دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 131 )
تناسخ الأوطان بين روح شمس والتاريخ
حينما يكتبه الشرفاء
قراءة في رواية ليالي دبي الجزء الثاني "شاي أخضر" للسيد حافظ
إعداد / د. محمد مخيمر
دراسة من كتاب
التشظى وتداخل الأجناس الأدبية
فى الرواية العربية
" الجزء الثانى "
إعداد وتقديم
د. نـجـاة صـادق الجشـعمى
دراسات حول رواية ليالى دبى
تناسخ الأوطان بين روح شمس والتاريخ
حينما يكتبه الشرفاء
قراءة في رواية ليالي دبي الجزء الثاني "شاي أخضر" للسيد حافظ
إعداد / د. محمد مخيمر
مقدمة:
يشكل الإبداع والتاريخ ثنائية متلازمة ومفجرة للعديد من الطاقات والأفكار التي لا تنضب أبدا، فالرواية التي أصبحت هي ديوان العصر الحديث تحتمل مساحات شاسعة من التجريب والتجديد والطرح المختلف، والتاريخ وهو مناط هذه الرواية التي بين أيدينا يحتمل العديد من الرؤى والتناول المختلف والنظرات المتعددة.
يطرح لنا السيد حافظ في روايته ليالي دبي التاريخ بوجهة نظر أخرى، بمنظور مختلف، نرى الأوطان من خلال طرحه وتجربته الروائية بشكل مغاير، كما أنه يفاجئنا بطرح مختلف لشكل الرواية التقليدي أحادي الصوت والهم، بل ينسج لنا عباءة روائية مطرزة بالمسرح تارة وبالسيناريو تارة أخرى وبالسرد الصحفي تارة وبالزخم المعلوماتي تارات أخرى.
وبالتالي أرى أن مدخل قراءة هذه الرواية يجبرك أن تتخلى عن كل أسلحة النقد وأدواته المعدة سلفا، بل يجب أن تجد أدواتك النقدية من خلال هذا النص؛ فالنص الإبداعي دوما أسبق من الإبداع النقدي وكل إبداع يفرز نقده ونقاده وليس العكس.
ولعل الأزمة التي نقع فيها الآن هي استخدام آليات النقد بشكل سابق على الإبداع بما يجعلنا أمام أمرين غاية في الصعوبة أولهما إبداع مشوه لأنه كتب بعقلية النقد، أو نقد مشوه لأنه عامل النص بما لايجب أن يعامله به.
العنوان:
لماذا دبي؟ دبي هي أرض الأحلام، المدينة التي تشع نورا وبريقا، أوروبية الطراز المعماري، لا تتكلم العربية إلا في 10% من مؤسساتها، الأرض التي التقى فيها حلم الروح والجسد، فتحي وسهر، كلاهما هرب من وطنه الأم لوطن جديد يحتوي ويحمي، وطن بطراز معماري وثقافي مختلف عن الطراز العربي والإسلامي.
ولماذا الشاي الأخضر؟
لم أجد له تفسيرا إلا وجوده في مشهد حاسم ومهم في آخر فصول الرواية حينما جهزت سهر أكواب الشاي الأخضر وقدمتها لتهاني زوجة فتحي حينما شاهدتا شريطا جنسيا عرفت سهر من خلاله أن فتحي بارع حنسيا كذلك الرجل الذي في الشريط فتماست الرغبة الروحية والجسدية عند سهر تجاه فتحي فيقول الكاتب "هنا وقع فأر الرغبة في المصيدة .. ترى هل الحياة مسيرة أم مخيرة؟ هل نحن نختار الحياة أم تختارنا؟" .
ملخص الرواية:
يطرح الكاتب في هذا النص الروائي الضخم – من وجهة نظري – فكرة رئيسة، وهي أن التاريخ يعيد نفسه ويتجسد في شخوص جديدة مثلما تتناسخ الأرواح في أجساد جديدة فتاريخ مصر والعرب والمسلمين واحد منذ أن حكم الفراعنة وحتى يومنا هذا، فالصراعات والدماء والخداع في السياسة منذ الفراعنة مرورا بالفتنة الكبرى بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عن الجميع، ووصولا للثورة المصرية والسورية، ويبقى على مر الدهر حلم الوطن بعيد المنال. كما كانت "سهر" الحالية حلما بعيد المنال للأستاذ كاظم رمز المواطن المثقف المهموم بوطنه والمضطر أن يعايش واقعا سيئا وكذلك تظل حلما مغتصبا في يد من لا يقدرون مثلما كان الحال مع منقذ وفتحي رضوان.
وماهي سهر إلا إعادة تجسيد لروح شمس التي عاشت حلما كبيرا غير محقق للحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي الذي أراد – من وجهة نظر كاتبنا – أن ينشر العدل في أرض مصر والخلافة.
استخدم الكاتب خطين دراميين متوازيين هما حكاية سهر وكاظم في الشام (سوريا) وتداخلت معها قصة شمس والحاكم بأمر الله، والخط الدرامي الثاني هو حكاية فتحي رضوان وروح سهر في مصر.
ولم يتقاطع الخطان إلا في آخر صفحات الرواية عندما انتقل فتحي رضوان وسهر إلى دبي للعمل والزواج وتلاقت أرواحهما في تجديد للحلم المفتقد بين روح شمس وسهر والحاكم وفتحي وكاظم.
كما استخدم الكاتب طوال الرواية صوت الراوي المشارك الذي لم يتعد علمه حدود المكان والزمان ونقل لنا أحاسيس شخصياته وتنوع خلفياتهم ورؤاهم وأيدلوجياتهم في تطبيق رائع لشكل الرواية البوليفونية أو متعددة الأصوات. وهي وفقا لباختين تعتمد على تعدد المواقف الفكرية، واختلاف الرؤى الإيدولوجية، وترتكز كذلك على كثرة الشخصيات والرواة والسراد والمتقبلين، وتستند إلى تنوع الصيغ والأساليب.
ولم يكن الراوي عليما إلا حينما تبدأ شهرزاد في سرد حكاية الحاكم بأمر الله وقصته مع شمس "مصر الجميلة" الحلم البعيد والمفتقد دائما، شمس أيضا كانت من أصل شامي.
ومابين الحكايتين المتوازيتين كان السيد حافظ يقوم بوعي وإدراك بكسر إيهام القارئ وإخراجه من الحالة الروائية إلى فواصله التي عنونها بـ "شخصيات في سيرة ومسيرة ابن حافظ فيما حدث له وما جرى في بلاد المسخرة" والتي سرد فيها شهادته على مجموعة من الشخصيات الثقافية التي تعامل معها وذكر محاسنها ومثالبها في صراحة وجرأة، وكأن الكاتب يريد أن يقول للقارئ إنني أمين في طرح التاريخ من وجهة نظري حتى أنني أتحدث عن الواقع القريب وأصدقائي وذاتي بهذه الصراحة، وعن شخصيات عايشتها وقد تكون تعرفها.
منهج كتابة الرواية :
الرواية في مجملها تعتمد فكرا حداثيا يجمع بين التفكيكية التي تعتمد على كسر الإيهام وإعادة تركيب النص بشكل مغاير حتى يمكن قراءته، وبين الطليعية التي تميز بها مسرحيا، حيث خرج عن المألوف في طرح الشكل الروائي التقليدي فرأينا داخل النص الروائي استعانته بمسرحيته "حلاوة زمان أو عاشق القاهرة الحاكم بأمر الله" بإرشادها المسرحي كاملا، كما وجدنا أنفسنا نقرأ سيناريو متكاملا حينما نجد مفردات مثل :
نهار/ داخلي منزل شهرزاد، مشهد ليل/ خارجي مقهى القرية صفحة 370، 371.
كما رأينا سردا روائيا محكما تنوعت لغة السرد فيه بين الحوار وبين المونولوج وتنوعت تقنيات الزمن بين الاستراحة والقطع والمشهد والمناجاة وسار النظام الزمني أحيانا في تتابع منطقي للأحداث وأحيانا استخدم الكاتب الاستباق والاسترجاع في سرد الأحداث.
كما رأينا شكلا جديدا للهوامش التي اعتدنا عليها تشرح وتفسر، فوجدناها تعرض فكرة أو خاطرا أو نصا قصصيا قصيرا جدا أو سردا لأخبار وحكايات لشخصيات عامة.
رأينا استشهادات من قصة سيدنا علي ومعاوية والفتنة الكبرى وكيف خذل الناس عليا واستشهادات عن الحاكم بأمر الله وكيف خذله المصريون، رأينا تنهيدات وهمسات وأغاني لفيروز وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، ورأينا أشعارا وقصائد ورأينا معلومات وتعريفات بفنون عدة كالكونشيرتو.
وكل ذلك كان في تناغم يرسم صورة كلية للنص الروائي في شكل حداثي تفكيكي جديد.
نحن أمام نص معرفي مثقف يحمل خبرات السنين وتجارب التاريخ وهم الوطن، يحمل العشق بجانبيه الروح والجسد فامتلاك الروح لا يكفي وامتلاك الجسد لا يغني.
شخصيات الرواية:
من علامات الإبداع الروائي الجيد الرسم المتقن للشخصيات وجعلها معبرة عما يريده الكاتب منها، وقد أجاد السيد حافظ في رسم شخصيات روايته وجعلها معبرة عن كل حالة وكل طرح.
وقد دارت الشخصيات في فلك الثنائيات المتعادلة؛ فكان التعادل بين شخصيتي كاظم في الشام وفتحي رضوان في مصر، فكلاهما يواجه احباطات الوطن والحب وكلاهما يسعى للسفر إلى أرض الأحلام "دبي" وكلاهما يهيم عشقا بسهر، كلاهما قرأ التاريخ وتعلم الحاضر ويطمح في مستقبل مغاير لوطنه ومع حبيبته.
أحدهما بقي في الشام والآخر سافر لدبي مع زوجته وأقام علاقة جسدية وروحية مع سهر زوجة منقذ الفاشل جنسيا .
وكأن الكاتب أراد لنا أن نساوي بين احباطات الوطن العربي فلا فرق بين مصري وسوري فالهم سواء والجهل سواء والفساد سواء، فكلاهما سقط في حب "الوطن" /سهر الذي ينام كل ليلة في حضن مغتصب لحلم الروح والجسد، وما يدلل على ذلك تلك الفقرة التي ترددت على لسان كاظم تارة وعلى لسان فتحي تارة أخرى : "وتسألينني كيف حالك؟ حالي حال يا أجمل نساء الأرض والعباد .. أنا في دوامة حزن وأسف على هذه الحياة .. وتسألينني كيف الحرف معك والعطر والنجم ودقات قلب الأشياء أقول: إنني مستاء وأصلي لعلي بنور الله أتوضأ، أتطهر، أستطيع أن أسمي الأشياء، وأسألك سؤالا: كيف لرجل مثلي مخلوق من حروف ومن أنغام الكمان أن يرحل فوق السطور نورا وكل ماحوله ظلام .. هه أجيبي؟؟" ص8 ، 25
الثنائية المتعادلة الثانية كانت بين شخصيتي سهر في الشام وشمس في مسرحية "حلاوة زمان أو عاشق القاهرة الحاكم بأمر الله" فكلتاهما وقعتا في حب رجل مصري "الحاكم بأمر الله" و"فتحي رضوان" كلتاهما لهما رائحة شهية وصورة وجه نقية وجمال خلاب .. هما رمز للوطن المتناسخ في صورة جميلة لكنها تجد شعبا لا يقدر جمالها وحينما تقع في حب المواطن الشريف المثقف يغيب عنها أو يقتنصها حراما.
وعلى اعتبار أن التاريخ شخصية رئيسة في الرواية تأتي ثنائية التاريخ القديم ممثلا في قصة "الحاكم بأمر الله" والتاريخ الحديث بما يطرحه فتحي رضوان أو زوار أحلامه مثل وجيه أباظة ص183 ، أو أبو ذر الغفاري ص253 ، أو زكي مبارك ص 257 ، أو الراهب سيمون ص413 أو غيرهم ممن يقدمون شهادتهم على التاريخ .
ثم كانت هناك الثنائية بين شخصيتي شهرزاد في الشام وست الملك في قصة الحاكم بأمر الله فكلتاهما شخصية قوية تفهم في أمور الروح والجسد، تدير الأمور بحنكة ودراية، وكلتاهما لم تظهرا كثيرا ولكنهما كانتا مؤثرتين في سير الأحداث، كما كانتا صديقتين لشمس وسهر الروحين المتناسختين في الرواية.
ثم كانت هناك العديد من الشخصيات الثانوية التي دعمت البناء الدرامي للنص الروائي حيث لم تتبن الشخصيات الروائية نسقا فكريا واحدا بل طرحت العديد من الرؤى عن الخير والشر، الانتقام والندم، العشق والكراهية، الروح والجسد.
ثم كانت الشخصية الأبرز حضورا في الرواية هي شخصية السيد حافظ نفسه بهوامشه وآرائه وفواصله وحكاياته وقراءاته وتفاصيل حياته المتعددة التي سردها على لسان شخوص روايته تارة ومن خلال الفواصل والهوامش والأغنيات تارة أخرى. شخصية استطاعت أن تنفصل وتتصل مع الرواية في آن.
انفصل عن شخوص روايته وجعل كلا منهم حرا في طرح همومه وأفكاره وأيدلوجياته المختلفة فكان يرى أحيانا أن مصر تحتاج إلى المنقذ المستبد مثل الحاكم بأمر الله أو محمد علي أو جمال عبد الناصر ص31 ، ويرى في أحيان أخرى أنه خدع في جمال عبد الناصر ص57، واتصل معهم من خلال هوامشه التي كانت تقطع السرد لتحكي لنا قصة قصيرة جدا قرأها أو موقفا حدث مع سائق التاكسي أو أحد الأصدقاء أو هما شخصيا مثل مرض ووفاة أخيه أو عناوين أخبار لأيام الثورة.
التنهيدات والهمسات:
قد مثلت التنهيدات في قصة سهر والهمسات في قصة فتحي خليل ثنائية متعادلة أيضا إحداهما تحكي عن الفتنة الكبرى بين سيدنا علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وكيف خذل عليا أتباعه ، بينما كانت تحكي الهمسات عن صراع الحكم أيام الفراعنة وعلاقتهم بالكهنة فكان الخطان متعادلان من حيث عناصر الصراع على السلطة وتدخل الدين في السياسة والخيانة وسفك الدماء وهو مايراه الكاتب تناسخا للتاريخ متجسدا في الصراع الحالي على الحكم في مصر فقال في هامش رقم 89 ص408 "دي مصر العبيطة، الجبهة الديموقراطية والثوار بيضربوا الإخوان، زي ماضرب الإخوان الولاد في الخيم، مصر العبيطة بتدبح بعضها ياعالم ، ياولاد ماذا سيكتب التاريخ عنا؟ شعب يقتل بعضه؟ نعم هل ستقتلون بعضكم مثلما أكلتم لحم بعضكم أيام الشدة المستنصرية؟ حين أكل المصري لحم أخيه المصري في المجاعة، وكان الفرد يخطف بخطاف من فوق أحد الأسطح ويذبح ويأكل .. اقرأوا التاريخ ياعبط"
ملاحظات:
كأي عمل إبداعي بشري، يجب أن يشوبه بعض جوانب القصور التي قد تختلف في رؤيتها من قارئ لآخر ومن متذوق لآخر،
- فكان العنوان – من وجهة نظري – يحتاج إعادة ترتيب فيكون :
ليالي دبي - الجزء الثاني - شاي أخضر
فشاي أخضر هو عنوان الجزء الثاني أما شكله الحالي
ليالي دبي - شاي أخضر - الجزء الثاني
قد يؤدي لسوء فهم أنه يوجد شاي أخضر الجزء الأول، كذلك فقد اختفت عبارة الجزء الثاني من الغلاف الداخلي للرواية.
- كان الإهداء في الصفحة التالية لصفحة عنوان الفصل الأول الحكاية الثالثة حكاية روح شمس والحاكم بأمر الله ، وإن كنت أرى من وجهة نظري أن يكون الإهداء سابقا لعنوان الفصل الأول.
- لقد تكررت الأخطاء الطباعية على مدار صفحات الرواية مما قد أوجد حالة من عدم فهم المقصود من اللفظة الخاطئة فمثلا ص56 كانت التنهيدة ناقصة للمعنى بسبب غياب بعض الألفاظ المكملة للمعنى؛ فيقول: "ظن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد انتصاره على الخوارج وقتلهم جميعا إلا من انسل منهم إلى الكوفة والبصرة ولم ينتبه ........ " فلم يعرف القارئ ماذا ظن علي بن أبي طالب. كذلك ص155 نجد إرشادا مسرحيا في ثلث الصفحة الأول: المكان/القصر، الزمان/ليلا ، ثم نجد بقية الصفحة خالية تماما.
- الاستخدام المتكرر لتقنية المنام في استدعاء الشخصيات التاريخية لكي تسرد لنا بصوتها شهادتها على التاريخ سواء أن كان سياسيا مثل وجيه أباظة أو اجتماعيا مثل الراهب سيمون، أو فنيا وثقافيا مثل روزاليوسف وزكي مبارك، قد أدى من وجهة نظري لوجهي قصور أولهما الشعور بالملل من تكرار التقنية مع شخصيات مختلفة، ثانيهما: الشعور بالتناقض بين حرية الحلم وعدم واقعيته وبين السرد التاريخي الذي يصححه الكاتب أحيانا مثلما حدث ص414 حينما صحح في هامش رقم 91 قول الراهب سيمون عن كسوة الكعبة فقال: "المؤلف مخطئ في قوله هذا لأن الستر للكعبة وليس لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم.
الخاتمة:
لقد استمتعت بهذا العمل الروائي المعرفي المتكامل الذي يطرح شكلا جديدا من الإبداع يخلط بين السرد الروائي والمسرحي والسيناريو، بين الكتابة الصحفية والسيرة الذاتية، عمل يزيل الحواجز بين الفنون ويجعل من التاريخ أدبا ومن الإبداع تاريخا ومن الأغنية ديكورا وخلفية وإضاءة، نص ألفه وأخرجه السيد حافظ بخبرة المسرحي والصحافي والروائي وقدمه للقارئ الواعي حاملا جرعة معرفية مغايرة وثقافة نوعية مختلفة، كتاب يغير من نظرتك للعالم وللتاريخ بدوراته المتتالية بنفس الأنساق، مع اختلاف الأشخاص المتناسخين ورغم اختلاف المكان، في تطلع لحلم الوطن وللوطن الحلم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق