Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الخميس، 23 سبتمبر 2021

132 ليالي دبي شاي أخضر رؤية للوطن عبر تغريبة ابن حافظ في بلاد الوجع أشرف دسوقي علي

 

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

( 132 )

 

 

ليالي دبي شاي أخضر
رؤية للوطن عبر تغريبة ابن حافظ في بلاد الوجع
أشرف دسوقي علي

دراسة من كتاب

التشظى وتداخل الأجناس الأدبية

فى الرواية العربية

" الجزء الثانى "

إعداد وتقديم

د. نـجـاة صـادق الجشـعمى

 

 

 


 

 

ليالي دبي شاي أخضر
رؤية للوطن عبر تغريبة ابن حافظ في بلاد الوجع
أشرف دسوقي علي

 

علي صوت فيروز الشجي كنت أقرأ ليالي دبي الجزء الثاني شاي أخضر ، لم أكن قد عمدت إلي ذلك ، لكنه جاء بشكل عفوي ، فلم اختر ما فعله الريسيفربشكل تلقائي، أن أجد انسياب أغاني فيروز عبر إذاعة لم أكن سعيت إليها ، وكأنها مكافأة القراءة والكتابة عن هذه الرواية التي لن تكتب عنها إن كنت تقصد أن تتعامل كناقد محترف يبحث عن منهجية أو مصطلح أو كقارئ يسعي للتسلية وتزجية وقت الفراغ ، ولن تكون كذلك إن كنت كاتبا في بداية الطريق، تريد أن تتعرف علي كيفية كتابة الرواية فلن تكون رواية ليالي دبي شيئا من هذا القبيل ولن يمنجك كاتبها شيئا من ذلك أيضا، فهي حالة مغايرة لكتابات سابقة ، ليس علي سبيل المدح ولا حتي علي سبيل الانتقاد، إنها حالة مغايرة من الكتابة تتداخل فيها كل أنواع الكتابة، بل كل أنواع الفنون علاوة علي استخدام العديد من الوسائط الإعلامية .

لم يكن الكاتب يسعي لكتابة رواية بالشكل التقليدي ولم يكن أي منا في ذاكرته، حينما هم بالبدء في مشروعه الطموح بعيدا عن المسرح فنه الأول.

كل هذه الشخوص التي منحا الخلود عبر حبسها في صفحاته ليمنحها الحرية ، ذلك الخالق الذي يمارس ديكتاتورية الخلق فيمنح ويمنع ويحيي ويميت ذكري شخوصه الذين صنعهم علي عينه وكأنه يعيد صياغة العالم عبر نصوصه المتصلة المنفصلة، فهو يعيد ترتيب الأحداث والماضي كما كان يريده لا كما حدث مهما كانت أمانته في السرد التسجيلي، فرؤيتك للشخوص وللأحداث لاتعني أن هؤلاء هم الشخوص بالفعل أو أن هذه هي الأحداث كما كانت تماما فالذاتية تشخصن الاشياء لاشك في ذلك الا انك بالرغم من كل ذلك لايمكنك ان ترفض هذه الشخصنة، فهذا الكاتب الرائي، لا يقول إلا الحقيقة عبر رواية كان يجب ألا تكون حقيقية .

جاء إهداء الرواية إلي شخصيات كثيرة شاعرة وكاتبة، صحفيين وفنانين محليين وعرب وعالمين و أهدي كتابه إلي خليفة الوقيان وسيف المري، وعواطف البدر، ولا يبدأ قبل أن يهمس في أذننا همسته الأولي عن تقرير الأمم المتحدة عن القراءة في الوطن العربي، فنصيب المواطن العربي دقائق ست في حين يكون نصيب المواطن الأمريكي مائتي ساعة، ثم يعلو صوته فجأة من الهمس إلي الصياح واللعن للنقاد العرب الفاسدين وكتاب التاريخ المزورين، ولا يستثني أحدا من فئات الشعب، فالكل باطل، هذا الشعب الذي يتغني بحضارة سبعة آلاف عام، شعب اكتشف الحجارة فبني بها أول سجن في التاريخ ، وأول من قنن للدعارة، وكان أمنحوتب الثالث أول من اخترع رشوة العسكر، واخترع الفراعنة التوريث، كان حور محب أول انقلابي في التاريخ قتل اخناتون وتحالف مع الكهنة، ونفرتيتي، ثم أعاد رمسيس الأول نظام التوريث ثانية .

حين تتصدي لقراءة نقدية لمثل هذا العمل تسعي للبحث عن عتبات أو مفاتيح العمل، من أين البدء، وكيف الولوج إلي داخل النص، وماهي الشخصية المحورية، هل الحاكم بأمر الله، هل هو كاظم هل هو علي بن أبي طالب، هل نحن القراء الأبطال الحقيقيون للعمل، ربما يكون الكاتب هو الشخصية الرئيسة والمحورية فهو الحاكم بأمر الله وهو عبد الناصر وهوكاظم وهو الجميع .

يقول كاظم " السيد حافظ "" في بلادي غربة بحجم الأرض والسماء، غابت الضحكات والناس مهمومة ...تري، متي نفرح ياحبيبتي ...سهر كانت تراقب العصفور المتعافي، ذلك المعادل الموضوعي للبطل .

يخرج من همسته إلي تنهيدته، حيث الدقائق الست نصيب الفرد من القراءة، إلي تخاذل شيعة علي بن أبي طالب عن نصرته، إلي صوت فيروز السماوي ع هدير البوسطة، تنتقل من الهمس إلي التنهيد مباشرة دون أي مقدمات إلي استراحة بديلة للموت أو الانتحار أو الجنون، صوت عبد الحليم إن كنت حبيبي، أخرجني من هذا اليم

الحكاية الثالثة، هي شخصيات في سيرة و مسيرة ابن حافظ –وهم كثير- عبد اللطيف الأشمر صحفي لبناني، شخصية نادرة الوجود كما وصفت، فاطمة يوسف العلي، كاتبة وباحثة كويتية ، وغيرهما الكثير

تتعدد طرائق السرد في هذه السيرة وتتعدد الاقتباسات والإحالات أغنية، قصيدة، ق.ق.ج مقال، صفحة فيس بوك، آية قرآنية، حديث شريف، آية من الكتاب المقدس، برنامج تليفزيوني راصدا الثابت والمتحول في الشخصية المصرية خاصة، فمصر التي اكتشفت الحجر " ثابت " بنت أقبح المباني " المتحول " وإذا كان أدونيس كتب الثابت والمتحول وفقا لرؤيته الخاصة الذاتية، فإن السيد حافظ كتبها من وجهة نظر عامة، يمكن أن نتحلق حولها جميعا، دون أن نختلف معه كثيرا، اللهم إلا في بعض التفاصيل أحيانا .

يستخدم الكاتب تكنيكاته مصرحا بها حينا، مثلا يقول " فلاش باك " أو بما يشي بسيناريو مكتوب "نهار خارجي " ولايتركنا نستنتج ذلك، فهو يريد أن يكون كل شئ محددا وفقا لإرادته هو، لايريد أن يترك للقارئ ثغرة يغلق من خلالها أو يخلق نهاية ما أو تصور ما لأي حدث، فهو يمنح القارئ كل شئ حتي لا يساء التأويل.

لايمثل التاريخ للكاتب مجرد حكاية أو حدوتة للتسلية، ولا موعظة وعبرة، ولا نوعا من التأسي بالصالحين، لكنه كتبه ليلعن صانعيه وكاتبيه، وللغافلين من المحدثين، وليثبت أن الماضي لم يتغير، وأن التاريخ يعيد نفسه، بغباء صانعيه وديكتاتوريتهم حكاما ومحكومين، أغلبية ومعارضة، سبعة آلاف عام لم يتغير شئ، التوريث والعسكرة والتأليه والاتضاع، لم يتغير شئ كما كنت أقول في كل لقاء تليفزيوني عقب ثورة يناير لم يتغير شئ، إن لم يؤله الحاكم نفسه، آلهه الكهنة، إن لم يفعلوا ألههم عامة الشعب، هناك متبرعون دوما لفعل ذلك، هم مخلوقون لهذا العمل ، إن لم يجدوا إلاها صنعوه ، وإن لم يجدوا ظالما، توجوا منهم ظالما ليمارس دوره، ويملأ هذا المقعد الشاغر ، وإلا كيف يتصور هؤلاء الدنيا دون ظلم و دون دماء

هناك هؤلاء أصحاب الحلول الوسطي الذين يحبون أن يرضي عنهم الجميع، قد يكونوا شخصيات دمثة ومبدعة، لكنها تريد المحبة والسلام وقبلات الجميع

لكن البطل أو الكاتب يميل إلي المتمردين إلي الثوار، يميل إلي عصمت داوستاشي ذي الرؤي الممزوجة بالاحتجاج الاجتماعي، ليلي أحمد التمرد الدائم، ضد هؤلاء المنبطحين، المواطن الذي قال للديكتاتور :- مولاي :- أنا كلبك، وقال آخر لأمنحوتب منذ سبعة آلاف عام :-أنا الأرض التي تطؤها قدمك، والمقعد الذي تجلس عليه، والمسند الذي تضع عليه قدميك، ولم يتورع أحدهم في عهد ناصر أن يقول له :- أنت إله"، وكيف لحاكم ألا يصدق الرعية الطيبة التي تتطوع لتأليهه، ومنحه مميزات خاصة، ليست بالطبع فيه، لكنه الإيهام والانبطاح يصنع من أضعف الضعفاء طاغية في لمح البصر

صافيني مرة، وجافيني مرة، سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، لاتحسد، هذا الاشتباك المتعمد بين المقدس والعادي يطرح بوضوح وعمق رؤية الكاتب لمفهوم الحياة أنها كل متكامل وأن الفصل بين الأشياء من صنع البشر كصنع الحدود بين الدول ، ماهي إلا أوهام في مخيلة هؤلاء لا أكثر، علاوة علي تحقيق مصالح فئة ضئيلة، تسيطر علي الثروة ليعيش أكثر من تسعين بالمائة من سكان هذا العالم عبيدا لفئة قليلة غير منتجة و لكنها تتحكم في ثروة العالم وإدارته، حتي أن دعاء موسي عليه السلام علي المصريين كان :- ربنا اطمس علي أموالهم، واشدد علي قلوبهم، فلا يؤمنوا حتي يروا العذاب الأليم.

الرواية والمسرح والكتابة عبر النوعية:

يميل أي كاتب إلي الحنين إلي ما ارتضاه من أشكال أدبية، فلا ينسي هنا الكاتب الشكل المسرحي، كأحد أشكال الكتابة داخل الرواية السيرة :

العزيز : أين الحاكم بأمر الله؟

الحاكم : نعم يا أبي

العزيز : تعالي كي أقبلك

الحاكم : مازلت مريضا يا أبي؟

العزيز : نعم

الحاكم : متي ستشفي يا أبي؟

العزيز : حينما يريد الله.

فاللغة الشعرية ستغلب الشاعر حين يكتب قصة أو رواية، والسارد لن يقاوم سرده حين يلجأ للشعر.

التناسخ الذي يحل بالرواية، ينتج شخوصا تحمل نفس السمات، والاستنساخ الذي يمنحنا نفس الشخوص سهر التي تأسر قلب كاظم، هي شهرزاد هي ليلي، والحاكم بالله يحل في جسد كل حاكم جاء من بعده، كما حل في جسده الكثير من حكام كثيرين ،

حتي الثورات المجهضة ، كأنها استنساخ لثورات الماضي و لايتعلم صانعوها من حوادث التاريخ ولا حكاياه، الجميع يمارس نفس الغباء"أنا رحت ميدان التحرير وجدت مائة ثائر من مؤسسي الثورة في 25 ناير وألف ألفين من أولاد مبارك وعشرين ألف بلطجي والفيين من بائعي البطاطا والشاي هي دي مصر العبيطة .

لم يكن الهامش إلا رواية موازية للمتن ، فذكر شخوص وأحداث ونصوص ومحادثات هاتفية في هامش النص هو نوع من النص الموازي الذي يمكن نقله أو استبداله بالمتن ليقوم بنفس العمل ويؤدي نفس الأداء، فقصة قصيرة جدا لكاتب تستغرق سطرا واحدا، لم تهمش بما تعنيه الكلمه، بل همشت للادخار، واستخدامها داخل السرد، وإبرازها عند الضرورة، وقد تستخدم في جزء تال، كمتن صريح، يهمش كتابة أخري

شخوص الوطن تشبهه بل في الواقع هي الوطن، فالذين باعوا القضية الفلسطينية، هم قادرون علي بيع القيم والمبادئ، وإلا كيف تعاني من بعض الفلسطينيين الذين كنت تنتظر أن يكونوا لحمة واحدة في وطن ثالث، تعيشان فيه كلاكما غربة مؤقتة ؟ في حين يجد الكاتب الاحتضان ممن لم يكن يتوقع منهم ذلك ، فيذكر مآثرهم وأفضالهم، كل مادار بينه وبينهم علي كافة المستويات، والأصعدة، العمل، الحب و السياسة .

في سرد ممتع وشاق، وعسير حيث عمق الرؤية، وسبر أغوار وطن عبر آلاف الأعوام، وشخوص ثرية متنوعة ، وقدرة علي التحدث بلهجة شامية ، والتمادي باستعراض المعرفة بها وعبر مسيرة البطل فتحي رضوان الذي يدهش الآخر بقدرته علي الإبصار كزرقاء اليمامة، فهو العراف والبصار والرائي يقول :- أمك ليست الحكومة، وأبوك ليس رئيس الدولة، أنت نكرة، مثل ملايين البشر علي هذه الأرض، هي دي مصر ياعاطف، مصر التناقض المستحيل، والكذب الذي يشبه الصدق، والصدق الذي يشبه الكذب، مصر التي لاتعرف فيها اليقين والحق الذي يشبه الباطل، والباطل الذي يشبه الحق

أو عبر الحوار بين فتحي وهند :

اتجوزت يا فتحي؟

تقريبا .. كتبت الكتاب

أنا مسافر بره مصر

أحسن الفترة دي مش بتاعتك يافتحي، دي مرحلة الحرامية .

لا نحتاج سوي أن نقرا الحوار السابق أو مقولة كاظم :- هل يمكن للمرء أن يتقدم للأمام وقدماه حافيتان، وبلا سروال ورأسه خاوية ؟ أو عبر تساؤلات الهامش :- هي الشوارع ساكنة ولا موت ؟أو حتي عبر ق.ق.ج تكاد لاتبين بأحد الهوامش لأمين دراوشة :- ريق...تنشر الشمس  ريقها، تهرع الخفافيش بالاختباء، وينطفئ الظلام وكذلك التعليق علي حصول أحد الكتاب علي جائزة ساويرس، إلا أنه يعلن أنه لم يتقدم لها، وأن رئيس الهيئة العامة للكتاب هو الذي قدم له!

يتبقي أن نتساءل، كيف تتلقي جماليات مثل هذا النوع من الكتابات ؟ وكيف تتلقي ذلك الانسياب الزمني وعدم وضع حدود فاصلة بين الأزمنة المختلفة؟

رغم أن الرواية تبوح بكل شئ وتمنحك نفسها طواعية، تظل هناك أسرار، ينبغي علي المتلقي الحرص الشديد عند التعامل مع السرد الذي يبدو مباشرا، يبدو أنه يقول، في حين أنه مازال يخفي أكثر مما يبوح .

بقلم : أشرف دسوقي علي

 


 

 

 

 

 




 




0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More