Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021

56قراءة فى مسرحية ظهور واختفاء أبي ذر الغفارى بقلم عبد الرحمن أبو عوف - مصر

 

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

( 56 )


قراءة فى مسرحية
ظهور
واختفاء أبي ذر الغفارى
بقلم
عبدالرحمن أبوعوف -  مصر

 

دراسة من كتاب

المسرح التجريبى بين المراوغة واضطراب المعرفة

 

 

قراءة فى مسرحية
ظهور
واختفاء أبي ذر الغفارى
بقلم
عبدالرحمن أبوعوف -  مصر

مدير تحرير مجلة الرواية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تشكل مسرحية ( ظهور واختفاء أبي ذر الغفارى ) للكاتب المسرحى الطليعى ( السيد حافظ )  ذروة اكتمال النهج المسرحى التجريبى الذى نجده موزعاً فى كلية أعماله... إنها تقوم فى بنائها النسقى ومضمونها المتعدد الجوانب على معطيات عديدة من للمسرح السياسى ومسرح اليسار الجديد , مسرح التحريض والدعوة إلى فعل وتحديد موقف من واقع غير معقول وغير إنسانى ويتبدى فيها الموضوع المعتمد على شخصية تراثية تملأ الوجدان الجمعى العربى غير أنها لا تقدم تاريخ حياة أو سيرة بطل أو معالجة حدث تاريخى بل تنشد آفات ومناقشة الوضع المعاصر والمصير الإنسانى لشعب العربى الواقع عديد من أجزائه تحت سلطة وتيرة القهر وحرمان الجماهير من الحرية والعدالة والحياة الإنسانية. 

المظهرة من الاستغلال:

ولعل قراءة بعضا من إبداعات السيد حافظ المسرحية مثل (الحانة الشاحنة العين تنتظر الطفل العجوز الغاضب) و(حكاية مدينة الزعفران) و(6 رجال فى معتقل 500 شمال حيفا) و(حكاية الفلاح عبد المطيع) و(علمونا أن نموت وتعلمنا أن نحيا) تؤكد أنه مسرح يعى جيدا علاقته بالنضال الاجتماعى والتاريخى ويرى بحق – أن الفن المسرحى مثل سواه من الفنون لم يقفز ابدا فوق الخبرة التاريخية من هذا فلابد أنه استخدم ويمكن أن يستخدم على هذا الجانب أو ذلك من دراما الصراع الطبقى وتاريخ الثورة ينبئنا أن المستغلين والمقهورين عرفوا مصادر استغلالهم وقهرهم قبل أن يتبلور وعيهم بأنه طبقة اجتماعية تستطيع الاحاطة بهذه المصادر وتولى السلطة لصاحبها، لهذا فإن الفن والمسرح بوجه خاص، كان فى أوقات كثيرة فنا مقاتلا.

* غير أنه مسرح يعتمد على البديهية البسيطة وهى أن المسرح يجب أن يكون مسرحا بمعنى أنه يقدم مسرحية لا محاضرة أو قصة أو حشدا من الافكار أو منشورا دعائيا.

* ويتشكل النسق البنائى أو المعمارى لمسرحية ظهور واختفاء أبو ذر النفارى من ثلاث بؤر البؤرة الأولى التفسير والبؤرة الثانية الإدراك والبؤرة الثالثة الموقف وتترابط الثلاثة بؤر إرتباطا عضويا ولكنه ليس إرتباطا آليا تقليديا كبداية ووسط ونهاية هو إرتباطا جدلى بمعنى النقيض ونقيضه ثم الفكرة المركبة وبذلك يتبدى السرد المسرحى عن واقع فنى هو إعادة وعى للواقع الإنسانى يقذف هذا الواقع بمادة جديدة ويسمح للمادة القديمة أن تختفى عن الأنظار ولكن الذات الباحثة ذات الفنان التى تقع فى قبضة حركته الدائبة تكون مع ذلك قادرة على أن تكتشف الاتجاهات التى لم تفهم دلالتها من قبل وتطور الأشكال الجديدة مرتبط أوثق الإرتباط بهذا الاستكشاف النشط الدائب للواقع.

* ولعل نظرة أولية فى مستوى الانطباع تطرحها هذه المسرحية... إنها تناقش قضية العدل الانسانى وتغنى لصراع الشعب ضد تحكم السلطة وتقدس نضال الجماهير من أجل انتزاع حقهم فى الحياة والعمل والابداع بتأكد حلم هؤلاء البسطاء فى حلم أبى ذر الغفارى.

* قد كنت أحلم بالكلمة – السيف – بالكلمة السوط فى يد المظلوم تقلم الظالم، لكن العالم ما بين تسامح عيسى والنوم على التخمة واللذة على الظالم ان يلقى من يده بعض فتات المائدة الممتلئة بحساء دواجن أو لحم مشوى أو طير أخرس مقصوص الريش لكن الطير الأخرس ينهض بعد أن ظل طويلا مذبوحا حين علق مشبوحا فى الحلق منتظر ضوء الفجر القادم أبيض كان أو أسود كان.

* وتبلور كلمات (المؤدى) كيف يتصور الشعب أبوذر الغفارى فيقول يا حليف البسطاء يا عدو للصوص، يا غريب فى زمان همجى، يا فقيرا فى مكان همجى : يا أباذر :تعالى، وأنتظر كالضوء فى جوف الجبال وانفجر كالضوء فى سقف السماء أنهم ينتظرونك كلهم ينتظرونك فأخرج الان إليهم يا فقير مثلهم، يا شجاعا مثلهم يا أباذر وحدق فى وجوه الفقراء.

* وأبوذر يعلم الناس فى الأسواق فيقول : لا – لا يا أصحابى الخوف هو الذى أحمكم وأخرسكم لقد رأيته بعينى يدخل بيوتكم فى الليل مدعيا أنه من رجال الشرطة السرية مدعيا أنه من رجال العيون السرية(ويتقدم نحو المسرح).

جئت لفصل الناس عن الناس.

لأنذركم إنه عصر الموت للروح هل تدركون أصحابى كيف ينفيكم الخوف وأنتم فى بيوتكم تتضورون جوعا وتنامون على الحزن والفقر والحاجة؟

* وتقع أحداث هذه المسرحية فى دولة (فردوس الشورى) الفردوس الأخضر سابقا أى أنها ليس لها موقع جغرافى على خريطة العالم لأنها تقع على حدود الأزمان والأمكان بعنى أنها دولة(معنوية) تظهر فى عصور التخلف والعجز والقهر والهزيمة.

* وقضية المكان فى مسرح السيد حافظ تحتاج لبعض المناقشة فهو ليس محدد بحدود الواقعية المألوفة بل هو مكان فنتازى، تجريدى يقع على حافة الاحتمال غير المحدد بمحددات آلية. وهو واقع مكانى خاص، متحرر من المواصفات الشكلية المعتادة غوص فى اللامحدود والوهمى والشبحى، يسمح بحريات اسعة للحركة وانتقالات الممثلين فى ظهور واختفاء أبوذر الغفارى يقع الاحداث فى دولة فردوس الشورى الفردوس الأخضر سابقا اى أنها دولة ليس لها موقع جغرافى على خريطة العالم مما يسمح بعمومية وإنسانية الحدث والقضية المسرحية المثارة.

وفى مسرحية (الحانة الشاحبة العين تنتظر الطفل العجوز الغاضب) المكان فى جزيرة السمان – فى صحراء رام الله فى خطوط المواجهة(السويس والاسماعيلية) فى داخل الأرض المحتلة فى بقاع أخرى من المجتمع.

فى مسرحية حكاية مدينة الزعفران

على المسرح برتكبلات 80 سم، 120 سم، 40 سم، 60 سم فى شكل مدرج مما يسمح لهذه المستويات بأن تكون هناك عدة مشاهد وعدة مناظر وعدة أمكنة.

* وهكذا فى معظم مسرحياته تتحدد فلسفة درامية المكان تقترب من عالم خيالى يعيش فيه اشخاص ليس لهم من صفات الانسانية سوى الحركة والهيئة وشخصية الدراما الرمزية اكثر من ابطال الرومانطيقية تتحرر عن الانسانية اليومية وهذه الشخصيات وقد أخذت صورا تصل لحد التجريد فهى فى الغالب محملة بمعان رمزية تجردها عن كل ذاتية غير انها فيما نناقش من قضايا وهموم الانسانية عن السلطة والثورة والصراع الاجتماعى والمصير الانسانى تقترب من الواقع وتتجاوزه لواقع وأكثر فرحا وتقدما فى النهاية إنسانية الإنسان.

* ونعود لتحليل المسرحية إن وصف الدولة التى تدور فيها أحداث ووقائع المسرحية تحدده هذه الكلمات.

حوائط البيوت الضيقة المختلفة وسقوف الاكواخ بين كل لص والجمع من الفقراء المساكين وبين الحق والباطل سجون الجلادين، وبين قصور السلاطين والأمراء بيوت الفقراء بلا طعام والموائد تمتد فى حدائق القصور الغناء بأطيب الطعام وهما فى المدينة بين كل رجل ورجل رجل من الشرطة السرية.

فى حين يتساءل الشعب فى الجانب الآخر على لسان (الكورس).

* هذا هو السؤال، ما بيننا وبينكم هو السؤال، الحكم شورى أيها الرجال لكن لمن؟ وبين من ؟ وضد من ؟ هذا هو السؤال.

* انها مدينة تنتشر بها الشرطة والمخبرين يحصون على الناس حركاتهم وسكناتهم نجدهم فى الاسواق والمقاهى وفى كل التجمعات.

* ففى هذا الجو الخانق واللاإنسانى تتردد أسطورة ظهور أبو ذر الغفارى إنها أسطورة خلقها حلم البسطاء والمطحونين والمنبوذين والباحثين دون جدوى عن العدالة والطمأنينة.

 

ولنتأمل هذا الحوار

صوت(1) أبوذر

صوت(2) من اينت اتيت من بيتك أم منفاك؟

أبو ذر!: لا فرق منفاى أنين الجائع وإنكسار المظلوم وجوع الفقراء.

صوت(1) أنت بيننا ولا ندرى.

أبوذر: وأجوع وأعرى وأصرخ وأنادى يا فقراء يا مظلومين يا ائعين اضربوا بسيف الجوع.

صوت(4) يا أباذر لم نسمع نصيحتك إلا الآن فى هذها للحظة هل يقبل هذا العذر.

صوت(5) لقد أصمنا الجوع واخرسنا الفقر يحدق فى وجوههم ثم تتغير نبرة صوته.

لا لا يا أصحابى الخوف : الخوف هو الذى أصمكم وأخرسكم لقد رأيته بعينى فى بيوتكم فى الليل مدعيا أنه من رجال العيون السرية.

يتقدم نحو المسرح.

جئت لفصل الناس عن الناس جئت (يخطو نحو المسرح) لأنذركم إنه عصر للروح هل تدركون يا أصحابى كيف ينفيكم الخوف وأنتم فى بيوتكم تتضورون جوعا وتنامون على الحزن والفقر والحاجة.

* هذه المقتطفات من مشاهد المسرحية قد اخترناها بصعوبة ربما لتعقد البنية الشكلية فى صياغات الزمان والمكان فى هذا العمل.

* والملاحظ هنا أنه لم يعد تفتت الزمان والمكان كما كان فى عهد الرومانطيقية فى خدة الواقعية الرومانتيكية بل نراه يساهم فى تحليل العمل واعطاء المشاهد المتعاقبة قيمة مستقلة تشابه قيمة اللمسة الملونة فى رسم لوحة ماء وقد تعزل (اللوحة) أحيانا المشهد عن الاستمرار الدراماتيكى وتعطيه وحدة مطلقة تحط من قدر الحبكة وتخضع كل حركة لنقد المشاهدين وذلك هو مغزى ادخلها المؤلف فى مسرحياته والتى تعلن اللافتات عن مبرراتها وتكشف عن غايتها وفى مثل وجهة النظر هذه فإن تفكك الزمان والمكان قد أتم عملية تهديم شكل المسرح بعظمة وهم سخيف بل يثير على العكس فى نفسه تفكيرا نقديا بناءا يوازى هذه الفلسفة الدرامية وضع المؤلف ممثلية فى بيئة الديكور حيث حطم بالتالى تلك الشكلية والتجميع التى تميز المسرح البراجوزى كذلك استخدم الدرجات والمصاطب التى يجعل الحدث على أكثر من مستوى واحد وأكد ضرورة أن تكون جميع الحركات والإيماءات داخل الفترة التى يحددها إطار المسرحية.

وهكذا وبين الحلم والواقع العينى والمتخيل تقع وقائع وأحداث المسرحية فأبوذر الغفارى يقلق منام كل من السلطات فاتك وابنه أبو المجون يتبدى لهم فى الحلم الواقع يذكرهم بالجوعى والمظلومين.

يقول للسلطان لا تأكل مال الفقراء، أعتق نفسك من نفسك يعتققك الفقراء إنى سأنزل إلى المدينة سأنزل إلى الاسواق وأحاور العامة سأشهر سيف الحق فى وجهك سيلتف على عنقك حبل النار.

* ويأمر السلطان العسكر والمخبرين بالبحث عن أبى ذر وتندس عيون السلطان فى كل مكان.

فالعامة بدأت أصواتها بالشكوى والتمرد ترتفع.

* ويظهر ثلاثة خطباء فى ثلاثة بقع ضوئية على خشبة المسرح وفى كل بقعة جمهرة من الناس.

خطيب(1) لا تلقوا اللوم على اللهو والمجون أو التقارير السرية.

خطيب(2) أو شراسة الشرطة.

خطيب(3) أو دهاء الملثمين.

ويستمر حوار الخطباء الثلاثة بطريقة دائرية فكل منها يكمل الآخر فى الحوار حتى يختلط الأمر على الملثمين.

ويستمر حوار الخطباء بطريقة دائرية فكل منهما يكمل الآخر فى الحوار حتى يختلط الامر على الملثمين؟

- لماذا لا تسألون أنفسكم أيها الناس؟

- لماذا لا يكون الحكم. شورى قولا وفعلا؟

- لماذا لا تختارون مجلسا من بينكم وفق أصول الشورى يخطط ينفذ بحكم؟ وتكونوا رقباء عليه.

- ولماذا لا تملكون فى أيديكم حق العزل؟

- وحق المساءلة.

- وحق الاعتراض

- وحق التعديل

- وحق المؤاخذة

ويظن الحراس والشرطة أن كل من هؤلاء الخطباء الثلاث يمكن أن يكون أبو ذر الغفارى ويحتارون فيما بينهم ويستقر الأمر على اعتقال الثلاثة وتقديمهم للمحاكمة.

* ولا يصدق السلطان فهو مؤمن أن أبا ذر مازال موجودا.

- لقد نزل أبو ذر إلى الصالة واندس وسط الناس يا أغبياء انزلوا إلى الصالة وفتشوا عنه وسط الناس اقبضوا عليه فى الصالة يا أغبياء يا جهلة.

سمعا وطاعة يا مولانا السلطان ينزلون إلى الصالة، وفى اعتقادى ان المسرحية تنتهى عند هذا الحد. فالجزء الثالث أو البؤرة الثالثة – الموقف لا تضيف للموضوع جديد بل يمكن أن يقال أنها تعمقه.

قد قدم الخطباء الثلاثة إلى المحاكمة ورفض القاضى سيف الدولة الفاروق أن ينظر تلك المحاكمة لتلفيق التهمة ولأنه هو أيضا ينزع إلى العدل ومن أنصار وتلامذه أبو ذر الغفارى وقد لفتت التهم فى محاكمة شكلية وجئ بالشهود وادلوا كل منهم بأن كل خطيب من الثلاثة هو أبو ذر.

- لقد فصلوا القانون على مقاس الحكام

- بأسم القانون.. نغلق افواهنا

- ونسكت على الظلم ونرضخ وننحنى ونساق إلى السجن.

بعد أن يشككوا كل واحد فى الآخر يشك فى بيته وفى جيرانه، وفى أصحابه وفى رفقائه. ثم يشك فى المدينة يواصل سيطرته على الناس وفى النهاية يتوالد الشك والخوف.

ومادام الناس يخافون.. فإنهم لن يتكلموا ويتعلمون الاستسلام لكل شئ. الظلم والقهر والفقر والانحناء ثم - ثم يبدأ الشك مرة أخرى دورة كاملة.. تبدأ من الشك وتنتهى بالشك (الناس يتدخلون فى الحديث)

- لن نسكت هذه المرة.

- سنتماسك فى وجه الشك.

- وعلينا أن نقف أمام – حائط السجن.

(تدخل الشرطة وتلقى القبض على الرجل) ويستقر رأى السلطان والحاشية على تدمير سمعة القاضى سيف الدين الفاروق فيتهمونه بالرشوة والافك والفسق والخبل بديل أنه كان ينتحل شخصية، أبى ذر الغفارى، ويتعامل مع السحر ويظهر فى ثوب ساحر ويدخل القصر فى هيئة (أبى ذر) ويعلق الكورس : انقسم الناس فريق مع (أبى ذر) وفريق ضد (أبى ذر).

وقال البعض أن (أباذر) حى والبعض الآخر قال إنه ميت لكن ظهور (أبى ذر) واختفاءه مازال لغزا ووسط البلبلة تنتهى المسرحية على نشيد الكورس.

الكورس: لا (أبوذر) لم يمت إنه حى بين الناس أنه بينكم... أيها الناس.

أنظروا هاهو (أبوذر)

فتشوا عنه

أنه بينكم

"بوذر" بينكم

فتشوا عنه وأحموه

إنه بينكم

(أبوذر) بينكم أيها الناس

(ستار بطيئ)

* تلك مسرحية شجاعة تناقش قضية حيوية مطروحة على ساحل النضال العربى... تناقش وبعمق قضية العدل الانسانى وتتخذ من رمز نضال أبو ذر الغفارى الغائر فى وجدان الشعب العربى منهجا لتفجير قضية العدالة وحكم الشعب بالشعب ذاخر بالحيل الجمالية التى تؤكد أن المؤلف مشغول بجعل الكائنات التى تعيش فوق المسرح كائنات من واجبها أن تقدم ما أسميه سحنة من الواقع الذى يسمو على الواقع الذى تجده عادة لدى الناس الذين تتصل بهم من جراء تجربتنا اليومية.

ويبقى أخيرا أن نناقش اللغة اللاواقعية فى هذه المسرحية.

لقد رفض تبنى المسرح الطبيعى الواقعى الأسلوبى لقد تبنى اسلوبا بليغا شعريا مدعوما بعيدا عن اللغة اليومية بعد الشعر عن النثر. فشخصياته يعبرون بلغة مصطنعة تصويرية متعددة عاطفية وفلسفية رومانتيكية وشعرية وأحيانا مغلفة بالصور فهو يحاول إعادة سلطان وعظمة الشعر ولكن هل الشعرية طغت على الدراما.

وأيا كان الأمر ففى وسط هذا السقوط الذى يقدمه المسرح التخريبى والقطاع الخاص مسرح التسليمة والتهريج نجد أن لدينا جيل طليعى يقدم فى صمت وصلابة هذا النوع المسرحى الجدير بالعرض والذى يؤكد صدق ما قاله(أريك بنتلى) واحد من أعظم منظرى المسرح ونقاده فى هذا العصر.

على فنان المسرح أن يختار إما أن يكون ثائرا أو يكون مطية الطبقة الصاعدة.

عبد الرحمن أبو عوف

مجلة الفنون السنة العاشرة

العدد 41/ص63-64 أكتوبر1990

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More