دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 141 )
التنويع في مستويات السرد والأبنية الأسلوبية
والتفاعل النصي في رواية (كل من عليها خان)
بقلم سامح مكرمة
دراسة من كتاب
التشظى وتداخل الأجناس الأدبية
فى الرواية العربية
" الجزء الثانى "
إعداد وتقديم
د. نـجـاة صـادق الجشـعمى
التنويع في مستويات السرد والأبنية الأسلوبية
والتفاعل النصي في رواية (كل من عليها خان)
بقلم سامح مكرمة
يعرف ابن جني اللغة بأنها: "أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم" ولما كانت اللغة أصواتًا فيترتب على ذلك اختلاف تلك الأصوات باختلاف الأغراض التي يريد الإنسان التعبير عنها.
واللغة لا تنفصل عن الواقع وهي جزء لا يتجزأ من بيئة وثقافة وتاريخ كل أمة، وهي في العمل الأدبي ذخيرة تحوي كل ذلك وفق حيل إبداعية وفنية ثرَّةٍ يلجأ لها المبدع كلٌّ حسب حاجته وإمكانته على التعبير بما تتيحه من مساحات عريضة للإبداع عبر التشكيل اللغوي باستخدام الألفاظ سواء على سبيل الحقيقة أو المجاز ومطلق الحرية في الهدم والتركيب وخلق علاقات جديدة لإطلاق الفضاء الدلالي مما يفتح الطريق أمام الرؤى والأفكار التي يريد الكاتب أن يطرحها أثناء فعل الكتابة من خلال العمل الأدبي، وبالاستعانة بكل طاقتها وحيويتها الإيحائية أو الموسيقية عبر أصناف عدة من المحسنات البديعية تساعد في عملية الإثارة والزخرفة والموسقة اللغوية.
· المستويات الجمالية للغة:
أولاً لغة السرد:
تعددت مستويات لغة السرد خلال الخطين المتوازيين في الرواية فهي تتراوح بين اللغة الشعرية المائلة للتجسيم ورسم اللوحات والاعتماد على الإيحاء لا سيما عندما يتعلق الأمر بالشخوص الذين يعيشون حالة من العشق. ففتحي في رسائله التي يكتبها في الجريدة والتي تفيض بالشاعريَّة نجده يقول: "وتسألني من أنت، قلت أنا السؤال والزلزال والثمار والحوار والنبراس والزمان والمكان. أنا الوحدة والتوحّد والباحث عن نور يفتح للشهوة ألف فكرة وحلم"، ونجد ذلك خلال مناجاته لنفسه عندما سمع اسم محبوبته سهر يقول: "في درب العشق وأنا لا أملك سحر هاروت ولا جناح الملائكة وأكتب وأصابعي ليست أصابع الشيطان فلا ملام على فقير مثلي لم يصافح الملائكة يومًا ولم يرَ طاووس الملائكة جبريل". فاللغة عندما ترتبط بالعاطفة والتعبير عن المشاعر ترتفع لأسمى درجاتها من الشفافية والصفاء والشاعرية التي تقطر عشقًا واشتياقًا.
أيضًا نجد كاظم وهو يناجي نفسه ويسرح بخياله في سهر: " وسأرسم على جسدك كل بحور العالم العاشقة... وأشعل فى كل الأركان شموعي وأرتّل أناشيد العشق وأفّك قدميك وأجلس معك على السرير أمسح شعرك وأتوضأ بنورك" فكلما كان الغرام مشتعلًا نجد اللغة تجنح بنا ناحية التصوير والخيال وكأن الكاتب يرسم لوحة مرئيَّة لمناجاة كاظم لنفسه.
ونفس الشيء نجده عند أنور وهو يؤمل نفسه باشتهاء وجد: ".. آه يا وجد يا قمر الأزمنة.. آه يا وجد يا ليلا بلا أجنحة.. يطير فى المساء على نسيم عطرك النبي". فكل عاشق من هؤلاء الثلاثة كان يجنح بخياله لما لا والخيال هو ملاذ العشاق إذا عزَّ اللقاء بمن يحبون، الحب هذا الذي يحوِّل المحبين لشعراء، فلا غرابة أن نجد اللغة الشاعرية عند الثلاثة برغم اختلاف الثقافة؛ لكنهم يشتركون في نفس المحنة "محنة الحب".
أيضًا تلك المشاهد تعكس مشاعر البطل تجاه الأنثى والوطن، فالفشل في حبِّ الوطن دفعه لاشعوريًّا لتحقيق انتصار آخر على أنثى حقيقة، واستبدال دفء الوطن بدفئها وسط حالة الضياع التي ظل يعانيها يقول فتحي: "ونسيت الوطن مع علبة سجائري على طاولة الكافتيريا في المطار.. في طريقي إلى دبي"، والحقيقة أنَّه لم ينس الوطن، فقط حاول استبدالَه؛ لكنَّه ظل يحمل انكساره وفجيعتَه أينما حلَّ.
فشخصية فتحي شخصية مُشكلةٌ تعكس طبيعة متولدة من واقع اجتماعي واقتصادي مرير جعلته يهرب من معركة التغيير في تحقيق انتصار لخلق وطن يحتض بنيه؛ فقد أدرك أن الرهان على ذلك رهان فاشل لأمةٍ تأكل بنيها، فتحوَّلَ للجنس الآخر ولجأ إلى حيلة نفسية لا شعورية تسمى "التعويض" وأصبح "فتحي" صائدًا للفراشات يستخدم اللغة والكتابة الشاعرية في الإيقاع بالأنثى، وتحقيق وجوده وذاته لشغل حالة الفقد والاغتراب والاحتياج التي تعانيها ورقةٌ سقطت من غصن.
ثانيًا لغة الحوار:
يلعب الحوار دورًا مهمًا في الرواية، وهو مرتكز رئيس في بنيتها الفنية، فالحوار يكشف عن الشخصيات ومواقفها الشخصية إضافة إلى تعرية الواقع بكافة سلبياته وتناقضاته على مر العصور وخلال الخطين المتوازيين لأحداث الرواية، كذلك فإن توظيف الكاتب لأنواع أدبية أخرى مثل المسرحيات والسيناريو أضفى حيوية وتنوعًا على أشكال الحوار، وجعل العمل الأدبي أكثر من كونه مسرواية يتداخل فيها الشكل المسرحي بالشكل الروائي لتصبح نصًّا حداثيًّا يجمع كل الأصناف الأدبية من شعر وسيناريو ومسرح وقصة قصيرة وأقصوصة في حبكة روائية محكمة ومتينة.
ففي الحوار الدائر بين وجد وأمها تقول جميلة:
- كل الناس بتاكل في مصر القطط. إحنا زيهم خلاص مفيش ماعز ولا مواشي.
- بلاش ناكل لحوم.
- ماهو الخبز قليل.. والناس تتشاجر وكل يوم شهيد من أجل الخبز.
فبرغم كثافة الحوار وقلة ألفاظه؛ لكنه يكشف عن حجم المأساة الحقيقي، وتلك الفجيعة التي حلت على البلاد وأرغمت الناس على أكل القطط والكلاب وهو شيء تنفر منه الطباع ولم تتعوده السليقة، وليس ثمة مفر سوى الإذعان أو الموت مما يضعهما بين خيارين أحلاهما مرّ!
وما ورد في حوار وجد مع فجر التي تثور على الأوضاع، فلم يعد لعقد كسرى أي قيمة تقول:
"بعت العقد الألماس اللي يساوي ألف ألف دينار. عقد كسرى بقبضة دقيق. والتجار بيسرقونا والخليفة ساكت وخايف من التّجار. يا ويلك يا مصر من تجارك. أنا مش ح أسكت".
وهنا نجد أن فجر اتخذت طريقًا مغايرًا، وهو طريق المبادرة من أجل التغيير ومواجهة الخليفة نفسه؛ لكن برغم ذلك لم يستفد المصريون من الحدث التاريخي لتغيير سير الأحداث بعد ذلك.
فقد ألقى الحوار بظلاله على كثير من المشكلات وسوء الأوضاع الاجتماعية والأخلاقية وفساد الذمم والأنفس، إضافة لكشفه عن طبائع كل شخصية ومواقفها كما ظهر في موقف "فجر" السابق.
· الأساليب السردية والسارد:
السارد يحاول أن يطرح نظرته ورؤيته ليعبر عن وجهة نظر أو إحداث إسقاط على الواقع الراهن من خلال الاستدعاء للحدث أو المحنة التاريخية نجد ذلك جليًّا في في كتابات فتحي أثناء حديثه عن فترة كليوباترا يقول: "شهد حكم كليوباترا السابعة بعد ثلاثة أعوام من صعوبة من حكمها محنة غياب فيضان النيل عامين متعاقبين. وكانت في العاشرة والحادية عشرة من عمرها. نقصت المحاصيل وانتشر الطاعون والمجاعة والعصيان المدني . أرغمت كليوباترا على التخفيض في نسبة عملاتها" ووفقًا لطبيعة الحكي فاللغة هنا حيادية فبمجرد اطلاع القارئ عليها فسوف يقوم بعملية الربط بين المحن الغابرة والمحن الآنية وفقا لدور التاريخ الذي عادة ما يعيد نفسه، وقيام القارئ بعملية الربط تلك متفق عليها مسبقًا فقد سلم له الكاتب بأنه شريك في إنتاج العمل منذ البداية بل وترك له حرية اختيار العنوان؛ فالسيد حافظ يحترم قارئه فلا يتجاهل ذكاءه بل يحاول أن يستحثه ويستثيره على مدار الرواية.
ونجد ذلك أيضًا في سرده لواقعة هدم الأهرام في عهد صلاح الدين: " في عهد صلاح الدين الأيوبي في مصر تمّ هدم 38 هرما" ثم ينتقل: "أما نحن هدمنا آثار مدينة طيبة في عام 1861 في مدينة أرمنت في الصعيد قمنا بتدمير معبد من أكثر المعابد جمالا وعمارة في التاريخ شيدته كليوباترا العظمى احتفالا بمولد ابنها قيصرون في الصعيد وتمّ تدمير المعبد تدميرا كاملا من عام 1861 إلى 1863 واستخدمنا الحجارة لبناء مصنع السكر في أرمنت" أما تعليقه على ذلك فهو على لسان فتحي قوله: " نحن أمة المصريين عندما تبنى تهدم"، حيث تمتزج الشخصيتان فتحي والسارد لطرح رأي يعبر عن المرارة والحزن من حالة الجهل والتبدل الذي أصاب الشخصية المصرية.
كما نلاحظ أيضًا انتقاد الأوضاع بجسارة على ألسنة الشخوص خلال السرد يقول فتحي: "هذا الوطن يغير جلده مع كل حاكم جديد.. ويغير دينه مع كل نبي.. ويغيب عقله كل مساء.. حتى لا يواجه نفسه هل هو حي أم ميت؟" فتحي شخصية مطعونة بالوطن ويعلم حجم الجرح الذي سببه له الوطن بسبب حالات النفاق وانعدام الشخصية والخذلان وعدم الرغبة في الاعتراف بحجم الجراح التي تنهش في جسده، "ومثل هذا كثير".
والكاتب يتحكم في الشكل وكيفية القص عبر التنويع اللغوي بحسب الشخوص وعلى التوازي بين الحدثين الزمنيين، وبالتالي فهو مدرك لأبعاده الدلالية التي يهدف إليها من خلال تلك التنويعات المتعددة وبإدخال أشكال أخر من الكتابة تخدم النص.
أبرز السمات الأسلوبية:
أ- التكرار:
من أبرز السمات الأسلوب للكاتب التعبير عن الهم الجمعي باستخدام التكرار نحو: " تجار مصر خانوها على مر العصور.. التجار ...التجار ..آه أيها المصريون"، ويكرر هذا المعنى: "تجار مصر سرقوها وخانوها ثاني وثالث ورابع وسابع"، " تجار مصر سرقوها وخانوها"، "تجار مصر بيسرقوها ثاني وثالث ورابع لحد سابع عام".
- فالكاتب يجعل من هذا التكرار جملاً ارتكازية يكررها أكثر من مرة لتضييق بؤرة النظر نحو المشكلة الرئيسة التي تجتاح الوطن والتي يود التركيز عليها للتعبير عن الهمِّ الجمعي الذي يعد قضية مؤرقة للكاتب عبر أزمنة الرواية لتجسيد الأوضاع المعيشية السيئة التي يعيشها الناس بسبب حفنة من التجار الجشعين.
ونرى ذلك أيضًا في حكي شهرزاد: " لا أحد يحاسب أحدا أنت في عصر المستنصر" – "الآن لا أحد يحاسب أحدا في القاهرة" – "لا أحد يحاسب أحدا. الآن فى مصر" فالكاتب ينطلق من خلال تلك الجمل الارتكازية من الأخص فالأعم فيبدأ بالأخص زمنيًّا إلى الأعم جغرافيًّا وزمنيًّا، فقد كرس هذا التكرار للبرهنة على الفساد واستشراء حالة اللامبالاة التي أصابت الشخصية المصرية منذ أمد، إضافة إلى ذلك فقد كشف التكرار عن الضيق الممتزج بالمرارة لما آلت له الأوضاع.
ب- السخرية الموجعة في الرواية:
العلاقة باللغة في هذا العمل الأدبي ليست علاقة نفعية باستخدامها لتوصيل معان فحسب، بل أن الكاتب يهتم بوظائف اللغة الإيحائية لكسر رتابة السرد، وتجديد النشاط الذهني للقارئ، وتوصيل معان كثيرة باستخدام الإيحاء الذي يشحذ الذهن ويصنع الدهشة دون تكلف.
"يقول عبد الناصر: سنحارب إسرائيل ومن وراء إسرائيل ومعظم الشعب حفاة وبدون سراويل". فقد سخر من الدعوة التي أطلقها عبدالناصر، فنحن عندما نبدأ في شيء لا بدَّ من تحديد الأولويات، فكيف بشعب هذا حاله يقف في وجه إسرائيل ليس هذا فحسب بل يتعداه إلى مؤيديها وأصدقائها من الأمريكان والأوربيين. فعلى الرغم من قصر تلك العبارة وتكثيفها الشديد فقد أوحت بمدى استهزاء الحكام بنا وخداعنا، واستخدام أحلامنا مطيَّة لاكتساب الشرعية والاستمرارية في الحكم دون الالتفات لأبسط حقوق المواطن الغلبان.
"الوزير
| الناس كلها حزينة عليه. كان يفرح الناس وحاسـس بيهم.. حشيش وأعطاهم أفيون وصرح بحق زراعته.. بيوت دعارة سابها تسلي الشعب.. خمارات للفقراء والأغنياء.. الله يرحمه كان مزاجتلي.. كان يحافظ على مزاج الشعب ..." |
"سكينة | شفت الحشاشين كانوا عاملين إيه فى الجنازة.. كانوا مدخنين... |
الوزير | ولا البغايا.. النسوان طالعة شقت ملابسها من الحزن وماشيات عرايا ومن الحزن مش حاسات إنهم عريانات... |
| فالوزير يحكي محاسن الخليفة الظاهر بالله، وقد تعمد المؤلف الإتيان بها على هذا الشاكلة لتبيان مقدار البؤس الذي وصل إليه المجتمع المصري فكل تلك المساخر الغريبة هي في نظر الوزير "مجرد مرح" للشعب، بل وينعت الخليفة بأنه كان: "مزاجتلي يحافظ على مزاج الشعب". وهو ما يحفز الأذهان على التساؤل هل اهتم بحرياتهم ولقمة عيشهم بقدر اهتمامه بمزاجهم؟! وكذلك رد زوجة الخليفة على الوزير بما يحمله هذا الحوار من دلالة عميقة على حالة البؤس التي ابتلي الشعب فيها بحكامه. |
" قال الثالث: هل تشكّ فى أنّ مصر ستهزم إسرائيل فى دقائق ..
فابتسمت...وبسبب الإبتسامة كانت ليلة سوداء". فكلمة "ابتسمت" التي وردت على لسان البطل وحدها كفيلة لإيصال كل معاني السخرية من كل الشعارات ومن الواقع المضبب؛ إضافة لاستشرافها المستقبل الذي حمل نكسة مريعة دفع الجميع ثمنها.
ج- اللهجة الحماسية في الرواية:
نجد أن شخصية فجر شخصية ثائرة قوية فهي تظهر التمرد والاعتراض على أفعال زوجها فتح الله شهبندر العطارة بل ويصفعها ذات مرة لاعتراضها عليه، ونجد نفس التمرد عند ست مصر التي تعترض على أفعال المستنصر بل وتنضم للثورة النسائية.
لقد أصبح عقد كسرى الذي يساوي ألف ألف دينار لا يساوي قبضة دقيق والذي كان بمثابة تفجير لغضب "فجر"، بما يحمله اسم "فجر" من دلالة على الميلاد والبعث الجديد والتغير، فقادت الثورة وكان تحركها إيقاظًا للضمير الجمعي على واقع المأساة واستنهاضًا للهمم من خلال عبارة "لمّا الرجالة نامت.. ستات مصر قامت" وتكرارها بصياغة أخرى: "لمّا الرجالة سكتت.. ستات مصر صِحيت"، فقد استخدم الكاتب العبارات ذات التعبير المباشر التي وردت على لسان "فجر" في مواجهتها للخليفة:
"في عهدك ازدّاد الفقراء جوعا"، وترد وجد: "في عهدك ازداد الأغنياء ثراء." ثم ترد فجر مرة أخرى: "تركتَ التجار يسرقون الناس وقلت لنا إننا في عهد الرخاء. تركتَ شعبك يجوع ويمرض" ويتخلل هذا المشهد زغاريد، ولا يخفى أثر هذه المواجهة، وهذا التعبير المباشر النفسيَّة وأغراضه التحريضيَّة على الثورة، وإحداث الإفاقة اللازمة للمجتمع، ونقد الدور الذكوري المتخاذل الذليل. بينما يتخلل هذه المواجهة "زغاريد" من النسوة اللائي اجتمعن كتعبير عن رضاهن عن كل كلمة تقولها "فجر" أو "وجد" أو "ست مصر"، وقد استخدم الكاتب في هذا المشهد بالذات كل إمكانات اللغة التعبيرية من توظيف للمفردات وتكرار لبعض الجمل والاستفهام، والشكوى، والزغاريد التي تصور هذا المشهد المفعم بالوجيعة والحيوية والأمل في آن، والمشهد تمزج فيها الفصحى بالعامية التي تتميز بالتلقائية وتعبر عن الوجدان الجمعي للعامة.
- السردية الإيحائية:
والمقصود بها اللغة المعتمدة على الألفاظ الطازجة والدلالات الموحية النابضة بالإيقاع، واستخدام ألوان البديع لخلق وظيفة جمالية للسرد داخل الرواية على مستوى الجمل والفقرات مثل:
الوطن ليس منزلا وسكنا وجيران.
الوطن من يعطيك سندا وعونا وأمان.
الوطن يشرب الشاي ليلا ونهارا بجنون الظمآن.
فهذه الجمل المتتابعة بشكل انسيابي مائل للشعر تعكس الجانب النفسي لشخصية فتحي الذي يعاني من الاغتراب؛ إضافة لتعدد التعريفات للوطن في الجمل الثلاث يعكس مفهوم الشخصية عن الوطن وبناء الجمل بشكل شعري يوحي بمدى رفاهة الإحساس والوجع والحنين عند الكلام عن الوطن بالنسبة لشخص مغترب حتى لو ادعى نسيانه له.
كما نلحظ التقفية هنا المنتهية بحرف النون بما له من تأثير على السمع والوجدان بما يحمل من حالة الوجع والأنين بالسكت على النون الساكنة.
فالنص الروائي هنا عبارة عن شبكة معقدة لروافد ثقافية إضافة لكونه بوتقة تصهر عدة أشكال من فنون الكتابة: شعر، قصة، أقصوصة، مسرحية، سيناريو – لخدمة النص الروائي بعامة؛ لذا فقد نشأ التعدد اللغوي هنا نتيجة لتداخل النصوص وتعددها من أجل إثراء النص الحداثي والتعبير عن التجربة التي تحوي زخمًا متنوعًا على كافة المستويات "اجتماعي، سياسي، اقتصادي، أخلاقي، أدبي" فالتنوع اللغوي هو نتيجة مباشرة لهذا التعدد الإيجابي من أجل فتح منافذ عدَّة للتعبير وخلق حالة من المغايرة، وإحداث التنوع الفاعل وكسر الرتابة في الخطاب الروائي من أجل إتاحة منافذ أخرى للرؤية وشحذ ذهن المتلقي بحرفية وذكاء دون إخلال أو اضطراب.
ونود أن نشير هنا لأهم أنماط التفاعل النصي التي أثرت النسيج الدلالي للرواية:
أ- التناص القرآن الكريم:
نجد أن الكاتب قد استعان بالقرآن الكريم الذي يعدُّ مادة باذخة العطاء لمن احترف الكتابة سواء على مستوى اللغة أو القصص القرآني الذي يتناص معه الكاتب في عدَّة مواضع من الرواية، كذلك لما يملكه القرآن الكريم تأثير وجداني في القارئ.
وقد جاء التناص القرآني على مستويين:
1- الأول هو استحضار الآية بذاتها "المتن" للتأكيد على فكرة معينة.
مثل الآية في سورة الأعراف: (يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) للتأكيد على فكرته بالنص القرآني؛ لذا فهو يقول عن نفسه: " وأنا القاص والرائي والبعيد والداني"، فالكاتب نبي من نوع آخر ورسالته ليست وحيًّا بلفظه ومعناه كما هو الحال مع الرسل، ولكنه يحمل رسالة وقصصًا من نوع آخر بمعناه دون لفظه للتأكيد على قدسية الفن، فالوحي ليس حكرًا على الرسل ولكنه عطية إلهية لكل من يستطيع أن يذكر الناس ليخرجهم من غبش وتخبط الحياة، فالقاص والرائي هو الكاتب النبي الذي ليس له كتاب مقدس وإنما يحمل رسالة مقدسة.
تكراره لآية: "فبأي آلاء ربكما تكذبان" من سورة الرحمن ونجد أنها تقريبًا تكررت في ثلاثة مواضع للتقرير: "الشام سرّ..ونساؤها الجميلات سحر وفي عيونهنّ أسرار.. وكحل العيون يسلب عقول الرجال ويخطف الأبصار فبأي آلاء ربكما تكذّبان" فقد جاءت الآية هنا ختمامًا للعبارة للتعبير عن الدهشة والعجب من هذا الجمال والسحر، والإقرار بتلك الحقيقة التي يعرفها الجميع، ففي سورة الرحمن آية تذكر بعظمة خلق الله ثم تليها آية "فبأي آلاء ربكما تكذّبان" كجملة استفهام للتقرير من أجل الاعتراف والإقرار بعظمته في خلقه.
أيضًا كررها الكاتب في قوله:
"هلك يهلك هلكاً .
المصريون يهلكون الآن
الجوع والمرض في كل مكان
فبأي آلاء ربكما تكذبان"
فجاءت هنا للتأكيد على شيء معروف سابقًا.
2- والثاني التناص مع القصص القرآني.
فقد أورد الكاتب قصة قابيل وهابيل والقربان الذي قدمه كل منهما للرب كيف بدأت المكيدة والحسد؟ وكيف تسلل الجشع إلى النفس الإنسانية كيف رأى قابيل نفسه أنه خير من أخيه وأحق منه بزوجته، وكيف كان للشهوى والهوى الذي استحوذ على قابيل كل هذا التأثير ليحوله من إنسان سويٍّ إلى جبار يهشم رأس أخيه بحجر دون أن تأخذه به رأفة أو رحمة.
لقد ورث التجار جشع قابيل وحبه لذاته، ورثوا خيانته للأمانة وعدم اكتراثه بمشهد الموت ودماء أخيه تسيل من أجل امرأة رأى نفسه أحق بها منه، ورث التجار الجشع وتعددت ألوانه وتعددت أيضًا حيلهم في استنزاف الناس والاستيلاء على خير الوطن ليموت الآخرون أو يهاجروا من أجل البحث عن لقمة العيش في مكان غريب، وليبدأ هؤلاء من جديد أيضًا الصراع من أجل إرضاء الخليجي وإزاحة من يزاحمونهم أماكنهم.
كذلك نجد استدعاء قصة يوسف وأعوام الجفاف السبع جثمت على وجه الأمة المنكوبة "مصر". هذا الاستدعاء للقصص القرآني وتلك الشخصيات كان غرضه الأساسي التركيز على المشابهة والالتفات للمأزق التاريخي والحضاري التي تعيشه الأمة. حالة الضياع والجشع لا بدَّ أن تلفت الأنظار إليها من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه وهذه هي وظيفة الفن أن يضع يده مواطن الداء وتبيه الناس وإيقاظهم بوصفه القاص الرائي كما وصف الكاتب نفسه سابقًا أو بمعنى أدق "النبي" الذي يحمل رسالة مقدسة بمعناها دون لفظها.
ب- التناص مع التراث الشعبي:
1- القصص الشعبي:
وظف الكاتب التراث الشعبي باعتباره ذاكرة الأمة وإبداع البسطاء، وعصارة حكمتهم على مرِّ الأزمنة بما يحمله قصص وعبر وخيال العامة، وما تتميز به لغته من سهولة ومراوحة بين الفصيح والعامي بما يخدم سير الحكاية ويكشف اللثام عن العِبر والمواعظ بما يمثله من ذخيرة أدبية تعبر عن جمهور عريض من المهمشين والموجعين الذين يعتمدون في الأساس على الحكي الشفاهي أو مغني الربابة الذي يتحفهم بالجديد من كل عظة في كل حكاية يحكيها.
ولعل خلق الكاتب لشخصية باسم "شهرازد" تعرف الحكايات، ولها بصر ومعرفة بالتنجيم، كما تفهم فكرة تناسخ الأرواح فهمًا جيدًا فترجع كل شخصية إلى روحها الأولى كما فعلت مع "سهر ووجد"، أيضًا فهي تقوم بدورها في الحكي والقيام بالدور المنوط بها. لكن ما يدهشنا في الحكي الذي تحكيها "شهرزاد" ليس حكيًا أسطوريًّا صرفًا أو تاريخًا صرفًا، بل هو يمزج بينها مزجًا شفيفًا يكشف عن المآسي والأوجاع التي ضربت بالأمة في فترة من الفترات. هذه الإحالة الزمنية التي يقوم بها الكاتب للتاريخ/ الخيال تقطع بينا شوطًا كبير في فهم مرامي الكاتب وتعمق من رؤية النص وتثريه، وتعبر عن مخزون هائل من الهموم الجمعية في الذاكرة المصرية التي لم تبرأ حتى الآن من أي منها.
فأسماء الشخصيات مستوحاة من جوِّ قصص ألف ليلة وليلة "شهرزاد – وجد – فجر – نيروزي – شهبندر العطارة – جميلة – الشيخ حسن الصباح – ياقوتي التاجر اليهودي – أبوسعدة النخاس" فهي هنا تقوم بدور مهم في الإحالة التراثية والتاريخية.
كما نجد تداخل قصة الحب المأزومة لوجد وعشاقها الكثيرين ومعاناتها في مواجهة "أنور" و "شهبندر العطارة" بين شخصيتين تملكان السلطة والمال، وشخصية نيروزي التي تملك السحر البطولي، ويظل الصراع على مدار الرواية قائمًا بداية من حبها لنيروزي ثم هروبه بسبب مطاردة أنور وعسكر الجمالي له ثم زواجهما وهروبهما أيضًا، وهو هنا يكشف اللثام عن الطبيعة المصرية لوجد التي لا تعرف عن الفروق المذهبية شيئًا، وفي المقابل يقوم "أنور" بمحاولة استقطابها وتبيين الفروق المذهبية بينها وبين نيروزي لقتل روح المحبة، وهو هنا يشير إلى العناصر التي تحاول تأجيج المذهبية الدينية في سبيل تحقيق مصالحها.
وعلى مدار هذا الرواية نجد أن هذا اللون من الحكي قد استخدمه الكاتب استخدامًا متقنًا خلال الرواية والعبارة متجانسة مع الشخصيات على سبيل المثال:
"كان فتح الله قد جاء من الوكالة ولم يجد زوجته فجر فهاج وماج رغم وجود الخدم، وفجأة دخلت فجر إلى البيت".
فكلمة "الوكالة"، "هاج وماج" "الخدم" فكلها كلمات موظفة في أماكنها ونجدها بكثرة في ألف ليلة وليلة.
أيضًا:
"ذات يوم... كان عمار الحلاّق فى دكان فتح الله أكبر شهبندر العطارة فى حي الحسين، ليحلق له ذقنه...فحدّثه فتح الله عن أمواله وحلاله ودكاكينه.. و أنّه لم يرزق بولد أو بنت من زوجته فجر وهي امرأة من أجمل النساء وأشدهن ذكاء.. كما أفصح له عن رغبته الشديدة في الزواج من فتاة صغيرة مثل الوردة... تنجب له الولد الذي سيحمل إسمه فى السوق، ويرث أمواله الكثيرة..بعد هنيهات من الصمت المثقل ردّ عمار بابتسامة مرتبكة:
- ربنا يفرجها.. ياشهبندر التّجار....
ردّ عليه فتح الله بخبث ودهاء"
فلغة الحكي تتناص زمنيًا مع لغة العامة في تلك المرحلة الزمنية والتي كتبت فيها ألف ليلة، وتلقي بظلالها على أطماع شهبندر التجار في الزواج من فتاة صغيرة فقيرة، كما تكشف عن خبث الشخصية في محاولة وصف ثرواته إمعانًا في إسالة لعاب "عمار الحلاق" على المال وهو الأمر الذي لم يفلح فيه، وكان رده: "ربنا يفرجها" الأمر الذي يكشف عن الطبقية التي كانت تسود تلك الفترة، وأن الفقراء برغم حاجتهم تظل لديهم أخلاقهم التي هي قوام حياتهم في البحث عن راحتهم وسعادتهم، وعدم ربطهم للسعادة بالمال، الأمر الذي يبين سبب امتعاض "عمار الحلاق" من طلب شهبندر العطارة.
وبوصف الكاتب نبيًّا لديه رسالة فهو يقص عبر الأولين عبر تقاطعات نصية كاشفة تلقي بظلالها على اللحظة الآنية، فأشباح الماضي لم تمت بعد بل هي موجودة ومرسخة تعيش بيننا وتتحكم في مصائرنا.
إن ألف ليلة وليلة التي حفظتها الذاكرة الجمعية للأمة بما احتوته على قصص ليس للتسلية فحسب بل للاعتبار والعظة لذا نجد كثيرًا ما تتكرر جملة: (إن قصتي عجيبة لو كتبت بالإبر على آماق البصر لكانت عبرة لمن اعتبر) فالهدف من تلك القصص ليس التسلية والترويح فحسب بل لأخذ العبرة والعظة، وهذا المضمون لا يغيب عن كاتبنا في سرده لقصة المجاعة التي ضربت مصر من أدناها إلى أقصاها، وهو هنا لا يلتزم سير ألف ليلة بالأيام ولكن يعتمد على السنوات مثل:
"العام الأول من المجاعة.. القاهرة 1065 بداية الشدة المستنصرية".
ثم
العام السادس للشدة العام السادس من المجاعة.. القاهرة 1070 م.. الشدة المستنصرية.
وهكذا، كما نجد حضور الأديان السماوية، وظهور اليهودي في صورة تاجر جشع يسيطر على السوق والمال، أو يظهر في صورة نخاس يهودي شخصية "أبوسعدة" والذي أصبح مستشاراً للظاهر والذي يتناص مع التراث الشعبي في ألف ليلة وفي نفس الوقت يلقي بظلاله على اللحظة الآنية من خلال الإسقاط على الوضع الراهن بسيطرة اليهود على الاقتصاد وتحكمهم فيه في العالم كله.
من هنا فالكاتب على دارية تامة بالتراث الشعبي للأمة، والذي يشكل مع التاريخ ذاكرتها اليقظة التي تأخذ منها العبرة وتنهل منها المعرفة اللازمة لمواجهة أزماتها فكان التناص اللغوي مع ألف ليلة وشخوصها مادة طازجة وبحرًا معطاءً كريمًا رفد الرواية واستطاع من خلاله الاستفادة من جماليات هذا النص البديع الذي لا يبلى على مرِّ الزمن لإنسانية القصص في أغلبها برغم الخيال والأسطورة التي يخيل للكثيرين أنها تطغى عليه والأمر ليس كذلك.
2- الحكم والأمثال:
بجانب ألف ليلة وليلة والسير الشعبية تأتي الأمثال والحكم والتي تعتبر جملًا قصيرة وموجزة لكنها تحمل دلالات كثيرة وتلخيصًا لحكمة الأمة عبر مراحل متعددة من تاريخها. وأهمية الحكمة تكمن في اللغة الإشارية والإيحائية التي كتبت بها والتي يمكن إسقاطها وانسحابها على مواقف كثيرة في حياتنا.
يقول الرواي: "الناس فى مصر تنام على وسادة القناعة والتسليم بالمكتوب وأنّه ليس فى الإمكان أبدع مما كان... وأنهم أفضل أمة وأفضل الشعوب على مرّ الزمان.. وأنهم سادة العالم ..".
فالمثل: "ليس في الإمكان أبدع مما كان" يلخص حالة الجمود التي أصابت الشخصية المصرية وإنكار الإبداع والتغيير والرضا بالذل والفقر والجهل وسقوط البلاد والمجاعة. فالمثل هنا يكشف حقيقة العقل الجمعي الذي تدرب على الخمول والموت البطيء ومحاربة سنة الله في خلقه على الابتكار والخلق. ومحاولة ربط كل الهزائم وسلبيات الحياة بالقضاء والقدر وتصوير الإنسان على أنه منزوع القدرة مجبر لا مخير، وهذا ما يتنافى مع حرية الإنسان والعقل الذي منحه الله، وبإيراد الكاتب لهذا المثل فإنه يكشف أيضًا عن الأمراض الأخلاقية التي توارثها المصريون على مدى أجيال وأصبحت مكرِّسة للضعف والخمول واللامبالاة.
أيضًا يرد على لسان الرواي المثل: "البلد التي يعبدون فيها عجل حشّ برسيم واعطه له" وهو يصف الشيخ إسحاق الذي يجيد التلون بحسب الظروف والأحوال. ويعري هذا المثل أيضًا العقل الجمعي الذي يرسخ لحالة النفاق والرياء وهذا ليس ببعيد عن الوضع الراهن الذي استشرى فيه هذه المرض وأصبح أكثر الناس حظوة ومكانة هم من يجيدون هذا النوع من التلون المقنع والنفاق بإخلاص لكل الذي يملكون السلطة أو لقمة العيش مما أغلق الأبواب أمام كل من يصدق أو لا يستطيع هذا اللون من الانحطاط البشري الذي يسير بمنطق الغاية تبرر الوسيلة. الشيخ إسحاق الذي ينطبق عليه هذا المثل موجود في كل زمان ومكان ويجد فرصته الكبرى في المجتمعات المتخلفة والمنحطة التي تجعل من المتلونين أربابًا للسلطة وتحملهم على رقاب العباد.
ويرد أيضًا على لسان بدر الجمالي:
"كان بدر الجمالي يردد في كل خطاب:
مصر مستهدفة يا أخوانا. ديروا بالكم على حالكم.إحنا مستهدفين"
فالجمالي يمثل السلطة البرجماتية المتنفعة من خراب البلد، وهو لا يتورع عن إلهاء الناس بأن مصر مستهدفة حتى وهي في ظل هذه المجاعة الطاحنة تظل لتلك الشعارات الرنانة صداها في نفوس العوام والجهال؛ إذ كيف تتآمر أمم أخرى على بلد يعيش مجاعة؟! وأي مطمع تشكله أرض جف ضرعها؟ وكيف يتآمر الغزاة على شعب لا يملك قوته؟
هنا فالمثل يدعو للحيطة والحذر؛ لكن استخدام "الجمالي" له دلالات سياسية أخرى تهدف في الأساس لإشعار الناس بالخطر الدائم لكي يظهر "الجمالي" في صورة البطل الذي يحمي البلاد والعباد ويوفر له الأمن والأمان، ولا يخفى علينا ما في استخدام المثل في هذا الموضع من إسقاط وإشارة غير محددة بمكان ولا زمان ليس لمصر فقط ولكن في كثير من بلدان العرب، وهذه الطريقة التي يستخدمها أولياء الأمور وأرباب السلطة تندرج ضمن فن التخويف الممَارس بحنكة وذكاء لإحكام القبضة على البلاد، وإلهاء الشعب بنفسه وتنويمه وتدجينه. عبر هذا التنوع الثري المشتبك للغة ما بين الآني والتاريخي والتراثي والمقدس، وعبر تقاطعات عدة لفنون كتابية خرجت الرواية حاملة تذكرة وإنذارًا من أجل استيعاب اللحظة الراهنة في فهم الظروف والمسببات من خلال تعرية الواقع بكل الحيل الفنية العديدة التي استحوز عليها الكاتب وصنع بها ملحمته الأسطورية التاريخية الواقعية: "كل من عليها خان".
0 التعليقات:
إرسال تعليق