Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021

46مسرحية حكاية مدينة الزعفران دراسة بقلم دكتور عمر فرج

 

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

( 46 )


مسرحية حكاية مدينة الزعفران
دراسة
بقلم دكتور عمر فرج

 

دراسة من كتاب

المسرح التجريبى بين المراوغة واضطراب المعرفة

 

مسرحية حكاية مدينة الزعفران
دراسة
بقلم دكتور عمر فرج

 

 

 

 

 

 

 

العلاقة بين الحاكم والمحكوم في المسرح المصري

المقدمة :

  تتناول هذه الدراسة إشكالية من أهم وأصعب الإشكاليات في عصرنا الراهن وهى إشكالية العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، لأنها علاقة حيوية ولا غنى عنها لإقامة مجتمع مترابط ومتماسك ، ولأنها شكَّلت صعوبات وعراقيل على مر العصور لطرفي الصراع فيها ، إنها العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، التي بدأت منذ أن أراد الإنسان البدائي أن يعيش حياة المجتمعات ، حيث دعت هذه الحياة الجديدة إلى ضرورة وجود إنسان – فرد أو أكثر – ينظم العلاقة بين أفراد المجتمع ككل حتى لا تسود الفوضى فيما بينهم ، وكلما زاد عدد الأفراد في المجتمع زادت قوة قبضة الحاكم على هذا المجتمع ، وزادت معها الحاجة إلى وضع الشرائع والقوانين التي تحدد طبيعة هذه العلاقة . فعندما جاء الإسلام – مثلا – حدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم بشكل يضمن لها الوئام والائتلاف والمحبة . فقد أكد عدد من العلماء والخطباء ان الإسلام حدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم باعتبارها " عهداً واجباً بين السلطان وعموم المسلمين " وقالوا إن الشريعة الإسلامية تنظم ما بين الحاكم والمحكومين من علاقات ، فله عليهم السمع والطاعة والدعاء له ما دام يحكم بما أنزل الله ، ولهم عليه أن يحكم بالعدل والسوية " ([1])

  وعلى مر العصور وفي كل المجتمعات القديمة والحديثة كان هناك حكام كثيرون أحسنوا استخدام منصبهم هذا ، وكان هناك حكام أكثر أساءوا  استخدامه ، وكما تفاوت الحكام اللذين أحسنوا تفاوت أيضا الحكام الذين أساءوا ، والإحسان والإساءة توجه بطبيعة الحال إلى  الطرف الآخر .والطرف الآخر هنا هو الرعية ، التي لم تكن سلبية في كل العصور والمجتمعات ، فقد كانت أحيانا نداً قوياً للحاكم الظالم إلى درجة أنها  كانت تقضي عليه أحياناً ، وتختار هي من يحكمها ، وأحيانا أخرى تكون الغلبة للحاكم الظالم ، وهكذا كانت العلاقة تتأزم بين الحاكم والمحكوم أحيانا ، وتنفرج أحيانا أخرى وخاصة عندما يكون الحاكم صالحاً وليس طالحاً .

    ومنذ أن عرف الإنسان الكتابة بدأ التاريخ يدوِّن لنا طبيعة هذه العلاقة على مر العصور والأزمان ، ويعد المسرح من الوسائل القديمة التي ساعدت في تدوين بعض ملامح هذه العلاقة؛ فمنذ بداية المسرح وحتى وقتنا الراهن وطبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم هي مادة ثرية لكتاب هذا الأدب، لِمَا تتسم به هذه العلاقة من صراع قوي وشرس بين الطرفين  ، لذلك كان المسرح منذ نشأته مصدرا من مصادر معرفة طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، ولنفس السبب كان كثير من الحكام الطغاة المستبدين يضطهدون كتاب المسرح الشرفاء - الذين يطرحون العلاقة بشكل حيادي - ويعاقبوهم على هذا.

 وعليه فقد رأى الباحث أن تناول إشكالية كهذه من خلال كتاب المسرح في زمن الدراسة ربما يعطينا فكرة عن طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم في هذا الزمن ،وفكرة عن صورة الحاكم والمحكوم ، وقد يزودنا بمعلومات عن مدى الحرية المتاحة للرأي والتعبير في هذه الفترة أيضا . وهذا ما سعى وتوصل إليه الباحث من خلال هذه الدراسة . وحتى تكون الدراسة صادقة في نتائجها رأى الباحث أن يحلل عشرة نصوص مسرحية كعينة للدراسة وليس أقل من هذا ، بالإضافة إلى أن تكون أغلب النصوص المختارة تناقش العلاقة بين الحاكم والمحكوم بشكل مباشر وصريح – أي بين الحاكم الفعلي بصفته وشخصه – ، بالرغم من ندرة النصوص التي تناولت هذه العلاقة بشكل مباشر بصفة عامة ، وفي فترة الدراسة بصفة خاصة ، لذا استبعد الباحث الكثير من المسرحيات لمؤلفين مشهورين ، لأن مؤلفاتهم المسرحية لم تناقش العلاقة بين الحاكم والمحكوم بقدر ما ناقشتها النصوص التي اختارها الباحث لمؤلفين أقل شهرة أو ربما غير مشهورين على الإطلاق 

   وكذلك رأى الباحث ألا يتدخل برأيه كثيراً حتى تأتي النتيجة معبرة تماماً عن مضمون الدراسة . كذلك لم يهتم الباحث بمستوى الجودة الفنية للمسرحيات – عينة الدراسة – ولم يتدخل بالنقد أو التحليل للبناء الدرامي للمسرحيات المختارة ، لأن هدف الدراسة كان منصبا على استنتاج طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم في النصوص المسرحية – عينة الدراسة. ولقد ركزت الدراسة على النصوص التي كُتبت أو نُشرت   خلال فترة الدراسة ، وهذا الأمر كان من الصعوبات التي واجهت الباحث في دراسته هذه ، واستغرقت وقتاً وجهداً ليس بالقليل  ؛ لأن هناك مسرحيات كثيرة قد كتبت قبل عام 1980 بعدة سنوات وتم نشرها بعد هذا التاريخ مثل مسرحية "إيزيس حبيبتي "لميخائيل رومان والتي كتبها عام 1971 ولم تر النور إلا عام ألفين"([2]).

   ورأى الباحث أن سرداً تاريخياً لتعريف ونشأة وأشكال المسرح السياسي بشكل عام يفيد الدراسة ، لذلك خصص الباحث باباً كاملاً لهذا الغرض مدعوما بنبذة مختصرة عن الرقابة المسرحية في العالم وتأثيرها على الإبداع المسرحي بشكل عام . ... والله ولى التوفيق..

 

 

 

الدارس

مشكلة البحث :

يرتبط ازدهار الفنون عامة - والمسرح بصفة خاصة - بما يحققه المجتمع من تقدم فى ميادين الفكر والاقتصاد والسياسة ، وفى طريقة الحياة. ومن ثم اقترنت العصور الذهبية للمسرح العالمى بعصور الازدهار الفكرى والثقافى والحضارى ، قديماً وحديثاً .

ولا يقتصر دور المسرح على كونه نتيجة تعقب هذا الازدهار ، بل إن له دوراً أساسياً باعتباره أحد مسبباته ، إذ أن عصور الازدهار قد تتجه - فى غيبة الفنون ودورها فى التذكير بالقيم الإنسانية – إلى التركيز على التقدم المادى البحت ، ومن هنا يأتى دور المسرح فى تصحيح المسار وترسيخ القيم الإنسانية([3]).

" والمسرح بشكل خاص لا يمكن أن ينفصل عن الواقع الذى يتواجد فيه،(...) ولا يستطيع الفن أن يبقى بعيداً عن اضطرابات العصر الذى يرى فيه النور "([4]) .

وعرفت مصر المسرح فى أواخر القرن التاسع عشر على يد أبي خليل القبانى([5]) ولكنها لم تعرف التأليف المسرحى إلا فى بدايات القرن المنصرم ، ولم يزدهر ازدهاراً ملموساً إلا منذ بداية النصف الثانى من القرن الفائت تقريباً ولم يكن ازدهار المسرح ازدهاراً بعيداً عن الحياة السياسية والاجتماعية الاقتصادية ، ولا عن المنعطفات التاريخية التى مرت بها مصر ، بل جاء مقروناً بتلك المتغيرات والأحداث وشاهداً عليها ومعبراً عنها .

وكان المسرح بالمرصاد لتصرفات الحكام تجاه شعوبهم ، وبالمرصاد لرد فعل هذه الشعوب ضد هذه التصرفات . 

وعلى هذه الفرضية الواقعية إذا أردنا أن نتعرف على طبيعة إشكالية الحاكم والمحكوم وعلاقتهما ببعضهما البعض فى مرحلة زمنية معينة فما علينا إلا أن نقوم بدراسة النصوص المسرحية المؤلفة أثناء تلك المرحلة ، حيث سنجد فيها ما يرشدنا إلى الوقوف على الحقائق التاريخية الثابتة .

وعليه فقد تبلورت مشكلة البحث فى هذه الدراسة فى التعرف على طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم فى المسرح المصرى ، وكيف صور الكُتاب المسرحيون المصريون هذه العلاقة ، وذلك من خلال تحليل المضمون لبعض النصوص المسرحية لعدد من هؤلاء الكُتاب ، والتى تناولوا فيها تلك العلاقة .

تساؤلات الدراسة :

تطرح هذه الدراسة عدة تساؤلات لعل أهمها :

1- ما هى أهم سمات وخصائص العلاقة بين الحاكم والمحكوم كما صّورها المسرح المصرى من خلال النصوص المختارة فى فترة الدراسة ؟ .

2-   ما مدى حرية التعبير المتاحة للمحكوم كما تعكسها هذه الأعمال المسرحية المختارة خلال فترة الدراسة ؟.

3-   ما هى أهم المشاكل والقضايا التى يعانى منها الحاكم والمحكوم فى هذه الأعمال ؟.

4-   ما الأسباب المؤدية لطبيعة تلك العلاقة  آن ذاك ؟ .

5-   ما أهم سمات المسرح السياسى فى فترة الدراسة ؟ .

6-   ما هى صورة الحاكم  كما تعكسها هذه الأعمال المسرحية خلال فترة الدراسة ؟.

7-   ما هى صورة المحكوم كما تعكسها الأعمال المسرحية المختارة خلال فترة الدراسة ؟ .

8-   ما هى الأساليب التى أتبعها الكُتاب للتعبير عن إشكالية العلاقة بين الحاكم والمحكوم خلال فترة الدراسة ؟.

9-   ما هو رأى الحاكم فى المحكوم ورأى المحكوم فى الحاكم كما عكسها المسرح المصرى خلال فترة الدراسة ؟ .

10-  ما هى الآثار المترتبة على طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم على الطرفين وعلى المجتمع ككل خلال فترة الدراسة ؟.

11-  ما أهم القضايا والمشكلات التى تناولتها النصوص المختارة بجوار إشكالية العلاقة بين الحاكم والمحكوم خلال فترة الدراسة ؟.

أهداف الدراسة :

1-  التعرف على طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم كما تعكسها بعض النصوص المسرحية المصرية المختارة والمؤلفة خلال فترة الدراسة .

2-      التعرف على صورة كل من الحاكم والمحكوم كما تعكسها هذه النصوص المسرحية  .

3-      التعرف على مساحة الحرية المتاحة كما تعكسها هذه النصوص المسرحية المصرية المختارة.  

4-  التعرف على الدور الذى يقوم به المسرح المصرى فى فضح ممارسات الحاكم تجاه محكومه وذلك من خلال هذع النصوص المسرحية  .

5-  التعرف على الآثار المترتبة على طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم كما تعكسها النصوص المسرحية المصرية المختارة  .

أهمية الدراسة :

1-  تناول الدراسة لعلاقة حيوية لا يمكن تصور استمرارية الواقع البشرى بدونها وهى العلاقة بين الحاكم والمحكوم ، والتى إن أصابها خلل ما تعرض النظام المجتمعى كله للخلل والاضطراب ، وإن صلحت صلح المجتمع الإنسانى الذى تقوم فيه هذه العلاقة .

2-  خطورة الآثار المترتبة على الاضطراب فى العلاقة بين الحاكم والمحكوم على جميع الأطراف ، من الحاكم والمحكوم على السواء ، وعلى المجتمع الذى تنشأ فيه هذه العلاقة ، وعلى المجتمعات المرتبطة بهم ، وهذه الخطورة تشمل كافة النواحي النفسية ، والصحية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، والأمنية أيضاً .

3-      ندرة الدراسات التى تناولت العلاقة بين الحاكم والمحكوم فى المسرح المصرى .

4-      الدراسة تلقى الضوء على مساحة الحرية المتاحة كما تعكسها النصوص المسرحية خلال فترة البحث .

5-      تمثل الحدود الزمانية للدراسة فترة من أخصب الفترات للدراسة ؛ نظراً لحداثتها .

6-  يحظى المسرح السياسى باهتمام كبير من النقاد والمثقفين والمهتمين بالمسرح ؛ نظراً لتناوله القضايا الجادة والتى تهم المجتمع .

حدود الدراسة :

حدد الباحث الفترة الزمنية من عام 1980 وحتى عام 2000 حدوداً لدراسته ، وذلك نظراً لأنها تعد فترة خصبة للدراسة ، وكذلك لأنها فترة أعقبت حروباً كثيرة خاضتها مصر ، وأعقبت أيضاً وأعقبت أيضاً توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل مما دفع الباحث لدراسة العلاقة بين الحاكم والمحكوم خلال هذه الفترة وذلك من خلال النصوص المسرحية التى كُتبت خلال هذه الفترة .

الإجراءات المنهجية :

نوع البحث ومنهجه :

يعد البحث من البحوث الوصفية فى تحليل المضمون ، حيث يستهدف الباحث من دراسته

 " تحديد أو تقدير سمات موقف ما أو جماعة من الناس "([6])، وأيضاً يستهدف " تقديم الحقائق وتحديد درجة الارتباط بين متغيرات مختارة "([7]) . 

ويعد هذا البحث أيضاً من البحوث الاستدلالية فى تحليل المحتوى ، حيث يتجاوز وصف المحتوى الظاهر إلى " الكشف عن المعانى الكامنة Latent Meaning وقراءة ما بين السطور والاستدلال Making Inference عن الأبعاد المختلفة لعملية الاتصال "([8]) .

ولأن الدراسة بها جانب تاريخى متعلق بالمسرح السياسى وتاريخه فإن الباحث سيستخدم المنهج التاريخى ، واستخدام المنهج التاريخى فى البحوث " يقصد به الوصول إلى الأحداث الماضية ، وربط الحاضر بالماضى ، وذلك لفهم القوى الاجتماعية الأولى التى شكلت الحاضر ، بقصد الوصول إلى وضع مبادئ وقوانين عامة "([9]) .

مجتمع الدراسة :

تعتبر جميع النصوص المسرحية التى قام بتأليفها مصريون فى الفترة من عام 1980 وحتى عام 2000  وتناولت فى مضمونها العلاقة بين الحاكم والمحكوم هى مجتمع الدراسة التحليلية للمضمون والإطار المجتمعى لها .

أداة تحليل المضمون ( Content Analysis):

" برزت أهمية أداة تحليل المضمون كوسيلة من وسائل البحث العلمى فى أثناء الحرب العالمية الثانية "([10])، إلا أنه كان مستخدماً من قبل فى الدراسات الأدبية وتاريخ الأدب ؛ فعندما ثارت الضجة حول ما إذا كان شكسبير فعلاً هو مؤلف هذه الروايات التى تحمل اسمه أم أن هذه الروايات قام بتأليفها آخرون غيره ونسبت إليه ( ... ) استخدم الباحثون تحليل المضمون للإجابة على هذا التساؤل ، وكان ذلك عام 1937م([11])وهو "أسلوب للبحث العلمى يسعى إلى وصف المحتوى "([12])، ويقدم " طرقاً موضوعية ومنتظمة لتقييم العناصر الفردية التى تشكل معاً الحدث الاتصالى ككل([13]).. لذلك فإن أداة تحليل المضمون ستكون الأداة الأساسية التى سوف يعتمد عليها الباحث فى جمع البيانات الخاصة بالدراسة .. وذلك من خلال تحليل مضمون النصوص المسرحية عينة الدراسة .

مصطلحات الدراسة :

[1] السياسة :

كل ما يتصل بالسلطة فى الدولة دون غيرها من صور الجماعات البشرية([14]) .

[2] المسرح السياسى :

هو  استخدام   المسرح لتصوير جوانب مشكلة محددة مع تقديم وجهة نظر محدودة بغية التأثير فى الجمهور أو تعليمه بطريقة فنية تعتمد على كل أدوات التعبير التى تميز المسرح عن كل ضروب الفنون الأخرى([15]).

 [3] الدراما الملحمية :

عبارة عن لقطات قصصية مسرحية ، لكنها لا تزال ذات طابع سردى ، وضعيفة الترابط ، وتميل المسرحية من هذا النوع إلى معالجة مشكلات القطاع الاجتماعى العريض ، بدلاً من مشكلات الأفراد ، سواء كانت مادة المعالجة مستمدة من الواقع ، أو التاريخ ، أو الأساطير  كما أنها تميل إلى تحطيم الجدار الرابع ، ومخاطبة عقل المتفرج بدلاً من عواطفه ، ومن ثم تتطلب منه إصدار قرار أو حكم على القضية المعروضة والتى تقدمها على المسرح  شخوص متكلمة ، لا ممثلون يذوبون فى أدوارهم ، أما البناء فهو سردى ، مفكك المواقف ، هدفه وعى المتفرج([16]).

[4] المسرح :

شكل من أشكال التعبير الفنية التى ابتدعتها العقلية الإنسانية المبدعة للتعبير عن واقع الإنسان عن طريق مؤدين يشخصون شخصيات ليست شخصياتهم ، ويلعبون أدواراً ليست أدوارهم ، بل يرتبط بفعل أو حدث يتضمن اهتمامات وهموم وأحلام وأمانى الإنسان . ويجسد فى ذلك أنساق من الرموز التى تشكل لغات العرض المسرحى التى تحقق التواصل بين المؤديين وجموع المشاهدين الذين يستمعون ويشاهدون ويتعاطفون  وقد يتوحدون ويتعلمون مما يعرض أمامهم ، ويتم ذلك فى مكان خاص معد لتقديم هذا العرض المسرحى([17]).

[5] مسرح القسوة :

هو إغراق المتفرج فى جو أشبه بجو الطقوس الدينية ، فالمسرح يتكون من الحركة والإيماءة ، والضوء ، والصورة ، والإيقاع ، والصوت ، وذلك بهدف تحريك وإقلاع أعمق وأدق غرائز هذا المتفرج وانفعالاته المكظومة فى لا شعوره([18]) .

 [6] الرقابة :

هى إجراء وقائى تتولى تنفيذه وكالة حكومية([19])

 

طريقة اختيار العينة :

قرأ الباحث العشرات من النصوص المسرحية التى نشرت منذ عام 1980 وحتى الآن والتى قام بتأليفها مؤلفون مصريون ، وذلك للوقوف عند النصوص التى تتناول العلاقة بين الحاكم والمحكوم بشكل واضح ومباشر .. ومن خلال القراءة توصل الباحث إلى العديد من النصوص التى تتناول هذه العلاقة ، واختار عشرة نصوص منها بالطريقة العمدية ، وذلك للمبررات الآتية :

1-  صعوبة إجراء مسح شامل لكل النصوص المسرحية - التى تتناول العلاقة بين الحاكم والمحكوم - على  مدار عشرين عاماً .

2-      عشرة نصوص مسرحية هو كم يراه الباحث أنه كاف لتعميم نتائج هذه الدراسة.

3-  بعض المؤلفين لهم أكثر من مسرحية تتناول العلاقة بين الحاكم والمحكوم مثل فاروق جويدة   (دماء على ستار الكعبة ، الوزير العاشق ، الخديوى ) ، وليد  يوسف " مات الملك "           و" متحبكوهاش " ، ومحمد سلماوى ( فوت علينا بكره ، واللى بعده ، القاتل خارج السجن ) ، وغيرهم .. لذلك اختار الباحث لكل مؤلف نصاً واحداً فقط حتى يتيح الفرصة لأراء وأفكار مؤلفين آخرين .

4-      راعى الباحث فى اختياره للنصوص أن تكون معبرة تعبيراً مباشرا عن العلاقة بين الحاكم والمحكوم

5-  لم يضع الباحث – عند اختياره للعينة البحثية – اسم وشهرة المؤلف وإنما كان اختياره للنص وما يحتويه بعيداً عن اسم مؤلفه .

والنصوص المختارة هى :

1- "حكاية مدينة الزعفران"

السيد حافظ

2- "المتفائل"                     

على سالم

3- "القاتل خارج السجن"

محمد سلماوي

4- "الرجل الذى أكل وزة "

جمال عبد المقصود

5- "دماء على ستارالكعبة "

فاروق جويدة

6- "يا آل عبس "

صلاح عبد السيد

7- "مات الملك "

وليد يوسف

7- "دستور يا أسيادنا "     

محمود الطوخى

9- "السادة لا يكذبون "

كمال الدين حسين

10-" لون الكلام "  

على عبد القوى الغلبان

        

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

الباب الثاني

الدراسة التحليلية ونتائجها

 

وتشمل تحليل مضمون النصوص المسرحية الآتية ونتائجها :

1- حكاية مدينة الزعفران

تأليف:

السيد حافظ

2- المتفائل                     

تأليف:

على سالم

3- القاتل خارج السجن

تأليف:

محمد سلماوى

4- الرجل الذي أكل وزة ..

تأليف:

جمال عبد المقصود

5- دماء على ستار الكعبة

تأليف:

فاروق جويدة

6- يا آل عبس ..

تأليف:

صلاح عبد السيد

7- مات الملك

تأليف:

وليد يوسف

8- دستور يا أسيادنا ..

تأليف:

محمود الطوخي

9- السادة لا يكذبون

تأليف:

كمال الدين حسين

10- لون الكلام      

تأليف:

على عبد القوى الغلبان

 

1- النص المسرحى : حكاية مدينة الزعفران .

تأليف : السيد حافظ

 

أولا : قراءة تفسيرية للنص المسرحي " حكاية مدينة الزعفران "

تطرح مسرحية " حكاية مدينة الزعفران " للمؤلف السيد حافظ " قضية العلاقة بين الراعى والرعية ، أو بين الحاكم والمحكومين وما يتصل بذلك من نظريات حول إمكانيات الاختيار ، وفلسفة التمثيل ( تمثيل الفرد للمجموع ) ابتداء من مبادئ الشريعة السماوية ، وانتهاء بما حققته الشعوب من مكتسبات ديمقراطية من خلال ثوراتها عبر القرون . ويذهب الكاتب من ناحية إلى أن السلطة تفسد الفرد ، (...) ، ويذهب من ناحية أخرى إلى أن الميزان الحقيقي فى ضبط الأمور هو الشعب ، الرعية، الناس."([20])

من خلال السطور السابقة لخص لنا " سعد أردش " الفكرة الأساسية للنص المسرحي " حكاية مدينة الزعفران " التى كتبها السيد حافظ بلغة " تتردد بين مستوى العامية ومستوى العربية ( أو الثالثة جريا على تسمية توفيق الحكيم ) ، ولكنها تنحو منحى الشعر  فهى ليست اللغة الوظيفية التى توجه توجيها إلى مجرد الوفاء بالمعنى أو بالهدف  المقصود من نطقها كما يقع فى الحياة الواقعية ، بل تتجاوز ذلك إلى نسج مناخ يعبر عن المأساة أو المآسي – التى يشجعها الكاتب – مأساة انعدام الحرية والديمقراطية فى ممارسة لعبة الحكم فى كل الأنظمة المصرية " ([21]).

وتحكى  مسرحية " حكاية مدينة الزعفران " قصة رجل يدعى " مقبول " كانت السلطات قد اعتقلته لمدة عامين بسبب ثوريته ، وقيامه بتحريض الناس على القيام بالثورة ضد النظام الحاكم ، لأن هذا النظام فاسد وظالم ويجب تغييره ، وبعد عامين من انتظار زوجته له أفرجت عنه السلطات :

المرأة

:

 عامان.. انتظرته عامين، ولا أعرف إلى متى سأنتظر؟؟([22]).

الشاب 

:

يا أم معتز ها هو مقبول قد عاد .. ها هو مقبول قد عاد إلينا ..

المرأة 

:

مقبول هل عدت يا زوجى .. هل عدت يا حبيبي .. هل عدت حقا.. هل حقا أنت.. أنت أمامي.. لا أصدق([23]).

ولم تكتف السلطات باعتقال مقبول وسجنه  بل عزلته  من وظيفته أيضا ليصبح بلا مورد رزق.

الشاب

:

 لقد علمت أنهم عزلوك حتى لا تسمم أفكار الغير .

مقبول

:

عزلونى .. فتعلمت التأمل   ([24])

واشترطت السلطات على مقبول ألا يبوح بأمر اعتقاله لأحد حتى لا يغضب الشعب ، أما سبب غيابه فتبريره سهل .

المرأة          

:

 ماذا قالوا لك ؟

مقبول

:

لا شيء علىَّ أن أخبرك بأننى كنت فى رحلة خارج البلاد وأن تخبرى الجيران بذلك ([25]) . 

                ولكن " مقبول " لم يصمت ، وعاد إلى طبيعته الأولى وأخذ يحث الناس على القيام بالثورة ، ويشجعهم على القيام بالمطالبة بحقوقهم المسلوبة ، والتفت الناس حوله ، الأمر الذى أقلق والى المدينة:

الوالى 

:

والناس

الوزير

:

التقارير تقول بأنها التفت حوله، وحول بيته.

 

الوالى          

:

وماذا ستفعل معه ؟

الوزير 

:

نتركه لمدة شهر. شهرين حتى يفيق على أنه بدون عمل.

الوالى 

:

ثم ؟

الوزير

:

سيعرف كيف يفكر وكيف يجد العمل . ([26])

        هكذا اعتقدت السلطة ، اعتقدت أن مقبول لن يستمر فى بث أفكاره للناس لأنه لن يجد ما يقتات منه، ولابد أنه سيبحث عن عمل يلهيه عن اجتماعاته بالناس ، ولكن ظنهم هذا قد خاب لأن مقبول وجد العمل :

الزوجة

:

 إلى  أين ؟

مقبول

:

إلى الجبل .

الزوجة

:

ماذا ستفعل ؟

مقبول

:

أعمل حطابا أو مزارعا   . ([27])

ولكن هذا العمل لم يشغله عن مشاركة الناس همومهم ، فقد ازداد التفات الناس حوله :

الفلاح

:

 يا مقبول لماذا خرجت ؟

مقبول

:

أبحث عن الخبز   .

الفلاح  

:

اجلس ونحن نحضر  لك طعامنا  .

مقبول

:

أشكرك لهذا الشعور الطيب النبيل  ([28])

ولم يترك مقبول عمله ، كما لم يترك الناس فى همهم كذلك ، فقد حضَّهم على القيام بالثورة ضد الوالى  لكى يعزل خادم العامة الذى أفسد فى البلاد:

 

مقبول   

:

أيها الناس أتيتكم بخوفى فأتونى بشجاعتكم أتيتكم بضعفى .. فأتونى بقوتكم.. أيها الناس أنتم تملكون زمام المواقف

 

 

:

  نحن نطالب بسقوط خادم العامة

مقبول 

:

خادم العامة .. أنتم عينتموه وأنتم تستطيعون عزله . ([29])








    وبالفعل قام الناس بالمظاهرات ، وكانت مظاهرات قوية وعارمة ، لم يملك الوالى لوقفها إلا الاستجابة لمطالبهم :

المنادى      

:

 يا أيها الناس ( ... ) قرر الوالى بعد إذن السلطات تغيير خادم العامة.. نصر الدين محسوب.. وعزله من كل ممتلكاته ومقاضاته على أخطائه ومحاكمته أمام العامة..([30])

­ولكى لا يتكرر هذا  الموقف مرة ثانية قرر أن يبعد مقبول عبد الشافى عن الناس نهائيا وذلك بضمه إلى حاشيته ، وتعيينه خادما للعامة بدلا من السابق ، وخاصة أن هذا القرار سيقابل بارتياح من الناس  ، وأيضا سيكون مقبول قريبا منه ، وشيئا فشيئا ستغيره السلطة ويصبح مواليا له ، ولكن مقبول لم يقبل هذا المنصب فى البداية  :

مقبول

:

 ( للشاب )  لا  أقبل أن أعين فى منصب خادم العامة من يخدم العامة يخدمهم خارج السلطات ([31])

وتحت ضغط وإلحاح الناس عليه قبل مقبول عبد الشافى المنصب ، وذهب إلى قصره الجديد هو وزوجته ، وارتديا أفخم الثياب ، وأكلا أحلى أنواع الطعام ، وشيئا فشيئا انخرط مقبول وزوجته فى حياة الملوك والأمراء ، ونسي مقبول أهله وأصدقاءه كما نسي عامة الناس أيضا :

أبو المعاطى

:

 أريد أن أقابل خادم العامة

( ... )

الحارس

:

إذا كان معك شكوى مكتوبة قدمها لى وسأرسلها إلى السكرتير .

( ... )

أبو المعاطى           

:

لا  .. ليست معى شكوى  . . بل أردت أن أحدثه لأنه صديقى (يضحكون )

 

الحراس

:

صديقك أنت ؟! .

( ... )

أبو المعاطى

:

آه  والله .

الحراس

:

( يضحكون ) مر علينا غدا لأنه غير موجود .

( ... )

الكورس

:

ومر يوم .. يومان . . شهر  .. شهران .. ومضى عام وكل يوم يذهب أبو المعاطى .  ( ...) . ولا يجد خادم العامة([32])

( ... ) 

وكما انغمس مقبول فى حياة البذخ والثراء انخرط أقرباؤه فيها أيضا ، بل سعوا إلى الثراء غير الشرعي .

شهبندر التجار          

:

 سمعت انك ستفتح الأسواق أكثر من يوم . وهذا يضر بمصلحة التجار .

مقبول

:

كيف ؟

شهبندر التجار        

:

ألم يخبرك سعد الدين المالح .

مقبول

:

وما دخل سعد الدين المالح أخو زوجتى بهذا الموضوع

شهبندر التجار         

:

إنه شريكى فى التجارة ويعلم بأسرار التجارة مثلى

مقبول

:

من أين أتى بالمال ؟

شهبندر التجار         

:

شاركته فى أموالى وتجارتى .. أنا بمالى وهو بعقله .

مقبول

:

وهو بمركزه .. أخو زوجة خادم العامة ، وأنت بمالك ومنصبك.([33])

وفسدت الأحوال فى البلاد وساءت ، وازداد الفقر والجوع والمرض ، وخادم العامة " مقبول عبد الشافى " فى واد والشعب فى واد آخر ..

الكورس

:

 نحن فى الأسواق نموت . أنقذنا ينقذك الله .

(...)

 

:

أين خادم العامة  ؟ أين خادم العامة  ؟

ويثور الشعب على " مقبول عبد الشافى " كما ثاروا على خادم العامة الذى قبله :

سليمان

:

 يسقط خادم العامة .

الكورس

:

يسقط خادم العامة . ([34])

ويقرر مقبول الخروج إلى المتظاهرين لمواجهتهم :

مقبول

:

كيف تتجرأون على خلعى  ؟

الكورس

:

نحن عيناك فى هذا المنصب .

مقبول

:

من الذى قال ؟

الكورس

:

ثائر اسمه مقبول عبد الشافى . . ([35])

وهنا يفيق مقبول عبد الشافى على حقيقة أمره ويقرر الرجوع إلى أصله الحقيقي  .. الرجوع إلى شخصية مقبول عبد الشافى ، وخلع شخصية خادم العامة  من جسده وروحه :

مقبول

:

 وأنا معكم أطالب بسقوط خادم العامة .. ها أنا أخرج إليكم من جبة خادم العامة (يخلع جبة خادم العامة ) ..  ها أنا معكم ..  ها أنا حافى القدمين مثلكم ( يخلع الحذاء يلقى بالسيف) ها أنا منكم ..  ليسقط خادم العامة . ([36])

ولكن الناس لا ترضي به ، لأنه لم يعد هو مقبول عبد الشافى ، بل أصبح خادم العامة المخلوع ، وتم القبض على مقبول عبد الشافى ، وجرى التحقيق معه :

شرطي1

:

 سمعت أن التحقيق معه جار .

شرطى2

:

يبدو أن التحقيق معه مستمر واختاروا شابا آخر فى منصب خادم العامة.([37])

وقرر الوالى قتل مقبول عبد الشافى حتى لا يبوح فى يوم من الأيام بالأسرار إلى السلطان ، ولكن قبل قتله فقد عقله ، وأصبح مجنونا ، فأطلقوا سراحه ، وتحول مقبول فى نهاية المطاف " مغنيا فى الأقاليم (...) حاملا الربابة وخلفه الأطفال والرجال والنساء يجلسون وهو يغنى " ([38])

ثانيا : صورة الحاكم وصورة المحكوم كما صورهما النص المسرحى "حكاية مدينة الزعفران"

1-     صورة  الحاكم كما يعكسها النص المسرحي " حكاية مدينة الزعفران" 

الحاكم – فى هذا النص المسرحي – هو حاكم ديكتاتور وظالم ، لا يعبأ بشيء غير مصلحته ومصلحة حاشيته ، ولا يضع المحكوم فى أولوياته واهتماماته ، بل على العكس يتربص به ويتصيد له الأخطاء ، ويلفق له التهم ، ويعذبه أشد العذاب ، ومن أهم العلامات المميزة لحاكم مدينة الزعفران هى تعذيب الناس .

·       بوليسي قمعى :

فالحاكم يطلق رجال شرطته ليعذبوا الناس :

مقبول  

:

 لكم الله يا رجال الشرطة المكلفين بتعذيب الناس.([39])

·       سمة الغباء :

ومن السمات التى ألصقها النص المسرحي بالحاكم وحاشيته هى سمة الغباء ، حيث أورد المؤلف فى أكثر من موضع هذه السمة ، ووصف الحاكم وحاشيته بها ، فها هو الوالى يتهم أحد رجاله ( خادم العامة ) بالغباء ، لقتله أحد الرعية أمام جمع من الناس ، الأمر الذى جعل العامة يثورون ويتظاهرون احتجاجاً على هذا الفعل :

الوالى   

:

 الغبى  .. كيف يقتل الفلاح أمام العامة .  ([40])

وفى موضع آخر يصف المؤلف الحاكم وحاشيته بالغباء على لسان بطل مسرحيته " مقبول  " ، وذلك عندما أجبرت السلطات " مقبول "  أن يوقع على إقرار بألا يتحدث فى السياسة إطلاقا ، فيسخر منهم " مقبول " لأنهم لا يعرفون بان كل شيء فى الحياة ما هو إلا سياسة :

مقبول  

:

 الخبز سياسة .. المسكن سياسة .. السير سياسة .. التجارة سياسة .. الحب سياسة .. السياسة لا تنفصل عن أى شيء .. كم هم أغبياء ؟ ([41])

 

·       يعيش حياة الترف والبذخ

وعكس النص  المسرحي " حكاية مدينة الزعفران " صورة لحياة الحكام وحاشيتهم ، حيث أظهر لنا هذه الحياة بالحياة المترفة أشد الترف ، فزوجة الوزير ترتدي أفخر الثياب فى العالم ، وتأكل أندر وأطعم أنواع الطعام ، وتعيش فى قصور غاية فى الفخامة والروعة ، وتتعطر  بأغلى أنواع العطور العالمية ، كما أنها لا تعرف شيئا عن طبيعة المعيشة التى يعيشها أفراد الشعب ؛ فعندما أرادت " أم معتز  "  -  زوجة خادم العامة الجديد  -  أن تأكل العدس اندهشت زوجة الوزير وحاشيتها من النساء من ذكر كلمة عدس ؛ لأنهم لا يعرفون طعاما اسمه عدس :

زوجة الوزير      

:

 وهذا الثوب يا حبيبتي  صنعه أمهر الصناع فى بلاد "الاعتدال "  وهو يليق على امرأة مثلك

( ... )

 

 

  أنا أعرف ذوقك فاختار لك ما يناسبك .. فأنت يناسبك عطر القرنفل و عطر الياسمين   .

( ... )

لخادمة

:

لقد جهزنا طعام اليوم .. طعام الغداء .

أم معتز

:

العدس  ( وهى فرحة )

زوجة الوزير      

 

العدس !!

النساء

:

(  يضحكن )

أم معتز         

:

نعم العدس ألا تعرفونه ؟ ! .. لقد اشتاقت نفسي إليه .. العدس ألا تعرفون ؟ !  . . عدس ( تنظر للخادمة ) لقد طلبت منك أن تطبخى لنا  العدس.

الخادمة

:

لقد شويت لحم الغزال بالطريقة التى تعجب سيدتى .. مع ..

أم معتز

:

( مقاطعة ) أنا طلبت منك العدس .

زوجة الوزير

:

( لأم معتز ) ليس فى طعام القصور ما يسمى  بالعدس يجب أن تفطني إلى حالك  . ([42])

يعكس الحوار السابق صورة غاية فى التناقض بين الحياة التى يعيشها الحاكم والحياة التى يعيشها المحكوم .

·       أثر كرسي السلطة على مقبول  :

يقول لنا هذا النص المسرحى أن كرسي السلطة يؤثر فى الحاكم ، فالحاكم فى بدايته قد يكون فرداً عادياً شأنه شأن كل أفراد الشعب ، الفقراء ، ولكن عندما يجلس على كرسي الحكم يبدأ فى التحول شيئاً فشيئاً حتى يصبح شأنه شأن الحكام ، الأثرياء . وهذا ما حدث لشخصية مقبول الذى غيرته السلطة ، وذلك عندما أصبح خادما للعامة ، فأصبح يعيش حياة الملوك ، ولا يعبأ بالشعب :

الخادمة

:

لقد أخبرت الخدم ألا يجلس أحد معه على الطعام وإلا قطعت رقبته ، وأمرت أن تعزف الموسيقى أثناء الليل حتى ينام .. واشترينا خمسين بلبلاً ووضعناها فى الأقفاص ، وكل صباح نضعها فى الحديقة حتى يستيقظ فى الصباح على أصوات البلابل .. وغيرنا كل أصناف الطعام كما أمرت سيدتى زوجة الوزير  .

وأصبح " مقبول " لا يصافح أحدا من أفراد العامة لأنه يعتبرهم أقل شأناً ووضعاً :

زيدان

:

 شاهدتك تصافح كل الناس ولم تصافح حارس البوابة الذى مد يده كى يصافحك .

·       سمة الغرور والتعالى على شعبه

يصف السيد حافظ فى نصه المسرحي " حكاية مدينة  الزعفران " الحاكم بأنه حاكم متعجرف ، مغرور  ، متعالي على شعبه ، حيث أن حاكم مدينة  الزعفران وحاشيته يعاملون المحكوم وكأنه عبد لديهم ، فها هو " أبو المعاطى "  لا يستطيع مقابلة صديقه " مقبول " لكون " مقبول "  أصبح من رجال السلطة فى البلاد وأبو المعاطى مازال من العامة :

مقبول

:

 ( يغنى ويحكى )  وهنا يا سادة  يا كرام تقدم " أبو المعاطى " من الحراس ؛ فسأله ماذا تريد ؟ فأجاب أريد خادم العامة .. فنظر إليه الحارس وقال ومن تكون أنت حتى تقابل خادم العامة .. خادم العامة لا يقابل إلا المسئولين والمخططين هنا وهناك فهو لا يقابل أمثالك . ([43])

2- صورة  المحكوم كما يعكسها النص المسرحي " حكاية مدينة الزعفران"

السيد حافظ فى نصه المسرحي " حكاية مدينة الزعفران " رسم لنا صورة للمحكوم شديدة البؤس والشقاء ، فقد أظهره فقيراً ، بائساًَ ، جباناً ، صامتاً ، متواكلاً ، ينتظر  الآخر لكى ينتشله مما هو فيه من شقاء وحزن :

رئيس الكورس         

:

 كان مقبول يقول .. الناس الصمت .. الناس الخوف .. الناس الصبر .. الناس الفزع من الأقدار ..  الناس الانتظار .. ([44]) .

وإذا رصدنا هذه الصورة بالتفصيل سنجد أن أول ملامح هذه الصورة هى :

·       سمة الانتظار  :

فالناس من خوفهم ، وكسلهم ، وخنوعهم ، وعدم قدرتهم على الفعل ينتظرون المخلص ، ينتظرون من ينقذهم مما هم فيه ، سواء كان هذا الخلاص من عند الله ، أو من عند البشر :

المرأة

:

 ( ... ) ، والرجال كل الرجال يخبئون خوفهم تحت جلودهم .. ينتظرون النبي . ([45])

وتأكيداً على  هذه السمة عند المحكوم كرر مؤلف النص كلمة الانتظار مرات عديدة وفى أكثر من موضع :

فلاح

:

 ( ... ) لماذا أنت جالسة هنا يا أم معتز .

الزوجة

:

" أنتظر " مقبول

 

 

                     ( ... )

فلاح

:

انتظريه داخل المنزل أفضل

الزوجة

:

لا سأنتظره هنا .

العجوز

:

لماذا أنت جالسة هنا يا أم معتز .

الزوجةج

:

" أنتظر " مقبول  ([46])

الزوجة

:

لا إنه حي فى مكان ما .. إنى أنتظره . ([47])

أبو المعاطى

:

لا تنتظروا الخبز عندما تجوعون .. اخرجوا يا كسالى من مساكنكم.

العجوز سليمان

:

ما زلت فى انتظاره  ([48]).

 قال العالم لا ينتظر الكسالى ([49]).

الزوجة

:

لا .. سأكون فى انتظاره  ([50]).

شرطي1

:

انظر.. زوجة مقبول أصابها الجنون وتنتظره كل يوم([51]).

الزوجة

:

أنتظر زوجي  ([52]).

·       سمة الاغتــراب :

         ومن السمات الواضحة فى صورة المحكوم عند السيد حافظ هى  " الاغتراب" ؛  فالاغتراب أصبح سمة أغلب المحكومين فى " مدينة الزعفران"  ، أصبح كل مواطن يشعر بالغربة فى بلده بسبب الممارسات الظالمة التى يمارسها الحاكم على شعبه :

 

مقبول

:

 ( ... ) ..  يا نبى الله .. يا حبيب الله ..  يا حبيبي .. بعيدا عن عالم غريب عنى غريب .

ويري النص المسرحي " حكاية مدينة الزعفران "  أن المحكوم أصبح مغتربا ، حيث رحل البعض عن هذا الوطن بسبب ظلم الوطن له ، فأصبحوا مغتربين جسدياً وروحياً ، ومن بين هؤلاء طبقة المثقفين،  والفلاحين ، والصناع ، والمهرة :

 

الشاب

:

 والشباب المثقف ترك البلاد ، هاجر الشعراء والفلاحون المهرة والصناع والعلماء ، كل الجيدين يهربون ..  ([53])

وهناك من اغتربوا اغتراباً وجدانياً وهم ما زالوا يعيشوا على أرض وطنهم .

الكورس

:

 تلك هى المشكلة . أن تبقى داخل الميدان أو تهرب خارج الميدان أو تبقى معلقاً .. أن تكون منفياً خارج الوطن .. منفياً بالإكراه أو بالاختيار أو يكون الوطن منفيا داخلك ([54]).

·       سمة الفقر :

وصور لنا هذا النص - أيضا -  المحكوم بالإنسان الفقير المعدم الذى لا يكاد يجد قوت يومه :

-     

:

 هل تعرف أن أم حسن بائعة الطماطم قد ماتت

مقبول 

:

لا حول الله يا رب .

- 

:

ولم تجد ثمن الكفن  ([55]).

سليمان 

:

لقد ارتفعت الأسعار .. والأطفال لا تعرف طعم البرتقال .. ولكن تعرف أن هناك شيئاً اسمه البرتقال  ([56]).

·       سمة الجبــــن :

من الصفات التى ركز عليها هذا النص ووسم بها المحكوم فى أكثر من موضع:

مقبول

:

 ( ... ) ، والناس تخاف أن تأتى إلى أو تتحدث عني .. لا ألوم أحدا فالخوف له قوته ، وله سلطاته . ([57])

مقبول   

:

( ... ) حتى فى الحلم كنت أخاف أن يكون شخص ما يراقبنى  ([58]).

·       سمة الكسل والتواكل :

يري السيد حافظ أن المحكوم هو إنسان كسول ومتواكل ، وينتظر من يطعمه ، ومن يلبسه ، ومن يأتى له بحريته ، ومن يفعل له كل شيء :

أبو المعاطى             

:

 لا تنتظروا الخبز عندما تجوعون .. اخرجوا يا كسالى من مساكنكم .([59])

ووصل حد الكسل والتواكل أن المحكومين اقتنعوا أنهم لا يصلحوا لأى منصب ، ولم يحاولوا أن يجربوا مرة واحدة قدراتهم فى الاعتماد على أنفسهم .

الكورس

:

( يضحكون ) نحن لا نصلح لهذا المنصب نحن فقط  نختار.([60])

·       سمة الغباء  والجهـــل :

الغباء والجهل – أيضا – من السمات التى أبرزها السيد حافظ فى صورة المحكوم ورأى أنهما تلتصقان به .

مقبول

:

 أنا مجنون .. غبى .. مأفون .. ([61])

ثالثا : حرية الرأى والتعبير لدى المحكوم والممارسات المضادة لهذه الحرية من قبل الحاكم فى النص المسرحي " حكاية مدينة الزعفران "

 يعكس النص المسرحي " حكاية مدينة الزعفران " مدى الظلم والكبت اللذين يعانى منهما المحكوم بسبب غياب الحرية .. فالحرية هى التى تنقذ الإنسان من الضلال :

مقبول

:

 الحق مات فى الإنسان فمن ينقذ الإنسان من الضلال غير الحرية([62])

وبسبب مناداته بالحرية دفع " مقبول " الثمن ، واعتقله الحاكم ، ومن بعدها تعلمت زوجته الدرس وقررت أن بيتها لن يتحدث فيه أحد عن السياسة ولا غيرها :

الشاب

:

والأفكار ..

المرأة

:

لن يتحدث أحد فى بيتنا عن أى شيء . ([63])

         فالتفكير من وجهة نظر الحاكم –  فى هذا النص المسرحي– هو جريمة يعاقب عليها القانون:

الشاب

:

أى تهمة وجهوها إليك ؟

مقبول  

:

أنى أفكر . ([64])

والحاكم يتلصص على المحكوم فى كل مكان وفى أى وقت حتى لا يعطيه فرصة الثرثرة فى السياسة ، وتسير الأمور على غير ما يرغب ، لذلك فإنه يطلق  جواسيسه فى كل مكان حتى يسمعوا كل كلمة تخرج من  فم المحكوم :

أحد الكورس            

:

كف عن الكلام .. الحيطان لها آذان والعاقل من يصمت الآن  .

أحد الكورس            

:

افهم .. افهم .. ليس الآن وقت الكلام فبين هؤلاء (يشير إلى الكورس ) من يسمع ويخبر السلطات ، والسيف والسجان والنهر والجبل والقبر والصخر عن كل ما يدور فى نفسك الآن . ([65])

فالحديث فى السياسة يعد جريمة كبيرة يعاقب عليها القانون ، ويتم القبض فورا على كل من يتفوه بكلام ليس على هوى الحاكم .

فلاح2

:

لقد قبضوا على سليمان العطار .

الكورس

:

والتهمة ؟

فلاح2 

:

الحديث فى غير الأوان . ([66])

         وكما أن الحاكم يخشي حديث الرعية فى السياسة حتى لا يكون هذا الكلام نواة لثورة شعبية عليه ، فإن الحاشية التى تحيط بالحاكم – الكبير- تخشي هى الأخرى من أن يصل كلام إلى الحاكم قد يضر بمصلحتها هى :

الوزير  

:

علينا أن نفكر فى حل يخرجنا مثل الشعرة من العجين حتى لا يتطور الأمر .

الوالى 

:

كيف ؟ .. كيف ؟ 

الوزير                  

:

أقترح أن ترسل خادم العامة إلى مولانا السلطان .

الوالى

:

قد يهذى بكلام قد يضرنا جميعا .

الوزير

:

أمهلنى .. سنرسله وفى الطريق نرسل له بعض الرجال كأنهم قطاع طرق حتى لا يتنفس أمام السلطان بكلمة من هنا أو من هناك .

الوالى

:

وبعد  ..

الوزير

 

نقبض على الرجال الثلاثة الذين قتلوه ونقطع ألسنتهم أولا ، ونضعهم أمام العامة  فى ميدان عام  حتى نمتص غضب العامة.([67])

من خلال السطور السابقة ندرك أن النص المسرحى " حكاية مدينة الزعفران " ركز تركيزاً شديداً على انعدام حرية الرأي والتعبير لدى المحكوم ، ومن خلال السطور التالية سنعرف الممارسات إلى مارسها الحاكم لكبت الحريات  هذه ؛ فالحاكم لا يعطى الفرصة لأى إنسان أن يتحدث فى السياسة  ، ومن يجرؤ  يكون مصيره كمصير بطل هذا النص المسرحي الذي يدعى " مقبول " :

مقبول

:

كانت كلماتى عصفوراً .. قصوا له جناحيه   ([68])

الشاب

:

لقد علمت أنهم عزلوك حتى لا تسمم أفكار الغير

مقبول

:

عزلونى .. فتعلمت التأمل . ([69])

أو كمصير هؤلاء الأطفال :

الفلاح

:

قطعوا أصابع الأطفال التى تكتب حتى لا تقرأ الناس ولا تكتب . ([70])

رابعا : رأى الحاكم فى المحكوم ورأى المحكوم فى الحاكم كما يعكسهما النص المسرحى " حكاية مدينة الزعفران "

1- رأى الحاكم فى المحكوم كما يعكسه النص المسرحي " حكاية مدينة الزعفران" 

 

·       سمة الغباء 

فى هذا النص يري الحاكم أن المحكوم ما هو إلا شخص غبي لا يصلح أن يكون شيئاً مهماً أو ذا قيمة فى يوم من الأيام :

شرطى2   

:

( ... )  .. اسمعي يا امرأة .. الفقراء تعساء وزوجك فقير لا يصلح أن يكون عبقرياً .. إنه شيخ عجوز .. غبي .. عاش غبياً ومات غبياً .. ([71])

الوزير

:

( ... ) لأن المصلحة هى سر اللعبة التى لم تفهمها حتى الآن يا غبي ([72])

·       سمة الثرثرة وادعاء المعرفة :

والسلطة فى مسرحية " حكاية مدينة الزعفران " ترى أن المحكوم ما هو إلا شخص ثرثار لا يعرف مصلحته :

شرطي1 

:

يجب  أن يفهم أن الصمت أفضل

( ... )

 

:

لقد مضى عهد الثرثرة وجئنا إلى عصر الصمت .  ([73])

شرطي2 

:

سيتفلسف علينا  . ([74])

2-     رأى المحكوم فى الحاكم كما يعكسه النص المسرحي " حكاية مدينة الزعفران" 

·       سمة الظلم :

يري السيد حافظ فى نصه " حكاية مدينة الزعفران " أن المحكوم لا يرضي على عدالة الحاكم ويعتبره حاكم ظالم ، غير عادل ، ويلفق التهم للرعية ، ويسجن ، ويعذب شعبه بدون تهمة أو جريرة اقترفوها:

 مقبول

:

تركونى فى جب يوم .. يومين .. شهر .. شهرين .. عام ..   عامين .

الشاب

:

والتهمة .. ؟

مقبول

:

لا شيء .

الشاب  

:

والقاضي . ؟

مقبول

:

تزوجت العدالة بأفكار السلطان فأنجبت المهزلة . ([75])

·       سمة الخداع والكذب

يري " مقبول " بطل هذا النص المسرحي أن السلطة خادعة وكذابة ، تخدع كل الناس :

مقبول

:

خدعونى .. لقد خدعوا كل الناس .. خدعتنا التصريحات .. الكلمات البراقة .. الخداعة .. خدعنا التجار .. فى الأسواق .. كل شيء يخدعنا  ونحن لا ندرى .

·       حاشيته خائنة .. ونذلة ، والسلطان لا يعرف شيئاً .

يري السيد حافظ أن السلطة الحاكمة هى سلطة خائنة ، فها هو يقول على لسان شخوص مسرحيته أن الحكام باعوا أوطانهم ، وباعوا شهداءهم على موائد الخيانة :

الشاب 

:

مقبول .. لقد باعونا على موائد الخيانة .. باعوا الشهداء .

مقبول

:

عادة الأنذال الخيانة فلا تنتظر من النذل غير لعبة جديدة. 

( ... )

الشاب

:

السفلة .. القتلة .. اللصوص .. لقد اتفقوا مع أعدائنا ليحتلوا المدينة ورفعوا شعار الاستسلام .. والسلطان فى العاصمة لا يعرف ولا يدرى.

يري الباحث أن خروج السلطان من تهمتى الخيانة والنذالة هنا ولصقهما بالحاشية فقط ، ليس مبرراً ، ولكن المؤلف ربما لجأ إلى هذه الحيلة ليمرر  نصه من الرقابة .

·       الحاكم ليس شرطا لتسيير البلاد

ويري السيد حافظ أن الحاكم ليس شرطا لتسيير البلاد ، واستتباب الأمور، فالأمور تسير بدون حاكم يحكمها :

مقبول 

:

وبقيت المدينة مدينة الزعفران بدون حاكم لمدة عام والغريب أن الدولة...

الكورس

:

تسير نفسها بنفسها .  ([76])

ويري الباحث أن السيد حافظ قد بالغ هنا بعض الشيء لأن بلد بلا حاكم كسفينة بلا ربان ، حتماً ستغرق.

 

 


 

 

نتائج تحليل النص المسرحي " حكاية مدينة الزعفران "

 

خرج الباحث بعدة نتائج من خلال تحليله للنص المسرحي " حكاية مدينة الزعفران " أهمها :

-      العلاقة بين الحاكم والمحكوم فى هذا النص متوترة للغاية ، وهناك انعزال تام بين الحاكم والمحكوم .

-      الحاكم ينظر لمصلحته ومصلحة حاشيته فقط ، ولا يعبأ بمصلحة المحكوم .

-  المحكوم يري أن الحاكم ظالم ، فاسد ، ديكتاتور ، غبى ، مغرور ، متعال على شعبه ، يعيش حياة الترف و البذخ ، مخادع وكذاب ، ونذل وخائن للبلاد .

-      الحاكم يري أن المحكوم  غبى ، وثرثار ، ويطالب بأشياء ليست من حقه .

-  حرية الرأى والتعبير معدومة فى البلاد ، والحاكم يستعمل القسوة المفرطة تجاه أى محكوم يتلفظ بألفاظ لا تعجب الحاكم .

-  استخدم الكاتب اللغة الفصحى فى نصه المسرحي " حكاية مدينة الزعفران " ، ويري الباحث أن هذا  يرجع إلى تعميم النص على العالم العربي كله .

-  لم يحدد الكاتب المكان الذى تدور فيه أحداث مسرحيته ، ويري الباحث أن هذا يرجع إلى أن المسرحية تنتقد الأوضاع بشدة ، وكذلك لكى يهرب المؤلف من المساءلة و الرقابة ، وكذلك لم يحدد زمان المسرحية للأسباب السابقة .

 

" مدينة الزعفران  ليست على الخريطة ..

خارج الزمان والمكان ..

 داخل الإنسان"  . ([77])

-      السلطة وما يحيط بها تغير الإنسان ، فمقبول عبد الشافى تغير هو وزوجته عندما جلس على كرسي السلطة .

-      لم يقدم لنا المؤلف حلاً لإشكالية العلاقة بين الحاكم والمحكوم .

-      من سمات المحكوم : الخوف ، الانتظار ، التواكل ، الكسل، الاغتراب، الفقر الشديد ، الغباء والجهل .

-      يدعو المؤلف إلى الثورة على الحاكم ، وعلى الظلم ، وعلى الفساد  فى " مدينة الزعفران " .

-      الحاكم ( الوالى ) جاء إلى الحكم على غير رغبة الشعب ، حيث أن السلطان هو  الذى يعينه ، وهو الذى يعزله .

-  ابتعد المؤلف السيد حافظ بالحاكم الأكبر ( السلطان ) عن أى خطأ ، وجعله لا يعرف أى شيء فى " مدينة الزعفران " ، وعندما سمع السلطان بما يحدث عزل الوالى فوراً :

الكورس

:

وسمع السلطان . .

مقبول 

:

وعزل الوالى ؟ ([78])

-  الخوف من الحاكم هى عقدة كامنة فى المحكوم ، فالعامة خافت من " مقبول " (خادم العامة ) ، بالرغم أنه كان واحد منهم .

-      للحاشية تأثير كبير على الحاكم .. فالوالى يأخذ بأغلب قرارات وزيره .

 

النتائج النهائية للدراسة

خرج الباحث من هذه الدراسة بعدة نتائج وهي :

1-    النصوص المسرحية التي تناولت العلاقة بين الحاكم والمحكوم بشكل مباشر – أي أن الحاكم في النص  المسرحي  كان هو الرئيس أو الملك أو السلطان أو الحكومة بشكل مباشر – هي نصوص " حكاية مدينة الزعفران " للسيد حافظ ، " دماء على ستار الكعبة "  لفاورق جويدة ،

 " يا آل عبس " لصلاح  عبد السيد ، " مات الملك " لوليد يوسف ، " دستور يا أسيادنا " لمحمود الطوخي ، " لون الكلام " ، لعلي عبد القوي الغلبان ، وذلك بواقع سبعة نصوص من أصل عشرة نصوص هي عينة الدراسة ، بنسبة(70 % ) . أما النصوص التي كان الحاكم فيها مسئول أو أحد الشخصيات التي ترمز للحاكم  فهي ثلاثة نصوص : " المتفائل " لعلي سالم ، " الرجل الذي أكل وزة" لجمال عبد المقصود ، " القاتل خارج السجن "  لمحمد سلماوي ، بنسبة(30 % ) من عينة الدراسة .

2-    كشفت الدراسة أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم هي علاقة تنافرية ، سلبية ، حيث أجمعت كل النصوص المسرحية العشرة – عينة الدراسة – بنسبة (100 % ) على أن هناك حالة انفصال تامة بين الحاكم والمحكوم ، وأن كلاهما مغترب عن الآخر ،وكلاهما ينصب العداء للآخر ، وليس  بينهما أي علاقة حميمة ، فالحاكم يقمع المحكوم بشدة وعنف ومغتصب للحكم ، ويعمل لصالحه فقط ، ولا يسمح  بحرية الرأي والتعبير ، ويشعر بأن له الحق في كل شيء في البلاد ، وكأنه يمتلكها، والمحكوم  يشعر بأن الحاكم ظالم وفاسد ، وأنه مغتصب لحقوقه وأرضه ، ومستبد وديكتاتور .

3-    كشفت كل النصوص المسرحية- عينة الدراسة – بنسبة ( 100 % ) عن غياب حرية الرأي والتعبير لدى المحكوم ، وذلك لأن الحاكم لا يسمح بهما على الإطلاق نظراً لخطورتها على نظام حكمه ، فالحاكم لا يتواني في إنزال أشد أنواع العقاب لأصحاب الآراء والأفكار التي تعارض سياسته .

4-    أجمعت كل النصوص المسرحية- عينة الدراسة – بنسبة ( 100 % ) أن أنظمة الحكم أنظمة ديكتاتورية مستبدة .

5-    كشفت الدراسة على أن المحكوم هو السبب الرئيسي في استبداد وديكتاتورية الحاكم وانفراده بالحكم ، حيث أجمعت تسعة نصوص مسرحية بنسبة (90 %) من عينة الدراسة على أن المحكوم ينافق الحاكم بمجرد اعتلائه العرش ، ويخاف منه أشد الخوف ، ولا يجرؤ على معارضته ، ويتصارع  المحكومون بالطاعة والولاء للحاكم حتى ولو كان حاكماً جائراً ، والنص العاشر  لعينة الدراسة وهو نص "القاتل خارج السجن " لم يناقش هذه النقطة من الأساس بنسبة(10%).

6-    كشفت الدراسة أن الحاكم في البلاد العربية لا يأتي عن طريق إرادة المحكوم ، ولكن عن طريق الوراثة أو الصدفة أو الانقلاب على الحاكم ، فليس هناك حاكم سابق في البلاد العربية، وأجمعت على هذا الكلام نصوص " لون الكلام " ، " السادة لا يكذبون " ، " دستور يا أسيادنا"، " مات الملك " ، "دماء على ستار الكعبة"، "حكاية مدينة الزعفران" ، "يا آل عبس"  بنسبة (70 %) من عينة الدراسة، بينما لم تُبيِّن النصوص الثلاث الأخرى هذه النتيجة؛  لأنها لم تتناول الحاكم بشكل مباشر من الأساس وهي نصوص: "المتفائل" ، " القاتل خارج السجن " ، "الرجل الذي أكل وزة " بنسبة (30%) .

7-    اتفقت نصوص : " حكاية مدينة الزعفران " ، " دماء على ستار الكعبة " ، "  يا آل عبس " ، "مات الملك " ، " السادة لا يكذبون " ، " لون الكلام " على أن الحاكم يعامل المحكوم كعبد من عبيده ، وذلك بنسبة (60%) من عينة الدراسة، بينما لم توضح نصوص " المتفائل " ، " الرجل الذي أكل وزة " ، " القاتل خارج السجن " هذه النتيجة نظراً لأن الحاكم الفعلي لم يكن طرفاً فعلياً وظاهراً بشكل مباشر في الصراع ، وذلك بنسبة (30 % ) ، والنص الوحيد التي أظهر أن العلاقة إنسانية وطيبة  بين المحكوم والحاكم الفعلي هو نص دستور يا أسيادنا لمحمود الطوخي ، بنسبة (10 %) ويرى الباحث أن هذا ربما يعود لظروف رقابية .

8-      اتفقت خمسة نصوص مسرحية من أصل عشرة نصوص . بنسبة  (50 % ) على أن الحاشية  المحيطة بالحاكم لها تأثير كبير عليه وعلى اتخاذ القرار ، وهذه النصوص هي " مات الملك " ، "لون الكلام " ، " السادة لا يكذبون"  " دستور يا أسيادنا " ، و " حكاية مدينة الزعفران " .كما اتفق نص  " دماء على ستار الكعبة " مع نص " يا آل عبس " على أن الحاكم هو المسيطر على مقاليد الحكم دون تدخل أو تأثير من أحد . بنسبة (20%) من عينة الدراسة.

في حين لم توضح نصوص : "المتفائل " ، " الرجل الذي أكل وزة " ، و" القاتل خارج السجن" بنسبة (30%) من عينة الدراسة مدى تأثير الحاشية على نظام الحكم .

9-      اتفق نصا " دماء على ستار الكعبة " مع نص " مات الملك "  بنسبة (20 % ) من عينة الدراسة على ضرورة أن يستعمل الحاكم  القوة مع المحكوم لأن المحكوم يتطاول على الحاكم الطيب والضعيف .

10-    أجمعت جميع النصوص المسرحية – عينة الدراسة – أن أنظمة الحكم في كل البلاد التي تناولتها عينة الدراسة هي أنظمة قمعية وبوليسية ، وذلك بنسبة (100 % ) .

11-    امتدح نص " دستور يا أسيادنا " لمحمود الطوخي ونص " حكاية مدينة الزعفران " للسيد حافظ الحاكم الأعلى للبلاد ، وتبرئته من أي مسئولية تخص تشويه العلاقة بين الحاكم والمحكوم بنسبة (20 % ) حيث أظهر نص " دستور يا أسيادنا " الحاكم الأكبر للبلاد بالمنقذ والمخلص الذي يتدخل في آخر لحظة لإنقاذ البلاد من الفساد ، كما أظهرت صورة علاقته بالمحكوم بشكل طيب وحميم للغاية ، كذلك أظهر نص " حكاية مدينة الزعفران " الحاكم الأعلى للبلاد – السلطان – بالحاكم العادل والرشيد  الذي  لا يتأخر لحظة في عزل الوالي عندما يعرف أنه يظلم الرعية . .

12-    كشفت الدراسة أن النصوص المسرحية التي حددت الزمان في أحداثها بشكل مباشر وصريح هما نصان فقط بنسبة (20 % ) وهما : نص "دستور يا أسيادنا " وزمن أحداثه  في منتصف التسعينيات  من القرن العشرين ، ونص "الرجل الذي أكل وزة " وزمن أحداثه من عام 1952 م وحتى عام 1975 م ، والنصوص المسرحية  التي حددت زمان أحداثها بشكل غير مباشر ثلاثة نصوص  بنسبة (30 % )، وهم :  " المتفائل "- حيث أن أحداثه تدور بعد حرب 1973 م بعدة سنوات - ، " دماء على ستار الكعبة " وأحداثه تدور في بداية الثمانينيات من القرن العشرين ، و " يا آل عبس " وأحداثه تدور بعد تطبيق معاهدة السلام عام 1978 م .

أما النصوص التي لم تحدد زمن أحداثها فهي خمسة نصوص بنسبة (50%) وهي : " مات الملك " ،  "لون الكلام " ،  " القاتل خارج السجن " ،  " السادة لا يكذبون " ، و" حكاية مدينة الزعفران " .

ومن هذه النسب نكتشف أن النصوص التي لم تشر إلى وقت أحداثها تأتي في المرتبة الأولى بنسبة (50 % ) ، والنصوص التي أشارت إلى وقت أحداثها بشكل واضح ومباشر تأتي في المرتبة الثالثة والأخيرة بنسبة (20% ) ، وإذا عرفنا أن إحداهما جرت أحداثه  خلال حقبة تاريخية سابقة عن الحقبة التاريخية  التي كتبت فيها ، وهو نص " الرجل أكل وزة " الذى حدد المؤلف الفترة الزمنية لأحداثها من عام 1952 وحتى عام 1975 ، فإننا نستنتج أن النص الوحيد الذى حدد الفترة الزمنية  لأحداثه بالوقت التي كتب فيه هو نص " دستور يا أسيادنا " بنسبة (10 % ) .

 

ويرى الباحث أن هذا يرجع إلى :

§    تشدد الرقابة ورغبة المؤلفين من خروج نصوصهم إلى النور .

§    الرغبة في عدم المباشرة .

§    الرغبة في تعميم الفكرة على كل زمان .

§    الخوف من المساءلة القانونية.

§    كل ما سبق أو بعضه .

وهذه النتيجة تؤكد النتيجة التي توصلت إليها الدراسة من انعدام  حرية الرأي والتعبير كما جاءت في الدرامات المختارة – عينة الدراسة.

14- كشفت الدراسة أن النصوص المسرحية التي حددت مكان أحداثها بشكل مباشر أربعة نصوص بنسبة(40 % ) ، وهي نصوص : " دستور يا أسيادنا " ،  " الرجل الذي أكل وزة " ،  " المتفائل " ، و " القاتل خارج السجن " ، ومكان أحداثهم مصر . والنصوص المسرحية  التي حددت مكان أحداثها بشكل غير مباشر نصان فقط بنسبة (20 % ) وهما : " دماء على ستار الكعبة" ، و " يا آل عبس "ومكان أحداثهما مصر ، أما النصوص المسرحية التي لم تحدد مكان أحداثها فهي أربعة نصوص بنسبة (40 % ) وهم  : "حكاية مدينة الزعفران " ، " مات الملك " ، "السادة لا يكذبون " ، و" لون الكلام " .

ومن هذه النسب نستنتج أن النصوص التي لم تشر إلى مكان أحداثها تأتي في المرتبة الأولى بنسبة (40 % ) ،وهذا يشير إلى أن المؤلفين إما أنهم يتجنبون الصدام مع الرقابة ، أو أنهم يتجنبون المباشرة في عرض موضوعاتهم ، أو السببين معا ، كما تأتي النصوص التي أشارت إلى مكان أحداثها في المرتبة الأولى أيضا بنسبة (40 % ) ، وهذا لا يرجع إلى اتساع حرية التعبير ، لأن نصان من هذه النصوص الأربعة لم تحدد زمن أحداثها ونص ثالث حدد زمن أحداثه بحقبة تاريخية  سابقة. أما النصوص التي أشارت إلى مكان أحداثها بشكل غير مباشر فجاءت في المركز الأخير بنسبة (20 % ) ، وهذان النصان حددا زمانهما بشكل غير مباشر أيضا ـ، وربما هذا يرجع إلى تدعيم موافقة الرقابة على النصين .

15- طرحت نصوص " القاتل خارج السجن " ، " السادة لا يكذبون " ، " يا آل عبس " ، " مات الملك " و " حكاية مدينة الزعفران " بنسبة (50%) من عينة الدراسة حلاً لإشكالية العلاقة بين الحاكم والمحكوم يتلخص في حتمية ثورة المحكوم على الحاكم حتى ينتزع منه حريته ، في حين طرح نص " لون الكلام " حلاً لإشكالية العلاقة بين  الحاكم والمحكوم ، يتلخص في حتمية ضرورة مشاركة المحكوم الحاكم في الحكم لإزالة التوتر الحادث في العلاقة بينهما بنسبة (10 % ) ، كما طرح نص " دستور يا أسيادنا " حلا  لهذه الإشكالية من خلال " احترام الدستور من قبل الحكومة ، وذلك بنسبة (10 % ) من عينة الدراسة ، بينما لم تطرح نصوص " الرجل الذي أكل وزة " ، " المتفائل " ، و" دماء على ستار الكعبة" أية حلول لهذه الإشكالية بنسبة (30 % )

16-   الحاكم ينحل إلى مجموعة من الرموز والعلامات هي: العرش ، الصولجان ، الحاشية ، المال ، ولا يستطيع  أن يحكم بمعزل عن هؤلاء ..

17- النصوص التي كتبت باللغة العربية الفصحى ثلاثة نصوص بنسبة (30 % ) وهي : " دماء على ستار الكعبة " لفاروق جويدة ، " وحكاية مدينة الزعفران" للسيد حافظ ، " والسادة لا يكذبون " لكمال  الدين حسين ، والنصوص التي كتبت باللغة العامية أربعة نصوص بنسبة (40 % ) وهي  " المتفائل " لعلي سالم ، " القاتل خارج السجن" لمحمد سلماوى " دستور يا أسيادنا " لمحمود الطوخي ، و " الرجل الذي أكل وزة " لجمال عبد المقصود ، والنصوص التي كتبت بمزيج من الفصحى والعامية معا ثلاثة نصوص بنسبة (30 % ) وهي : " يا آل عبس " لصلاح عبد السيد ، " لون الكلام " لعلي عبد القوي  الغلبان  ، و" مات الملك "  لوليد يوسف .

18- نص واحد فقط كتب بالغة الشعرية الفصحى بنسبة (10 % ) وهو " دماء على ستار الكعبة " . .

19- البعض من المثقفين والمهتمين بالحركة الفكرية في مصر وفي كل بلاد العالم يرفضون تدخل الرقابة على الأعمال الأدبية والفنية والبعض الآخر يرون أنها ضرورية ولكن في حدودضيقة.

20- كشفت الدراسة أن لجوء المسرح السياسي إلى الإسقاط من خلال الأسطورة والتاريخ أو الرمز أو إلى إبعاد الزمان والمكان وعدم تحديدهما كان الغرض منه الإفلات من الرقابة المسرحية .

21- أول من طرح مفهوم المسرح السياسي هو أيروين بيسكاتور .

22- كشفت الدراسة أن  المسرح ولد سياسيا ، والمسرح بجميع أشكاله هو مسرح سياسي ، حتى هذا الذي تعمد الابتعاد عن السياسة هو سياسة ، بل أن البعض راح يؤكد أن الأدب جميعه هو سياسة .

23- المسرح السياسي يتوجه إلى الطبقات الكادحة ..تلك الطبقات التي تعاني الكثير من الظلم والفقر والحرمان والكبت والعزلة .

24- يرى الباحث أنه توجد مساحة لا بأس بها لحرية الرأي والتعبير بدليل أن هذه النصوص جميعها هاجمت النظام الحاكم بشكل كبير ،ورغم ذلك سمحت بنشرها وتداولها في الأسواق  والمكتبات.

 

توصيات الدراسة

 

1-  توصي الدراسة الحكومة والمسئولين على الرقابة بإتاحة مساحة أكبر من الحريات لكتاب المسرح حتى يعبِّروا عن أرائهم بكل جرأة وبشكل واضح وصريح بدلاً من اللجوء إلى الرمز الذي قد لا يفهمه أغلب الجماهير بسبب استمرار انتشار الأمية في بلدنا ، خاصة أن المسرح وسيلة إعلامية أقل انتشاراً من الدراما السينمائية والتليفزيونية ، بالإضافة إلى الانتشار الكبير والواسع لوسائل الاتصال الحديثة، مما يجعل تعنت الرقابة مع كتاب المسرح أمر يثير الضحك.

2-  توصي الدراسة كتاب الدراما بتناول الموضوعات السياسية بشكل أكثر جرأة ، لأن التذرع بأن الرقابة هي السبب أمر أصبح غير مقبول في عصرنا الحالي .

3-  توصي الدراسة كتاب الدراما والقائمين على الحركة الثقافية في الدولة أن يتحملوا مسئوليتهم تجاه أفراد الشعب اللذين يعانون الآن من تدني الوعي الثقافي والفكري لديهم ، ولا يقدموا أعمالا هابطة ، خالية من المضمون الفكري السليم وكل هدفها هو التسلية والترفيه ، لأن الفن هو قيمة فكرية قبل أي شيء آخر .

 

 

ملخص البحث باللغة العربية

 

تناول هذا البحث بالدراسة إشكالية العلاقة بين الحاكم والمحكوم – من وجهة نظر المسرح المصري – خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وذلك عن طريق تحليل المضمون لعشرة نصوص مسرحية تمت كتابتها خلال فترة الدراسة ، وتم الوقوف على طبيعة العلاقة  من خلال تحليل كل مسرحية من المسرحيات المختارة - عينة الدراسة – تحليلا ضمنيا ، وتفكيك مضمونها إلى أربعة محاور ، يشكل كل محور ملمحا من ملامح العلاقة بين الحاكم والمحكوم  :

الملمح الأول : هو قراء تفسيرية للنص محل الدراسة . والملمح الثاني  يرسم صورة للحاكم وصورة لمحكوم كما يعكسها النص المسرحي . والملح الثالث  يوضح مدى حرية الرأي والتعبير لدى المحكوم ومدى الممارسات المضادة للحاكم حيال هذه الحرية .والملمح الرابع:  نتعرف من خلاله على رأي الحاكم في المحكوم ورأي المحكوم في الحاكم كما يعكسهما النص المسرحي موضع الدراسة.

ومن خلال تجميع هذه الملامح مع بعضها البعض مرة أخرى نتوصل إلى الشكل النهائي للعلاقة التي تربط الحاكم بالمحكوم كما يعكسها المسرح المصري .

أهمية الدراسة :

ترجع أهمية هذه الدراسة إلى ندرة الدراسات التي تناولت المسرح والسلطة بشكل عام ،وهذا المحور من دراستنا بشكل خاص .

أهداف الدراسة :

1-  تهدف الدراسة إلى التعرف على طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم كما تعكسها النصوص المسرحية المصرية خلال فترة الدراسة .

2-  تهدف الدراسة إلى التعرف على صورة كلا من الحاكم والمحكوم كما صورتها النصوص المسرحية خلال فترة الدراسة .

3-  تهدف الدراسة إلى التعرف على المساحة المتاحة لحرية الرأي والتعبير كما تعكسهما النصوص المسرحية المصرية خلال فترة الدراسة .

4-  تهدف الدراسة إلى التعرف على رأي الحاكم في المحكوم ورأي  المحكوم في الحاكم كما تعكسهما النصوص المسرحية المصرية خلال فترة الدراسة.

تساؤلات الدراسة :

·       ما هي طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم في المسرح المصري خلال فترة الدراسة ؟ 

·       ما هي صورة الحاكم وصورة المحكوم  كما يعكسهما المسرح المصري خلال فترة الدراسة ؟

·   ما هو رأي الحاكم في المحكوم ، وما هو رأي المحكوم في الحاكم كما يعكسهما المسرح المصري خلال فترة الدراسة ؟

·       ما مدى اتساع حرية الرأي والتعبير المتاحة للمحكوم كما يعكسهما المسرح المصري خلال فترة الدراسة  ؟

حدود الدراسة :

·       الفترة الزمنية من عام 1980 م وحتى نهاية عام 2000 م هي حدود هذه الدراسة.

نوع الدراسة :

·       تنتمي هذه الدراسة إلى البحوث الوصفية .

أدوات الدراسة :

·       أداة تحليل المضمون .

عينة الدراسة :

مجموعة من النصوص المسرحية التي تناولت العلاقة بين الحاكم والمحكوم والتي كتبت في العقدين الأخيرين من القرن العشرين .

مفاهيم الدراسة :

أ - المسرح السياسي

هو استخدام خشبة المسرح لتصوير جوانب مشكلة محددة مع تقديم وجهة نظر محدودة بغية التأثير في الجمهور أو تعليمه بطريقة فنية تعتمد على كل أدوات التعبير التي تميز المسرح عن كل ضروب الفنون الأخرى .

ب- (الرقابة )

هي إجراء وقائي تتولى تنفيذه وكالة حكومية .

نتائج الدراسة :

1-      العلاقة بين الحاكم والمحكوم هي علاقة تنافرية وسلبية ، يسودها التوتر والانفصال عن الآخر.

2-      مساحة حرية الرأى والتعبير المتاحة للمحكوم ما زالت مساحة صغيرة .

3-      صورة الحاكم : ظالم ، مستبد ، منعزل عن المحكوم .

4-      صورة المحكوم : منافق ، جبان ، كسول ، ومتواكل ، فقير ،مغترب .

5-      الحاكم ينحل إلى مجموعة رموز وعلامات وهما : العرش ،الصولجان ، الحاشية ، الثروة .

6-      كل أشكال المسرح تنتمى للمسرح السياسي .

7-      يرى الباحث أن هامش الحرية المتاح للمثقفين هامش لا بأس به

 

                                 

              Al-Menufia University  

Faculty of Specific Education  -  Ashmoon                                     

   Department of Media                

                                       APPROVAL SHEET   

  The Researcher : Farag  Omar  Ali  Farag   

Title of Thesis : The Relationship between the Ruler and  the Ruled in the Egyptian Theatre  (1980 – 2000)

Degree : Master in the Media (The Theatrical Arts )

  thesis has been approved by

Signature 

Profession                            

        Name         

 

Prof.of  Drama and Criticism in the Supreme Institute forthe Theatrical Arts.                         Arts Academy  

      Prof.Dr.                 

Esam Abd El-Aziz Abd Alla

 

Prof.of Décor and Expressive Arts , The     Faculty of Sine Arts , and the Head of the Department of The Theatre , Faculty of Arts , Helwan University .       

Prof.Dr.                    

Mahmoud Hamam  Abd Latief             

 

 Prof.of  Drama and Criticism    and     Dean of Institute forthe Theatrical Arts -  Arts   Academy                       

                 

 Prof .Dr.                  

 Hsan Mahmoud Attia

 

Assistant Prof. of  Acting and Directing   , and the  Head of the Department of Media , Faculty of Specific Education Al-Menufia University.

      Prof .Dr.                

Mostafa Mostafa     Hasheesh     

 

Date :25 / 2 /2009                          Committee incharge                           

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



 http://islam web .org / ver2/ library / books category.php?flag=1&bk-no=33&ID=56 ([1])

([2]) محمود الطوخي : مسرحية دستور يا أسيادنا " القاهرة ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، نصوص مسرحية 45  ص 9

([3]) موسوعة المجالس القومية المتخصصة – 12 – القاهرة ، الاعلام والفنون ، ص 387 .

([4]) أحمد هاشم : المسرح الملحمى فى مصر (4) ، القاهرة ، مجلة " أفاق المسرح " ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، العدد 12 يونية 1999 ، ص 273  .

([5])  أنشأ " القبانى " مسرحاً تمثيلياً عربياً ، ويذكر له كل الدارسين والمشتغلين بالمسرح ، أنه كان بمثابة اللبنة الأولى الحقيقية لخشبة المسرح ، ليس فى مصر والشام وحدهما ، بل على إمتداد الوطن العربى كله ، وكانت بداياته فى دمشق ، حيث كانت باكورة إنتاجه المسرحى ، تلك المسرحيات التراثية ، التى اعتمد فيها على التراث العربى ، فى فتراته المجيدة ، مثل  " ألف ليلة وليلة " ، " ناكر الجميل " ، " هارون الرشيد" ، " أنيس الجليس " وغيرهم . وكان عام 1884 بمثابة انطلاقته الفنية الثانية ، حيث رحل إلى مصر ، مصطحباً معه جوقة من المنشدين والعازفين والمشخصين ، و كون بهم  القاعدة الأساسية للمسرح العربى ، حيث وجد في مصر المناخ ، والامكانيات ، الفنية الملائمة ، والجمهور المتذوق الحساس . ( أنظر .. مكتبة الأسرة .. من مسرح الشيخ أحمد أبو خليل القبانى .. سلسلة المئويات ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب .. مهرجان القراءة للجميع .. 2005 .. ص 5-6 ) .

([6]) محمد عويس : البحث العلمى وممارسة الخدمة الاجتماعية ، القاهرة ، دار النهضة العربية ، 1998-1999 ، ص 157 . 

([7]) نفس المرجع .

([8]) محمد عبد الحميد : البحث العلمى فى الدراسات الاعلامية ،ط1 ، القاهرة ، عالم الكتب ، 2000 ، ص 216 .

([9]) راجية أحمد قنديل : صورة إسرائيل فى الصحافة المصرية ( أعوام 1972 ، 1974 ، 1978 ) ، رسالة دكتوراه ، جامعة القاهرة ، كلية الإعلام ، 1981 ، ص (4) .

([10]) مجلد ثقافة الطفل التاسع والعشرون 2005 : صورة الأنثى فى التعليم الأساسى ، القاهرة ، المجلس الأعلى للثقافة ، المركز القومى لثقافة  الطفل ،ص 31 .

([11]) محمد الوفائى : مناهج البحث فى الدراسات الاجتماعية والإعلامية ،ط1 ، القاهرة ، 1989 ، مكتبة الأنجلو المصرية ، ص 148 .

([12]) سمير حسين  : بحوث الاعلام .. دراسات فى مناهج البحث الإعلامى ،ط3 ، القاهرة ، عالم الكتب ، 1999 ، ص 233 .

([13]) عادل فهمى البيومى : دور التليفزيون المصرى فى تكوين الوعى الاجتماعى ضد الجريمة ،رسا لة  دكتوراه ، كلية الإعلام، جامعة القاهرة، 1995، ص41.

([14]) إسماعيل على سعد  : المجتمع والسياسة .. دراسات فى النظريات والمذاهب والنظم ، ج. م. ع ، الإسكندرية ، دار المعارف الجامعية 1995 – ص 51 .

([15]) عبد العزيز حمودة  : المسرح السياسى ، ط1 ، القاهرة ، الأنجلو المصرية ، المقدمة ، ص ص أ - ب

([16]) إبراهيم حمادة : معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية – القاهرة – دار المعارف – ص 124 .

([17]) كمال الدين حسين  : مدخل لفنون المسرح ، ط1 القاهرة ، الدار المصرية اللبنانية ، 1998م ، ص 1 .

([18]) إبراهيم حمادة : مصدر سابق . ص 223 .

([19]) أحمد العشرى : مقدمة فى نظرية المسرح السياسى ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1989 ، ص 147

([20]) السيد حافظ : مسرحية حكاية مدينة الزعفران ، القاهرة ، قطاع الآداب بالمركز القومى للفنون التشكيلية والآداب، كتاب المواهب، 198، ص 23.

([21]) المصدر السابق : ص 20.

([22]) المصدر السابق : ص 32.

([23]) المصدر السابق : ص 40

([24]) المصدر السابق  : ص 43– (السيد حافظ)

([25]) المصدر السابق  : ص 43

([26]) المصدر السابق  : ص  ص 52 - 53

([27]) المصدر السابق  : ص  53

([28])  المصدر السابق  : ص ص 54 – 55 ( السيد حافظ )

([29]) المصدر السابق  : ص ص 61 – 62

([30]) المصدر السابق  : ص ص 65 -  66

([31]) المصدر السابق  : ص 66

([32]) المصدر السابق  : ص ص  96 – 97 .

([33]) المصدر السابق  : ص ص 101 – 102 (السيد حافظ)

([34]) المصدر السابق  : ص 109

([35]) المصدر السابق  : ص 111

([36]) المصدر السابق  : ص 112

([37]) المصدر السابق  : ص 115 (السيد حافظ)

([38]) المصدر السابق  : ص 118

([39]) المصدر السابق  : ص 39

([40]) المصدر السابق  : ص 63

([41]) المصدر السابق  : ص 62 (السيد حافظ)

([42]) المصدر السابق  : ص ص 90-92 

([43]) المصدر السابق  : ص 110 (السيد حافظ)

([44]) المصدر السابق  : ص 31. (السيد حافظ)

([45]) المصدر السابق  : ص 35.

([46]) المصدر السابق  : ص 117.

([47]) المصدر السابق  : ص 120.

([48])  المصدر السابق  : ص 78.

([49]) المصدر السابق  : ص 111.

([50]) المصدر السابق  : ص 78.

([51])  المصدر مرجع السابق  : ص 78. (السيد حافظ)

([52]) المصدر السابق  : ص 79.

([53]) المصدر السابق  : ص 46.

([54]) المصدر السابق  : ص 47.

([55]) المصدر السابق  : ص 47.

([56]) المصدر السابق  : ص 103. (السيد حافظ)

([57]) المصدر السابق  : ص 38.

([58]) المصدر السابق  : ص 44.

([59]) المصدر السابق  : ص 111.

([60]) المصدر السابق  : ص 70.

([61])  المصدر السابق  : ص 63.

([62]) المصدر السابق  : ص 36. (السيد حافظ)

([63]) المصدر  السابق  : ص 37.

([64]) المصدر السابق  : ص 44.

([65]) المصدر السابق  : ص ص 74-75.

([66]) المصدر السابق  : ص 98.

([67]) المصدر السابق  : ص 116. (السيد حافظ)

([68]) المصدر السابق  : ص 41.

([69]) المصدر السابق  : ص 43.

([70]) المصدر السابق  : ص 56.

([71])  المصدر السابق  : ص 81. (السيد حافظ)

([72]) المصدر السابق  : ص 117.

([73]) المصدر السابق  : ص 38.

([74]) المصدر السابق  : ص 39.

([75]) المصدر السابق  : ص 43.

([76]) المصدر السابق  : ص 119. (السيد حافظ)

([77]) المصدر السابق  : ص 45. (السيد حافظ)

([78]) المصدر السابق  : ص 119. (السيد حافظ)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More