Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الخميس، 23 سبتمبر 2021

113مسافرون بلا هوية أ/ عبد الغنى داود

 

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

( 113 )

 

مسافرون بلا هوية
أ/ عبد الغنى داود

دراسة من كتاب

التشظى وتداخل الأجناس الأدبية

فى الرواية العربية

" الجزء الثانى "

إعداد وتقديم

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى

 

 

 


 

 

مسافرون بلا هوية
أ/ عبد الغنى داود

بأسلوب مختلف فى السرد يمزج فيه الشعر بالبساطة وبالتداعيات الحرة لذاكرة فيضاة بالصور والأحداث فى فترة خصبة من حياة الوطن.. هى فترة السبعينات .. التى هاجر فيها كثير من المثقفين وأصحاب الرأى عن أرضهم.. حيث أُصيب البعض بالاحباط واليأس، وحيث أصيب البعض الأخر بالفصامية، وانصرف أخرون عن الكتابة وعجزوا عن مواصلة الإبداع، وأجهضت كثير من الابداعات التى لم تستكمل نموها.. يقدم الكاتب (السيد حافظ) روايته القصيرة "مسافرون بلا هوية" ورغم أنه كاتب مسرحى كبير قدم عدد وفيراً من الأعمال المسرحية.. إلا أن هذه هى روايته الأولى..

وهو يبدأ روايته– التى تتكون من سبعة فصول بتصوير أحداث 18، 19 يناير1977 وتأثيرها على مجموعة من المصريين المغتربين من العمال والمثقفين الباحثين عن فرصة عمل بالكويت، ومدى ارتباطهم بالوطن.. ويستعرض فى هذا المجتمع مواطنين عرب وغير عرب من جنسيات أخرى من خلال عين صحفى شاب هو (راوى) أحداث روايتنا.. يملك الوعى والبصيرة ومن خلاله ينبثق عالم هذه الرواية، وركز على شخصيته التى تتعذب بحساسيتها المفرطة وبالهم العام الذى يؤرقها وبالمعاناة الموجعة فى حياتها اليومية.. فيؤرقه تميز غير العرب فى بلد عربى كالكويت، وتمير البعض منهم حتى اليهود.

وتتداعى إلى مخيلته.. معاناته فى بلده – مصر – كى يحصل على الموافقة بالسفر إلى الكويت وألوان العنت والمكابدة التى لاقاها من المسئولين، وتمثل فى ذاكرته حبيبته.

والكاتب ينتقل ببراعة ما بين تداعيات الماضى القريب قبل مغاردته لوطنه.. وبين اللحظة الأنية التى يعيشها فى الكويت ومعانقته لقضايا وطنه العربى.. مجادلاً ومناقشاً مواقف أمريكا المتعسفة ضد الفلسطينيين والعرب وموقف فرنسا الذى يتغير بعد أن تسبب لجوء مناضل فلسطينى إلى أرضها فى أزمة لها مع أمريكا.. فهو فى الرواية يقدم (الأن، وهنا) وفى نفس الوقت يربط هذه الأنية بصورة الماضى وكأنها حاضر دائم تتكرر صوره وأحداثه وأشكاله.. وشخصياته، من خلال معاودة التذكر والربط بين الماضى والحاضر، وكيف غادر مصر، وآخر لقاء له بحبيبته وخشيتها ألا يعود من الهجرة ، ووصوله إلى الكويت والبحث عن مسكن رخيص يأويه.. وتتداعى ذكريات الماضى ولقاءاته المتعددة مع حبيبته وحواراته معها والعودة السريعة إلى الحاضر والواقع الأنى المرير حيث يبحث الأن عن عمل، وطرده من الفندق بعد أسبوعين عندما أفلس.. فيخرج متصعلكاً بلا ماوى إلى الشارع.. بعد أن فشل فى العمل بالصحافة، ويعمل خادماً فى بيت أحد أثرياء الكويت.. لكن الرجل يطرده بعد ليلة واحدة فقدغار منه على زوجته. فيعود إلى السوق من جديد يبحث عن عمل.. وفى لحظات شقاءه وأساه الأنى تتواصل تداعياته مع الوطن ومع حبيبته (منى) ذى الصدر الحنون فى مسيرته المريرة، وكيف أنه مُجبر الآن على العمل فى ميناء الوشيخ فتذكره تلك اللحظات المريرة باللحظات التى أدخلوه فيها السجن فى بلده وكأن رصيف الميناء سجن أخر.. وذلك بسبب إصراره على التعبير عن رأيه وفكره فى ظل ديكتاتورية خانقة.. وفى ليل ميناء الوشيخ يتذكر الليالى السعيدة على شاطئ الاسكندرية ويمكث أسبوعين على شاطئ الخليج بلا عمل يجتر ذكرياته مع مثقفى بلده.. وترفضه الصحيفة الكويتية التى يسعى للعمل فيها حيث يحاول مرة أخرى أن يطرق أبوابها.. ويلتقى فى المسكن الذى يأويه والذى يعج بالبشر من أهل بلده من كل الفئات بنماذج من عمال البناء وعمال الشحن وألوان السخرة التى يلاقونها.. حيث يواصل الربط والتعليق بين محنته ومحنة رفاقه من المصريين ومحن وأزمات الوطن التى تأتى عبر الأخبار مثل: تلفيق قضية لأبرياء بتهمة الشيوعية وقلب نظام الحكم. وفى حلظة تتصور أنه قد أصيب بالجنون ، وإزاء الحنين الجارف إلى الوطن الذى اضطر للهجرة منه يكتب رسالة إلى (النيل) يطلب منه أن يذكره إذا مات غريباً.. وفى الفصل السابع والأخير يروى بطل الرواية كيف فصلوه من عمله فى وطنه لأنه لم يتعاون مع الأجهزة الأمنية ولم يعمل جاسوساً يتجسس على رفاقه من المثقفين.. وكيف أشاروا عليه أن يعمل مدرساً فكان يأخذه الحماس ويحدث الطالبات والطلبة عن المناضلين والشهداء وأبطال الوطن فيسخر منه الطلبة والطالبات.. ويعرضه لأنه يغير ناظر المدرسة مادة التاريخ التى يدرسها إلى مادة الجغرافيا وكيف تعرض للعنت من قبل أجهزة الأمن التى تضيف عليه الخناق ، ويختم روايته بصفحة قصيرة عنوانها (فى المساء) حيث يجلس (الراوى) على شاطئ الخليج شهراً بلا عمل جائعاً ومقروراً بلا ملابس .. وفى النهاية لا يملك إلا أن يلقى برسالة فى مياه الخليج إلى الله سبحانه وتعالى قائلاً [ إلهى .. رب السموات والأرض.. لقد رسبت فى امتحان الصبر.. لا أملك الذكاء الاجتماعى.. وإننى لا أعرف أحداً هنا.. أنا جائع ووحيد.. لا تتركنى.. عبدك : أبراهيم عمار]

ونشير هنا إلى أن " السيد حافظ" قد سبق وأن تناول (تيمة) الغربة وعذابات الهجرة فى ملهاته السوداء " رحلات ابن بسبوسة فى البلاد الموكوسة" 1993، وهما نتاج تجارب عاناها الكاتب المثقف المحمل بأحلام الوحدة العربية والتضامن العربى لمواجهة الأخطار والأعداء الذين يهددونه. وهو فى هذه الرواية اختار أسلوباً (تأريخيا) دالاً وإن انجرفت تلك التأريخية إلى العمومية فى بعض الأحيان مما جعلها تنحو نحو الخطابية والمباشرة فى استعراضها للأحداث الوطنية العامة فتصبح الكلمات تعبيرات هيولية لا يمكن الإمساك بها.. ومثل استشهاده بقصيدة صلاح جاهين الحماسية (القمح مش ذى الذهب) لكنه وفق كثيراً فى استخدام وقائع وشخوص حقيقية مع تغيير طفيف فى الأسماء فبدت مصداقية السرد إلى جانب (التوثيق) وهو شكل جديد فى السرد الروائى .. خاصة عندما يمزج بهمومة الذاتيه فى بوتقة الهم العام.

ولو أن الكاتب لم يركز – فقط – على شخصية – السارد – وعلى مكنونات نفسه وما جيش فى صدره ومكابداته ولواعج نفسه – وفى المقابل أهمل بقية الشخصيات فبدت كالظلال .. باهته الألوان.. لاستطاع أن يقدم عملاً روائياً فريداً من نوعه .. لكننا فى النهاية أمام عمل مثير ومدهش.. يغنى على وجيعة هذا الوطن..

عبد الغنى داود


 

السيرة الذاتية – عبد الغنى داود

·       مؤلف مصري من مواليد 3 ديسمبر عام 1939 في القاهرة .

·       مدير عام الأرشيف القومي للفيلم ـ مركز السينما ـ وزارة الثقافة .

·       من اعمالة المسرحيات :

o      شجر الصفصاف. الخليفة.

o      غريب فى بلبيس.

o      الزفة.

o      الموكب.

o      الجازية الهلالية.

o      اللعنة من فوق المنبر حلم الأباريق الفخارية.

o      النوساني.

o      تنوعات هلالية.

o      أطياف الخيال.

o      عزيزة.

o      الغريق.

o      السيل.

·       النقد المسرحي : الأداء السياسي فى مسرح الستينات .. زكى طليمات

·       النقد السينمائي :

o      من أجنده السينما المصرية.

o      مخرجو السينما فى مائة عام.

o      هند رستم والطريق إلى النجومية.

o      مدارس الأداء التمثيلي فى تاريخ السينما المصرية.

o      القاهرة فى السينما التسجيلية.

·       النقد الأدبي :

o      مبدعون بلا نقاد

·       ترجمات:

o      مسرحية كرنفالية.

o      كيبس.

o      ملك الغرفة المظلمة.

o      مسرح الشارع.

 

 

 

 

 

 




 




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More