دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 88 )
الموتيف في رواية " قهوة سادة "
للأديب / السيد حافظ
بقلم: دينا نبيل عبد الرحمن
دراسة من كتاب
((التشظى وتداخل الأجناس الأدبية فى الرواية العربية))
" الجزء الأول "
إعداد وتقديم
نـجـاة صـادق الجشـعمى
الموتيف في رواية " قهوة سادة "
للأديب / السيد حافظ
بقلم: دينا نبيل عبد الرحمن
توطئة:
في محاولة لتصنيف الحكايات الشعبية العالمية، قام عالم الفلكلور الأمريكي ستيث طومسون بوضع "معجم الموتيفات في الأدب الشعبي" عام 1932، مؤثثاً بذلك مصطلح "الموتيف" لأول مرة والذي صار فيما بعد أساس نظرية فلاديمير بروب في دراسته وظائف بُنى الحكاية العجائبية. ولم يتوقف مصطلح الموتيف عند حدود الحكايا الشعبية والأساطير، وإنما تجاوز كونه (أصغر وحدة جزئية في الحكاية الشعبية [.. ] لتصبح منهجاً متكاملاً لفهم كثير من الظواهر الثقافية والفنيّة)[1]؛ فصار جزءاً من الفنون التشكيلية والموسيقى إلى جانب الدراما والقص. والموتيف كما يعرّفه د. سليمان العطّار، هو (موقف نمطيّ يتكرر منتزع من الواقع على يد الخيال، وله ملامح محددة لها قدر كبير من الثبات بعد انتزاعه من موضعه في سياق عدد غير محدد من الأعمال الأدبية الشعبية والفردية ثم تجريده، ثم يصنف في مجموعات يطلق على كل منها إطاراً موتيفياً)[2]، ومثال ذلك الفتاة التي تغادر المكان مخلفة فردة حذائها، فيمكن أن يتغير تشكيل وحدة التعرف على الفتاة ليصبح منديلاً في حكاية أخرى، ومثال آخر الشخص الذي يعود بعد غياب ولا يتعرف عليه أحد إلا من علامة في جسده ، وقد تتغير تلك الوحدة وتصير خاتماً مثلاً أو قرطاً ، فبالرغم من اختلاف تشكيل الموتيف إلا أنّ ملامح الموقف ذاته تبقى نمطيّة. وقد يحوي العمل الأدبي الواحد أكثر من موتيفة، فتبدو الموتيفات كتمفصلات وتعشيقات تفرز ظواهر وتقنيات تؤثر في البنية السردية، ومن ناحية أخرى تسهم في تحفيز الموضوعة الرئيسة التي يدور حولها العمل الأدبي.
ورواية " قهوة سادة " للأديب السيد حافظ الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب لعام 2012، رواية ملحمية ليست الأولى للكاتب المسرحي الكبير، الذي أضافت تجربته المسرحية حسّاً فريداً في كتابته الروائية، فــــ(كاتب المسرح ليس إلا سياسياً مبدعاً، يسيطر على ما حوله من واقع مفتت سيطرة الوعي المضيء، فيسعى للملمة شمل الفتات المتناثر خالقاً منها صورة متناسقة ذات نظام في عالمه)[3]. والرواية تنقسم إلى جزئين: "حكاية سهر والعشق والقمر" والتي تمثل الواقع المعيش بين مصر وسوريا بعد حلّ الوحدة بينهما عام 1958، والجزء الثاني: "حكاية نفر وإخناتون والنيل" والتي هي حكاية داخل حكاية ، يتنقل فيها القارئ بين مصر الفرعونية ومصر الحديثة والشام، وهي محاولة لسبر أغوار الشخصية المصرية في واقعتين تاريخيتين فاصلتين من تاريخ مصر: هزيمة 67 وثورة إخناتون لتوحيد الآلهة، بوصف الرواية الشكل (الملحمي المرن القادر على تصوير وتحليل وتجسيد بانوراما الحياة المصرية في كليتها الاجتماعية والسياسية والأخلاقية في سباق التطورات والتحولات السياسية والاقتصادية)[4]، ثم يجمع الكاتب تلك المشاهد المتوالية - الأشبه بالمشاهد المسرحية التي تنبثق من بعضها وتتنقل عبر الزمان والمكان - في توليفة واحدة مما أضاف إلى ثرائها وعمقها. واستعان الكاتب في لحم هذا التقطيع بتعشيقات موتيفية استعارها من الحكايا الشعبية في التراث العربي والأساطير المصرية القديمة والسومرية والإغريقية مما أعطى العمل عالمية أشمل، إلى جانب توظيف الرؤى الصوفية والتوثيقات التاريخية والصحفية، للتركيز على موضوعة وحداوية العالم وانبثاقه من ذات واحدة ألا وهي الروح .
المحاور:
1- مأتم الجسد (الفناء)
2- البناء والهدم
3- الثورة
4- البحث عن الذات والخلاص
1- مأتم الجسد (الفناء):
يأتي العنوان الموضوعاتي " قهوة سادة " معتمداً على مضمون الرواية عن طريق (المجاز المرسل والكناية المتعلقة بموضوع لا يتموقع الحديث فيه كثيراً)[5]، فاستعان الكاتب بالوحدة الدلالية - القهوة السادة – التي ترسل للمتلقي منذ مصافحته عتبة النص الأولى إيحاءً بالموت وما يصاحبه من مأتم يسترعي انتباه القارئ لتعقب الجسد الفاني في النص. وهذا الارتباط بين القهوة السادة والمأتم من الموروث الشعبي العربي، لذا فيؤكد الكاتب في "صدر الرواية" على موضوعة فناء الجسد ومايرافقه من غرائز جبليّة:"أنسى أنّ النساء جسد من لحم ودم وأتذكر أنهن عطر له روح /9"، فيجذب معه المتلقي نحو التسامي عن مطالب الجسد الدنيوية. وقد قام الكاتب بتخليق موتيفة جديدة من وحدة شُرب " القهوة السادة " وربطها بالموت أو القتل من ناحية ، والنشوة الروحانية من ناحية أخرى، ويظل الكاتب يرسلها على دفعات مقدماً معها ارتقاءات إنسانية تبدأ من الجسد وشهواته منتهية إلى الروح .
ففي أول تقدُمة لموتيف القهوة السادة يربطه الكاتب بشهوة النكاح،" تنصح [ شهرزاد ] بعض النساء بعمل فنجان قهوة على الريحة قبل الجماع بنصف ساعة/17" ، ثم يستعين به الكاتب لإظهار شهوة من نوع آخر وهي السلطة وفساد الحكام ، يقول البطل - فتحي رضوان:"دعا ابن عباد القاضي [.. ] كل حكام الإمارات في الأندلس [.. ] للغداء ثم الاستحمام في الحمام الجديد الفاخر.. وشرب القهوة السادة هناك.. وأثناء الاستحمام أغلق عليهم الباب.. بالطوب والخشب وجعلها مقبرة جماعية/ 77"، فهذا دليل على تفشّي الدكتاتورية واستغلال المكر والدهاء وتحليل القتل للانفراد بالسلطة – أكثر الشهوات إغراءً للإنسان - ثم يربطها بتوثيق تاريخي لمواقف مشابهة في أزمان مختلفة: محمد علي وجمال عبد الناصر وصدام حسين؛ لأنها أكثر المشاكل التي عصفت بالأمة العربية. كما استخدم الكاتب الموتيف بإيحائه الحسي –المذاق الُمر– كناية عن استنكار الأوضاع في الوطن، يقول فتحي: "هل خدعت الشباب بحبها ؟ وأنها أم الدنيا وأنا لست أولهم؟ [.. ] أنا قلت لهم إن لبن ثديها نقي تقي ثم وجدت اللبن في ثدي مصر هو دم رائحته قذرة.. ممزوجة بطعم القهوة المرة/ 89" ، فهذه ثورة ضد الجسد المصري الهجين الذي يتسيّده الخدم والرعاع محبو التملق والنفاق، وتعلو فيه رؤوس فساد لا تنظر إلا إرضاء نزواتها. وفي تمفصلٍ فارق في الرواية تبدأ الروح بالانفصال والعلو عن الجسد الضائع، يقول فتحي:" آه في البرد أحتاج إلى قهوة سادة.. وإلى حضن أنثى [.. ] ينسيني أنثى ليس لها مكان إلا في جنة عشقي/ 106"، فتلك الموتيفة وما يصحبها من ملامح جديدة كانقطاع الكهرباء في الشقة ومرافقته زميلته الجديدة ماجدة ، التي تجسد في سمراوتها مقومات الشهوة، وشعور البطل بالضياع والتخبّط في الظلام، توحي بظلمة دونية الجسد ومتطلباته، لتبدأ بعدها مرحلة الارتقاء الروحي والتصوّف.
تتمظهر الرؤية الصوفية بجلاء في الرواية، كون (الصوفية في العصر الحديث دخلت ساحة الإبداع الأدبي بوصفها أحد العناصر المهمة في التيارات الحديثة وخاصة السريالية)[6]، فتسلّم بفناء الجسد - أحد مقامات الصوفية - متخذة من " القهوة السادة" وسيلة للتنبيه الروحاني، يقول فتحي:" القهوة قبلات للروح كي تنهض [.. ] أكره أن روحي تغفل وعقلي يتوقف عن التأمل / 266" ، فالقهوة لصيقة بمجالس الذكر الصوفية ، لأنها تعطي فسحة للتأمل إلى حدّ يصل أحياناً إلى الهلوسة، "هذا هو فنجان القهوة أمامي قد برد.. وزهرة على المائدة ذابلة [..] أيتها المدينة التي تدعى القاهرة.. تعالي من وسخ الشوارع [..] تعالي ولو مرة واحدة لتشربي معي القهوة وأنتِ طاهرة / 359 ". إنّ الجسد في نهاية الرواية يذوي تدريجياً حتى يصل إلى الفناء وعندها تتطهر النفس من جميع الأدران وتتمكن من الرؤية بصورة سليمة؛ وهذه الرؤية (مزيج من استعداد فطري ومؤهلات اكتسابية بعد رياضة وإجهاد وسياسة للنفس)[7]؛ فقد عانى البطل واقعاً مؤلماً إثر انهيار كثير من المسلمات عن حاضر الوطن، " فتحي رضوان كان نموذجاً لملايين الشباب العربي والمصري الضائع الذي تطير أحلامهم في السماء كل صباح وترحل في المساء مع السفن المهاجرة إلى أميركا والغرب/185". وتتداخل الرؤية الصوفية لموضوعة فناء الجسد مع موتيفة البحث عن الخلود بعد الفناء في أسطورة كلكامش السومرية، فحين وصلت رحلة كلكامش إلى نهاية مطافها، بدت له حقيقة الوجود الإنساني الآيل إلى الفناء الجسدي، فبدأ التفكير في الخلود الأخلاقي من خلال الصنيع الطيب. ومن ثمّ تتضح الرؤية الصوفية عبر الموتيفة كون التصوف(حاجة إنسانية ونفسية للخلاص والسمو والصفاء الروحي الذي لا بد وأن تسعى إليه النفس البشرية)[8]، بل وتظل الروح تتنقل عبر الأجساد الفانية بغية الخلود، وبإسقاط تلك الرؤية على واقع البلد المرير الذي أودت شهوات أصحابه من حكام ومحكومين به فصار وردة ذابلة ، يقول فتحي:" الوطن يذبل ويموت كالزهور ثم يحيا بعد أن نلقي فيه ببذور عشق جديدة / 35" ، فيدعو الكاتب على لسان البطل أبناء الوطن للتطهر من الشهوات والانبعاث الروحي من جديد.
وبسبب ارتباط القهوة بالتصوف فقد أضيفت لها إحدى لوازم الصوفية وهى ادعاء علم الغيب والكشف عن المستقبل بقراءة فنجان القهوة الذي لم تكن تجيده في الرواية سوى " شهرزاد العرّافة "، إلا أنّ الكاتب استخدم تلك الموتيفة بشكلٍ مغايرٍ، فرغم تنبؤ شهرزاد لمستقبل "سهر" بخروجها من الجبل والشام لتتزوج في الخليج إلا أنّ موتيفة القهوة السادة لم تكن لتلك النبوءة وإنما لكشف واستجلاء روح "سهر" الماضية:"مالت شهرزاد [.. ] وأخذت تصبّ القهوة ، قالت: بلغني يا أميرة سهر أن الجميلة نفر عاشت في قصر الفرعون إخناتون/310"، وهي محاولة للبحث في الروح الإنسانية الأصلية - الذات الصافية التي لا تتغير عبر العصور ولا الأماكن. وتبعاً للرؤية الصوفية والأسطورة الفرعونية فإن الأرواح تتناسخ وتحل في أجساد الآخرين؛ ومن ثمّ تظهر علاقة اسمي "كاظم" مع "باكا" واشتراكهما في الفونيمة " كا " والتي تعرف في اللغة الهيروغليفية بكونها (مظهراً من مظاهر الطاقة الحيوية كقوة خلاقة وكقوة تحفظ الحياة)[9] يعني الروح، وتلك الرؤية جعلت الكاتب يتحكم في عجلة الزمان فيعيدها من الحاضر إلى الماضي ثم إلى الحاضر مجدداً بحلول وأجوبة أصيلة لواقع معاصر محيّر.
2- البناء والهدم:
تركز الرواية على موضوعة دورة الحياة وتكرار أحداثها حد الثبات ، فتلتقي موتيفة القهوة السادة وفناء الجسد بموضوعة الثبات التاريخي، إذ (التاريخ حلقات من عصور تتكرر، فالزمن ليس تقدماً إلى الأمام بل هو عود على بدء)[10]. إن موضوعة العجلة الزمنية المفرغة إحدى إحالات موتيفة البناء والهدم المنبثقة من موتيفة الغزل والنقض في ملحمة الأوديسة الإغريقية، ففي الليل تنقض "بنيلوبي" ما تغزله في النهار في انتظار زوجها "أوديسيوس" وهكذا دواليك ، ومثل تلك الدائرية حاصلة في الرواية ، فنجد مثال ذلك ما ذكره الراوي على لسان فتحي رضوان، أنّ الحزب الوطني الذي أسسه مصطفى كامل، أعيد بناؤه على يد السادات بعد تداعيه وسُمّي بالحزب الوطني الديمقراطي ليرأسه رئيس مصر، وهو ذاته الذي حُطّم في 2011 على يد الثوّار، " وتم تغيير اسمه إلى الحزب الوطني الجديد بعد تولّي طلعت السادات رئاسته [.. ] حتى تم حل الحزب نهائياً بقرار من المحكمة الإدراية /201". إنها لُعبة تغيير أسماء وشعارات فحسب وليس تغييراً حقيقياً يتدخل فيه الإنسان بقوة ليرغم تلك العجلة على التوقف عن هزليتها ، يقول فتحي:" كان لابد ولزاماً علينا بعد النكسة مباشرة أن يتغير المناخ الثقافي في مصر [.. ] كان لابد أن تتغير الكلمة وتنبع من أعماق الشعب وليس من أعماق الزيف [.. ] تغييرا جذريا ولكن للأسف لم تتغير سوى شعارات أو تغيير بعض الأفراد وتعيين مرتزقة جدد/ 297" ، فإن الرضوخ والتسليم للواقع يقيّد الإنسان في عجلة الزمن وتجعله يرسف تحت نيرها دون توقف ، ومن المفارقات أنّ هذه العقلية من الموروثات الفرعونية ، يقول " بتاح حُتب "- أحد حكماء الفراعنة:(انحن أمام من هو فوقك [.. ] حتى يستمر بيتك مفتوحاً ويستمر رزقك ومرتبك جارياً ولا تعصه، فإن عصيان من بيده السلطة شر مستطير)[11]، فالنفس المصرية لديها إيثار الاستسلام للواقع بدائرية حركته على تحمل صعوبة التغيير.
بينما تظهر الحالة الفريدة للبناء الحقيقي فيما أراده إخناتون من تغيير العبادة في مصر لتوحيد شتات العقل والوجدان المصري بين آلهة دونية في سبيل النظر إلى السماء وعبادة آتون "الشمس"، " كان إخناتون أول قائد فعلي في التاريخ لم يهتم برأي الشعب في العبادة، ووقف ضد الرأي العام [.. ] ومن سوء حظ إخناتون أن يفرض عقيدته في بلد لم يكن فيه رجل يستطيع نسيان الماضي غير إخناتون نفسه/333" ، فبينما هو ينقض ما قبله بتحطيمه تماثيل الآلهة القديمة في الليل، ليحكم غزله ببناء المعابد الجديدة لآتون، وتراتيله وأناشيده لتمجيد الإله الجديد ودعوته الرعية لاتباعه في مبادئه ثم إنشاء أكثر من مدينة تحمل الاسم ذاته " أخيتاتون" أي مدينة آتون، إلا أن غزله كان ينقض يوماً بعد يوم من زوجته "نفرتيتي" وقائد الجيش " حور محب" والكهنة المتآمرين على قتله، "وقد أعاد الكاهن الأعظم باسم توت عنخ آمون[ابن إخناتون] عبادة الآلهة القدامى [.. ] إن سقوط إخناتون كان يعتبر في نظر أعدائه المنتصرين إعادة للنظام الخلقي القديم [.. ] كان مذهب إخناتون كشهاب لامع وسط ظلام دامس فجذب النظر وترك بعض الأثر/ 392"، وهكذا نُقِض الغزل لتعود الأمور إلى ما كانت عليه. وإن كانت تلك الأحداث منذ آلاف السنين، فإن إسقاطها على حاضر مصر بعد ثورة يناير 2011 ينقل وعي الكاتب وقلقه على مستقبل البناء الآخذ في التصاعد بعد الثورة وخشية الأيدي الخفية من اللعب بالبناء فيعود النظام السابق كما كان.
وتتجسد موضوعة دورة الحياة قرب نهاية الرواية في آخر مشهد لفتحي رضوان مع دودة القزّ – الرمز الموتيفي للغزل والنقض- لتجسيد الفكرة في بساطتها؛ فالدودة تغزل شرنقتها بالحرير الثمين وتظل خاملة حتى تصير فراشة، يقول فتحي: " فراشة دودة القز ربما هي روح أنثى.. ربما هي أنثاي المسحورة / 381" ، إلا أنّ عمرها قصير، لأن القاهرة " مدينة لا تحب المواهب الكبيرة ولا المبدعين الكبار.. الحسد يفتك بعقلها / 383"، وبالرغم من عنصر النقض بموت الفراشة المحتوم إلا أنها خلّفت غزلاً حريرياً ثميناً وبيضاً يعود مجدداً لإكمال دورة الحياة، وبإسقاط هذه الرموز على الواقع، تتبين بارقة الأمل لدى الكاتب بظهور أجيال جديدة تشبه دودة القز، تغزل النفع والخير، وتنسى نفسها في سبيل مصلحة الوطن .
3- الثــورة:
انطلاقاً من علاقة الأدب بالسياسة، تظهر الملامح السياسية في رواية " قهوة سادة " في تبنيها قضايا الثورة على الاستبداد والأوضاع السلوكية بوجه عام وبث الوعي بحقيقة الأزمة العربية. ونتيجة للهزائم المتكررة في تاريخنا العربي، فقد جنح الأدباء إلى استجلاب شخصيات تاريخية وتراثية وأسطورية، إذ (كان من الطبيعي أيضاً أن تتلازم أسئلة التراث والمعاصرة [.. ] مع أسئلة الهزيمة التي أنتجت معاً حراكاً ثقافياً عربياً عنيَ بالعودة إلى الجذور لاستلهام التراث بأشكاله كافة)[12]، وهو بالضبط ما قام به السيد حافظ في الرواية معتمداً على موتيفات متنوعة.
لجأ الكاتب إلى موتيفات تراثية وأسطورية تجسّد الواقع العربي على الصعيد السياسي وما يعصف به من استبداد من قبل الأقوياء، وموضوعة الثورة في مقابل الاحتكار والاستبداد تتماس مع موتيفة أسطورة " بروميثيوس" الذي تمرّد على احتكار الآلهة للنار، فــــ(يرفض الاستسلام ويأبى الخضوع والانسياق ويحلم بالانتصار على الرغم من العذاب الشديد)[13]، وإنّ رفض الاحتكار والانفراد بمقومات السلطة من الأسس الأولى للثورة، يقول فتحي:"الطغاة كلما نهبوا طمعوا، كلما دمروا وهدموا، كلما موّناهم وخدمناهم زادوا جرأة واستقووا وزادوا إقبالا على الفناء والدمار. فإن أمسكنا عن تموينهم ورجعنا عن طاعتهم صاروا بلا حرب ولا ضرب/ 237" ، ومن ثمّ تتضح علاقة الموتيفة بالثورة ضد مظاهر الاستبداد والاحتكار مع تحمل تبعات الوقوف في وجه من بأيديهم السلطة ، فمصير الثوّار في الغالب إما العذاب والسجن مثل " كاظم " عند اتهامه بالشيوعية أو القتل كما يقول فتحي عن الأمير فخر الدين الشامي المستنير:" يا ويلك يا فتى هكذا يموت الثوار بلا صوت / 60"، أو مصيرهم في طيات النسيان ولا يبقى منهم سوى تذكار ، يقول سالم – والد سهر -:" كان الماضي حياً.. كفاح ونضال وتحرير [.. ] الآن الأمور ليست هكذا أعطوا كلاً منا نيشاناً ووساماً وشهادة تقدير[.. ] ولا شيء حصل.. الجنرالات حصلوا على كل شيء المناصب وأراض ومال.. وأصبحت المقاومة في خبر كان/ 153" ، فهذا ما يحذّر منه الكاتب ومن مصير الثورة، لاسيما وأنّ الرواية كتبت بعد ثورة يناير 2011 ، فهو يتكلم بلسان البصير للأمور كي لا تؤول الثورة وحال الثوار إلى مثل من كان قبلهم.
وعلى الصعيد المجتمعي ، تتبدّى الثورة على أوضاع المجتمع من خلال موتيفة العمل من أجل اللاعمل المنبثقة من أسطورة " سيزيف " - رمز العبثية - الذي تحدى الآلهة وقَبِلَ العقاب الأزلي بحمل الصخرة إلى قمة الجبل لتسقط إلى السفح فيعود ليحملها من جديد، و(ترمز أسطورة سيزيف باختصار إلى مجانية العمل الإنساني وضياع الجهد)[14]، ويترتب على ذلك وجود من يعمل ويكدح في مقابل من يقبض ثمن هذا العمل دون عناء، لذا فـ(طبقات المعنى الكامنة تحت رمز هذه الموتيفة ستمثل صراع الإنسان الطبقي)[15]. ويبدو عبر هذه الموتيفة المجتمع مصغّراً بطبقاته: أسرة " سهر " الشامية البسيطة ذات الكبرياء، فبالرغم من الفقر إلا أنّ " الأب كان سياسياً يحارب العدو الفرنسي المحتل / 81"، والتاجر "شداد " الذي يمثّل الرأسمالية البورجوازية، "شداد تاجر فاجر يشتري ويبيع كل شيء.. شداد يشتري النساء كما يشتري الفاكهة.. النساء عند شداد مثل التفاح والتفاح أنواع حسب الطعم والمكان/86" ، فينظر إلى " سهر " كونها صفقة تجارية يدفع من أجل الفوز بها بأي طريقة حتى وإن وصل الأمر إلى الرشوة والخطف، وهذا البَون بين الطبقتين يفرز طبقة دنيئة من البشر تتخلى عن المبادئ وتستغل فاقة الآخرين، مثل مختار القرية " بسام " الذي تبدو فيه موتيفة زير النساء، تقول شهرزاد:" بسام القصير المكير الذي لا يتوارى أبداً عن فعل أي فاحشة في السر وخاصة مع النساء والمطلقات.. واللائي يسافر أزواجهن إلى العمل بالخارج.. بحجة أنه يرعى النساء المكسورات الجناح /101"، بل ويضحي بأمانيه - الزواج من " سهر " - في سبيل أمانٍ أكبر،" التاجر شداد وعده أن يعطيه أوتوموبيل فرنسي هدية للزواج/ 113 "، ومن ثمّ تظهر الهوة الكبيرة بين والد " سهر " الذي يحارب المحتل الفرنسي، وبين بسام وشداد اللذين يتاجران مع المحتل في سبيل إرضاء رغباتهم. ومن خلال هذا الصراع يتبين لدى المتلقي العلاقة بين " سهر " والوطن كون (العالم المرجو تخليصه هو المرموز إليه بالمرأة)[16]، إذ الجميع يطمع في الوصول إليها بطرق شريفة وغير شريفة ويحاولون شراءها إلا أنّ والدها الثوريّ القديم يرفض كل ذلك بحس ثوري بسيط ، ومن ثمّ تتضح أصناف البشر أمام الوطن وتناحر الطبقات إما بالحفاظ عليه أو التفريط فيه والتهاون في حقوقه من أجل المصلحة الخاصة .
كما عمد الكاتب إلى استخدام موتيفات تراثية عربية وتوظيفها مع موضوعة الثورة بطريقة حداثية ، ولعل أكثرها وضوحاً هي شخصية "شهرزاد" التي تتناص جزئياً مع " زرقاء اليمامة " ومن ناحية أخرى مع موتيفة شهرزاد ألف ليلة وليلة. فتلتقي مع زرقاء اليمامة لا في زرقة العينين فحسب وإنما في بُعد النظر، فإن كانت زرقاء اليمامة حادة الإبصار، فشهرزاد حادة البصيرة ، فهي أول من تنبأ لسهر بمستقبلها:" اسمعي يا بنت سالم.. أنت لن يتزوجك ولا واحد من الفلاحين.. سيأتي من يأخذك إلى الخارج صاحب علم وفهم.. ويسافر بك إلى بلاد الذهب/ 151" . وتلتقي مع موتيفة شهرزاد ألف ليلة وليلة إذ يقدّم الكاتب شهرزاد بشخصيتها في الرواية أقرب إلى الأسطورة، " شهرزاد تعرف قصة لسان امرأة مسمّاة بالألفية جامعها ألف رجل/ 17" ؛ فهي التي تحفظ الحكايات وكتب جلال الدين السيوطي وابن حزم وطوق الحمامة وتفسّر الأحلام وتنصح النساء بنصائح المعاشرة ويتناقل الناس عنها الأخبار:" قالوا عن جمالها تزوجها جنّي جميل.. ومنع كل الرجال عنها أو الاقتراب منها/ 18" وهذا من منطلق الحكي الشعبي أنّ (تصور الزواج بين الإنس والجن وأحياناً تصور الحب بينهما بصورة سعادة واكتساب القوى ومعرفة المستقبل)[17]، وهذا سبب امتيازها عن بقيّة النسوة . وهي إلى جانب ذلك تمثّل أحد عناصر الثورة ضد الأوضاع المجتمعية الخاطئة؛ فإلى جانب شرابها مشروب " المتي" الذي كان يشربه جيفارا – الثوري اللاتيني المعروف، كانت تقف أمام قوى الرأسمالية التي يمثّلها التاجر شداد - الذي بدوره يمثّل موتيفة عقدة شهريار - " فهو لا يمانع أن يتزوج أي أنثى [.. ] شداد لا يتوانى عن شراء أسرة العروس أبوها وأمها وأخوها وأختها.. وعندما يتم الطلاق يترك لها بعض المال ومصاريف العيال [.. ] لا يعرف أسماء العيال ولا عددهم [.. ] وإذا تزوجت امرأة قطع عن أولاده منها أي زاد أو زوّاد أو مال.. عقاباً لها لأن أي امرأة تتزوج شداد يجب ألا تتزوج بعده / 87" ، فإن كان شهريار يقتل النساء قتلاً حقيقياً ، فإن شداد يقتلهن معنوياً وحسيّاً معاً ويقتل معهن أبناءهن، فكل عام يتزوج من امرأة جميلة ويتركها ويرحل ، فكانت شهرزاد " قهوة سادة " من أوضحت للأهالي وكشفت سره وألاعيبه على الفلاحين الفقراء لاسيما " سهر" - رمز الوطن في النص - تقول شهرزاد:" الحمد لله كشفت سره لأهل القرية.. حتى أنهم سيمتنعون عن بيع التفاح والزيتون له / 152" وهذا أساس الثورة الذي تكلّم عنه فتحي رضوان من إمداد الضعفاء للأقوياء في طغيانهم وبغيهم ، فكان الامتناع والمقاطعة خير عقاب لهم.
4- البحث عن الذات والخلاص:
إن موضوعة البحث عن الوطن لا تقتصر على الغياب الحقيقي عن الوطن الذي ولد وعاش به المرء ، وإنما قد يكون البحث مجازيّاً فتكون الغيبة روحية أو غيبة الإنسان عن ذاته حتى يعثر عليها في الأخير. وباستقراء شخصية البطل – فتحي رضوان - نلاحظ أنّه يعيش حالة من القلق الوجودي ، فـــ(يواجه الفرد بمسئوليته ، ويدعوه لإدراك وجوده الأصيل)[18] ، وتساوره الشكوك ولا يفتر عن طرح الأسئلة حول العالم الذي يعيش فيه لتمييز حقيقته عن زيفه حتى فيما يتعلّق بأكبر الحقائق في حياته – الوطن - " كان يبحث عن سؤال لماذا سميت مصر أم الدنيا؟ مع أن كل حياتها وتاريخها العسكري محتشد بالهزائم المنكرة / 182" وغيرها كثير عن العروبة والازدواجية وأصل فلسطين هل هي عربية أم يهودية! ، حتى يصل به الحد إلى الاغتراب الوجودي وهو (اغتراب عن وجود الإنسان ذاته ، وإحساس المرء بأنه في العالم لا في بيته)[19]، يقول فتحي: " سمعت دقات قلب الوطن تلازم دقات قلبي.. وجدتني مواطنا بلا وطن.. وجدتني مشروع كاتب في وطن أميّ.. ومثقف وسط أدعياء.. وطيبا وسط أشرار/ 35" ومن ثمّ فيفتقد الشعور بالانتماء ويفكّر في السفر ، وتتماس تلك الموضوعة مع موتيفة التنقل والأسفار في حكاية السندباد البحري وبحثه عن الكنوز والترحال؛ (فالسندباد من حيث هذه الدوافع وغيرها رمز لقلق الإنسان وطموحه اللامتناهي إلى الحرية والانسلاخ من القيود، والرغبة في الكشف عن المجهول والغامض بالمغامرة وركوب الخطر وتخطى الصعاب، وتجاوز المكرور السائد)[20] ، فشخصية فتحي دائمة التنقل والسؤال للكشف عن حقيقة المسلمات، لذا فاستعان الكاتب بالتوثيق الصحفي والتاريخي لإظهار صدق وديمومة بحث البطل عن زيف الحقائق التي يسلم بها الناس بلا تفكير ، فأدرج الكاتب اقتباسات من الصحف الرسمية ومذكرات الزعيم محمد فريد وخطابًا لجمال عبد الناصر وغيرها من كتب السيوطي وابن كثير. وبالرغم من حداثة هذه التقنية إلا أنّ الكاتب أحسن في إدماجها بشخصية البطل ومقارنتها بأحداث مشابهة. وكان تنقل فتحي الجسدي كذلك بانتقاله من الإسكندرية إلى القاهرة ثم التفكير في السفر للكويت بغية حرية التعبير، وكذا التنقل بين الوظائف من خطيب باتحاد الطلاب إلى مصحح لغوي ثم مراسل للأدباء ، فكل هذه التنقلات بما فيها التنقل بين النساء اللاتي أحببهن – ناهد وفيفيان وماجدة – باختلاف دياناتهن وجنسياتهن تؤكد رغبته الجامحة في البحث عن ذاته ووطنه الذي ضاع بضياع ذاته.
وإن كانت حالة الشك الوجودية مسيطرة على البطل ، فهو (يحاول خلالها أن يجد طريقاً للخلاص من سجن العالم الذي أُلقي فيه دون إرادته)[21] ، يقول فتحي:" أعلن أنا فتحي رضوان خليل حتى لو هزمتنا إسرائيل والعالم كله و الأمريكان.. لن أهزم أبدا أبداً.. أنا روح وصمود هذا الشعب العنيد العبيط [..] ومن روحه أستضيء.. وأبعث في الكلمات وردة الحياة / 46" ، ففتحي الخطيب الذي يحرك الطلاب ومشاعرهم ، أشبه بالمخلص ، ومن هنا تتلاقى شخصيته مع موتيفة المخلص الذي يضحي بذاته في سبيل الآخرين ووصول الآخرين إلى الحقّ ، فبالرغم من امتلاك فتحي أدوات تجعله يتحكم بالجماهير – الكتابة والخطابة – إلا أنّه لم يضحِ بمبادئه ولم يسلك طرقاً ملتوية أو سهلة ككثير من أصدقائه. وقد عمد الكاتب إلى موتيفة المخلّص بسبب الإحباط العاصف بالذات العربية فاستنهض (شخصية المخلّص بوصفها رمزاً أسطوريّاً معبّراً عن تطلّعات الجماعة المقهورة وأحلامها، والباحثة عن قوّة تبعثها من رمادها، وتستعيد لها إمكاناتها المضيَّعة)[22]. وطبقاً للرؤية الصوفية في الرواية ، فإن وسيلة الخلاص هي التخلّص من دنس الشهوات الدونية بالتحرر من ربقة الجسد للانطلاق في فضاءات الروح وكذلك (العودة إلى رحم الطبيعة، أو إلى قيم البداءة الأولى، لتحرير الإنسان من بطش القوى السالبة)[23] ، بل والاتحاد مع سائر العصور والحضارات السالفة ، يقول فتحي:" من تلك المنطلقات يدخل في أحرفي العصر اليوناني والروماني والفرعوني يصيرون وحدة واحدة وفضاء بلا خريطة من تلك المنطلقات أشعر أني مجرد نقطة بيضاء وخطوط حمراء وصحراء مزروعة بياسمين شفتيكِ / 360" ، وقد أعان الكاتب في تلك النظرة الشمولية كون الإسكندرية هي المسرح الرئيس للأحداث وهي مدينة (كوزموبوليتانية يتعايش فيها الجميع بكل حب وود وسلام منذ الأزمنة القديمة)[24] ، فالأجانب من جميع الأجناس والملل يعاشرون المصريين يقاسمونهم الألم والهم المشترك فيه الجميع كونهم ينتمون إلى المكان ذاته. وتتمظهر موتيفة المخلّص في أكثر مظاهرها جلاءً مع إخناتون بوصفه الإنسان الوحيد في الرواية الذي استطاع تحقيق الصفاء الروحاني، والتجرّد من الاستبداد السلطوي والجسدي والأكثر استنارة وحرصاً على شعبه ، فكان جزاؤه الخيانة والقتل، يقول إخناتون:" الكهنة سبب بلاء هذه البلاد باسم الآلهة يلعبون بعقول الشعب الساذج البسيط . أنا جعلت الآلهة إلها واحدا[.. ] أنا أجادلهم بالتي هي أحسن ولم أقتل أو أحاكم أحدا يعبد إلها غير آتون/ 244" ومن ثمّ يسمو بأناشيده وخلقه عن الدنايا ، فجاء مشهد قتله أثناء الصلاة واختفاء جثّته ليذكرنا بالمسيح وصعوده إلى السماء، فإن فَني جسد إخناتون المخلّص فإن روحه لا تزال موجودة وطبقاً للرؤية الصوفية التي تتلاقى هنا مع موتيفة المخلّص فإنها ستنزل من جديد. وبإسقاط تلك الأحداث ورموز هذه الموتيفة على حاضرنا تتضح رؤية الكاتب وأمله في ظهور تلك الروح من جديد ، ومن ثمّ تتماهى تلك الموتيفة مع رؤية الكاتب التي ذكرها في " الإهداء " ، يقول:" أكتب هذه الرواية بحثاً عن روح مصر المتخاذلة سبعة آلاف عام.. وبحثا عن روح مصر أخرى للإنسان فيها معنى وقيمة وحضارة حقيقية فعلا وقولا./ 12"
خاتمة:
" قهوة سادة " رواية ملحمية دسمة تتزاحم بها الرؤى الصوفية والوجودية الفلسفية مع النظرة الواقعية التوثيقية للأحداث مما يضع المتلقي في مواجهة قوية مع ماضيه وحاضره وزمانه ومكانه وذاته والعالم بأكمله . وبالرغم من طغيان المسحة المسرحية على شكل الرواية إلا أنها كانت شديدة الترابط والتناغم بين المشاهد فيما بينها، وساعد على ذلك الموتيفات المتنوعة التي استخدمها الكاتب ، وقد كان لتنوعها الأثر الكبير في أسطرة الكثير من جوانبها وشخوصها بل والنزوع إلى عالميتها فلا تكون قاصرة على شعب دون غيره ، بل وكأنها اختزال كامل للحضارة الإنسانية بأسرها وهو مكمن إبداعها.
الإحالات:
1- الموتيف في الأدب الشعبي والفردي "نحو منهجية جديدة": د. سليمان العطّار، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة، ط1، 2012: ص9
2- المصدر ذاته: ص 29
3- المصدر ذاته: ص 211
4- أوراق نقدية في الأدب: عبدالرحمن أبو عوف، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2006: ص 170
5- عتبات (جيرار جينيت من النص إلى المناص): عبد الحق بلعابد، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط1، 2008: ص 79
6- الواقعية السحرية في أدب نجيب محفوظ رواية " ليالي ألف ليلة ": حامد أبو حامد، مجلة إبداع مجلة فصلية للأدب والفن، العدد9 ، شتاء2009، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة: ص108
7- بنية السرد القصصي الصوفي(المكونات والوظائف والتقنيات): د.ناهضة ستار، منشورات اتحاد الكتاب العرب ، دمشق، 2003: ص21
8- المصدر ذاته: ص 23
9- معجم الحضارة المصرية القديمة:جورج بوزنر،سيرج سونرون، جان يويوت،أ.أ.س.إدواردز، ف.ل.ليونيه، جان دوريس، ترجمة: أمين سلامة، مراجعة: د. سيد توفيق، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط2، 1996: ص 279
10-قال الراوي، تأملات في فن الرواية:أحمد عبدالمعطي حجازي،الهيئة المصرية العامة للكتاب،القاهرة،1997:ص51
11- آثار حضارة الفراعنة في حياتنا الحالية: محرم كمال، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1997: ص 19
12- النزوع الأسطوري في الرواية العربية المعاصرة: د. نضال الصالح، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق 2001: ص 73
13- أثر التراث الشعبي في القصيدة العربية المعاصرة (قراءة في المكونات والأصول) دراسة: د. كاملي بلحاج ، اتحاد الكتاب العرب، دمشق ، 2004: ص 85
14- المصدر ذاته: ص 87
15- الموتيف في الأدب الشعبي والفردي: ص 67
16- المصدر ذاته: ص 72
17- فنون الأدب الشعبي: أحمد رشدي صالح، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1997: ص140
18- المحاكاة السردية للقلق الوجودي في رواية " عزازيل ": د. حجاج أبو جبر، مجلة الرواية قضايا وآفاق، العدد 6 ، سنة 2011، الهيئة المصرية العامةللكتاب ، القاهرة: ص 357
19- المصدر ذاته: ص 358
20- أثر التراث الشعبي في القصيدة العربية المعاصرة: ص 92
21- المحاكاة السردية للقلق الوجودي في رواية " عزازيل ": ص 358
22- النزوع الأسطوري في الرواية العربية المعاصرة: ص 73
23- المصدر ذاته: ص 145
24- رواية الأسكندرية في الربع الأخير من القرن الماضي: أ. شوقي بدر يوسف، مؤتمر اليوم الأدبي الواحد ، تطور الرواية السكندرية في الربع الأخير من القرن العشرين، 2010، الهيئة العامة لقصور الثقافة، الأسكندرية: ص151.
0 التعليقات:
إرسال تعليق