويت نجدها التجربة السادسة لمؤسسة مسرح الطفل من خلال تقديم رؤية مسرحية للزميل سيد حافظ ورؤية إخراجية للفنان منصور المنصور وبطولة أسمهان توفيق فى دور زوجة الأب. هدى حسين فى دور سندريلا، حسين البدر الوزير، حسين منصور الأمير، انتصار الشراح وسحر حسين بنات زوجة الأب.
- يقول المؤلف إن الأسطورة تنعش الذاكرة.. تعانق خيال الطفل والأساطير مناهل سخية للأدباء والكتاب.. لقد عشت مع سندريلا الأسطورة منذ عام 1973 كنت أبحث عن صورة تحمل رائحة العصر ورائحة أرضك الخاصة بك ككاتب كنت أحلم بها وبجمالك ويفزعنى قدوم مزوجة أبيها الدنيئة.
- كيف تم التوصل إلى النهاية الحالية للأسطورة التقليدية:
- فى الحقيقة توصلت إلى ثلاثة نهايات، الأولى أن سندريلا بعدعودتها من الحفل تجد الحذاء ليس على قياسها ولاسبب عندما كانت فى الحفل كانت بثوب أنيق يمثل طبقة الأمراء وأن سندريلا الفقيرة لا يمكن أن تكون أميرة، وهذا لا يتناسب مع عقلية الطفل.. لذلك وصلت إلى النهاية الثانية أنها أى سندريلا بأنها تحلم بالذهاب للحفل بثوبها وأن الأمير يبحث عنها ليتزوجها وهذه النهاية تفسد الأسطورة الموجودة فى ذهن الطفل لذلك توصلت إلى النهاية برؤيتى المعاصرة لسندريلا وهى فتاة أعطاها القدر الفرصة للقاء الأمير وكان عليها أن تستغل الفرصة فى تغير حياتها وحياة النسا.
إذا تستطيع القول إن سندريلا مسرح الطفل تحمل الجديد لعالمه الصغير:
- سندريلا هنا لها القدرة على المواجهة لحظة لقاء الحراس، وفرض شروطه على الأمير لحظة طلبه الزواج لها حيث رفضت تغيير ملابسها وترتدى ملابس الأميرات.
وتعلن أن الفقر ليس عيبا وكان شرطها الثانى أن يفتح الأمير أبواب القصر للناس ويبعد الحراس ليستمع لشكواهم.
- هنا نقول إن الشخصيات الرئيسية لدى الأسطورة متواجدة فى العمل المسرحى؟
- فى الحقيقة فى العمل الذى نقدمه للطفل مكان للسحر حيث لا توجد شخصية الساحرة هذا بجانب استخدام الراوي فى صورة حيوانات منهم الكلب فرفور والقط سنور والأرنب مسرور وهذا لأن الطفل يتعاطف مع الحيوانات أكثر من الكبار.. وهو هدف أساسى فى إقامة الحفل بجانب الهدف الاجتماعى وهو التعرف على مشاكل الناس واحتياجاتهم والهدف الاجتماعى هو البحث عن زوجة من وسط الفتيات من عامة الشعب.
- هل هذه التغيرات الجديدة التى أدخلتها على مسرحية سندريلا تتناسب مع إدراك الطفل؟
- ليس هذا العمل هو البداية فى عام 1966 قدمت مع الزميل مصطفى الجندي خريج المعهد العالى للفنون المسرحية مسرحية حلم العصفور طقطوق فى ملجأ للأيتام فى حى الشاطبي بالإسكندرية من بطولة أبناء الملجأ ونجحت التجربة ونفس المسرحية قدمناها فى مدرسة فكتوريا كولدج وهى مدرسة لأبناء الأثرياء والأمراء ونجحت أيضا ونفس التجربة تم تقديمها فى مركز شباب كفر الدوار لأبناء العمال ومن بطولة أبناء الريفيين ونجحت التجربة ولكن اكتشفنا أن ما يضحك الفقراء لا يضحك الأغنياء وما يضحك أبناء الملجأ لا يضحك الفقراء ولا يضحك الأغنياء وما يضحك أبناء الملجأ لا يضحك أبناء الريف، فالبيئة تؤثر والثقافة لها تأثير فى إدراك الطفل، فالطفل له إدراك طفل القرن العشرين فهو يركب الطائرة فى العام أكثر من مرة ويشاهد أكثر من دولة لذلك لابد من التناسب معه.
ومسرحية سندريلا كتبتها أكثر من ثلاث مرات وقرأتها على الأطفال حتى أستوعب منهم أى كلمة صعبة وحذفت الكلمات الصعبة.. لكن أقول إننى أمام اختيار صعب مع طفل 83.
- وهنا نلتقى مع مخرج المسرحية الفنان منصور المنصور.
- ماذا ترى من عرض مسرحية سندريلا؟
- مسرحية غنائية استعراضية للأطفال تدعو للتسامح من الحاكم والمحكوم للتسامح بين كل البشر.
- هل منصور المنصور مخرج مسرح الطفل يقدم الجديد من خلال إخراج مسرحية الاطفال سندريلا وخاصة وأنه سبق تقدميها فى أكثر من صورة فنية.
- لقد سبق عرض أسطورة سندريلا فى السينما الأميركية ومن خلال باليه روسى ولكن لم أشاهد من قبل الأسطورة على المسرح إلا من خلال مسرحية الحذاء الذهبى من تأليف عبد الرحمن المناغى فى قطر ولقد شاهدتها وكانت ذوى مستوى جيد..
- نفهم من ذلك تواجد بعض النظرات العصرية؟
- فى الحقيقة المسرحية إسقاطات على ما يعانيه المواطن العربى مع تواجد الرموز التى تعطى نقدا لما يشاهده الطفل ويعيش فى الظروف الحالية.
- سبق لك كمخرج تقديم الرمز بكثرة فى مسرحية قفص الدجاج.
ورغم نجاح العمل فنيا وجماهيريا أشار البعض إلى زيادة جرعة الرمز فى العمل هل تسلك نفس الاتجاه فى هذا العمل الجديد؟
- هنا نقول إن الرمز ليس بنفس الكمية السابقة المتواجدة فى مسرحية قفص الدجاج.. ورغم ذلك نقول إن الرموز هنا قريبة إلى ذهن الطفل وهذا لا يدل على تغيير نهج الأعمال السابقة.. فما زال النجاح يرتبط بمسرحية قفص الدجاج.
- دائما منصور المنصور يضع ديكورات أعماله ورغم ذلك لم يعلم ذلك هى تسلك نفس المسلك هنا؟
- الديكور أيضا هنا من خيالى ليتناسب مع العمل والأغانى تأليف فلاح هاشم وألحان طالب غالبز
السياسة الكويتية 25/9/1983
0 التعليقات:
إرسال تعليق