Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الأربعاء، 22 سبتمبر 2021

93 القهر في رواية كل من عليها خان للكاتب السيد حافظ بقلم: رضوى جابر شعبان

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

( 93 )

 

القهر في رواية كل من عليها خان
للكاتب السيد حافظ
بقلم: رضوى جابر شعبان

دراسة من كتاب

((التشظى وتداخل الأجناس الأدبية فى الرواية العربية))

" الجزء الأول "

إعداد وتقديم

نـجـاة صـادق الجشـعمى

 

 

 

 

القهر في رواية كل من عليها خان
للكاتب السيد حافظ
بقلم: رضوى جابر شعبان

 

حاول الكاتب أن يصف القهر الذي حل بالبلاد عندما تولي حكم البلاد المستنصر بالله وكم الدهاء الذي كان في حاشيته طالما حكم مصر ولم يكن يحكمها حكامها فالحاشية دائما من تحكم الحاشية الفاسدة ترى أن المحروسة من ممتلكاتهم فلهم الحق في تقسيمها وشرائها وبيعها بل الأكبر من ذلك أن كل من يسكنها هم عبيد عندهم فلا عجب فمصر هي المرآة التي يتم انتهاك حرمتها من كل من يحكمها ونرى أن صورة القهر تمثلت في شخصيات عديدة كانت ظاهرة بشكل واضح تماما فحاول السيد حافظ وصفها بدقة في بعض الشخصيات وبعضها رأيناه في بعض كلمات الكاتب و في حواره الداخلي لبعض الشخصيات في العمل الأدبي حيث كانت مقهورة تشعر بالظلم البين . ونرى الشخصية التي مثلت ضلع هام من مثلث الروح الرابعة- وجد- وهو عمار الحلاق أبو مسك البنات رجل طيب كّرمه الله بزوجة تركية الأصل كانت جارية لدي كبار التجار واعتقها التاجر مقابل حلاقة له من عمار وتزوجت المرآة التركية عمار وكانت شديدة الجمال وأنجبت له وجد مسك البنات (هي درة الزمان) جاء هذا الوصف علي لسان إسحاق إمام مسجد عمرو بن العاص فقد كانت حكاية من أهل الحارة وحي الحسين بل في مصر كلها ولأجل جمال وجد تقدم لخطبتها كثيرون وكانت ترفضهم دائما إلي أن تطور حال البلاد وبدأت الشدة المستنصرة فلم يأتي النيل فخاف الجميع وبدأ الفزع لعل مصر سوف تمر كما مرت قديما في عهد يوسف عليه السلام بسبع سنين عجاف وبدأ التجار يشترون القمح فلم تعد مصر تزرع القمح بل تزرع الملوخية حيث قل القمح في مصر.. فكلما ظهر عمار في الحارة يحسدوه المارة علي زوجته وابنته.. مر العام الأول ومصر تبدل حالها أصبح كل مستباح أصبحت السلطة للتجار فقط هم من يتحكمون بمصر ومن فيها وبدأ العام الثاني من الشدة المستنصرة حتى أصبح كل من في مصر جاسوس خائن أصبح الاتهامات كثيرة وسجن كثير من أهل المحروسة خضعت وجد للعشق الذي طالما بحثت عنه إلي أن طلب يداها شهبندر التجار الرجل الثري والتاجر الكبير طلب يداها في فزع من والدها كيف يتزوج شهبندر التجار ابنتي فازداد الأمر تعقيدا وأصبح حال البلاد سيئا الشعب يأكل القطط والكلاب انقرضت الفئران من كثرة أكلها أصبح الرجال يبيعون أبنائهم مقابل القمح وفي هذه الأوانة يحاول شهبندر التجار الضغط علي عمار الحلاق أن يوافق علي زواج وجد من شهبندر التجار مقابل القمح فزع عمار ولكن تحدث المفاجأة أراد عمار أن يحافظ علي ابنته في ظل القهر الذي يعيشه وسلطه شهبندر التجار فزوجها إلي من تعشقه نيروزي الشاب الوسيم تاجر العطور الذي عشق وجد وأحبها بجنون ومرت اشهر وإذ بشهبندر التجار يعرف الحقيقة فمارس اشد أنواع القهر والذل علي عمار الذي كان ذنبه انه أنجب فتاه تحمل من الجمال ما يفوق نساء مصر بأكملها هذا ذنبه الذي لم يرتكبه أهان شهبندر التجار عمار حيث سبه وشتمه ولم يحدث هذا قديما

 المشهد الذي وصفه لنا السيد حافظ يعد من أهم مشاهد القهر وما أصاب عمار من قهر وذل ربطه وتعليقه في سقف مخزنه إلي أن تبول علي نفسه.. هذه مصر في زمن أكل المصريون لحوم بعضهم فأصبحت الشدة موجعه وازداد الجوع إلي أكل لحم الموتى فكل من في الدولة يمارس القهر فالحاشية تمارس القهر علي العبيد فكل مصر أصبحت عبيد لديهم أخفوا القمح من البلاد ومصر أصبحت في مجاعة هذا مشهد من مشاهد القهر وصفه لنا السيد حافظ من خلال الإطار التاريخي بعرض لنا ما حدث في سبع سنوات من الشدة أراد حافظ أن يعرض تاريخ سبع سنوات جاءت في كتب التاريخ عبارة عن سطر واحد الأمن رحم ربي من المؤرخين . نراه في عرضه للإحداث والتتابع الرائع الذي أسر القلوب والفكر وأصبح القارئ شريكا للكاتب في ما يكتبه وما يقرأه حتى أن فواصل الرواية لم تكن تأخذنا عن الرواية فلها دلاله قوية يظهر جانب المرآة في الرواية ظهورا واضحا في دور فجر حيث ظهرت بقوة كيف كانت تساندها وتحافظ عليها من زوجها أحست بوجد فقالت عنها الصديقة والحبيبة والابنة .كما كان لها الدور الأعظم في تفجير ثورة النساء الآتي  هتفن بسقوط المستنصر حتى حرك الهتاف " ست مصر" عمة الخليفة فمعظم شخصيات هذا العمل وقعوا في فخ القهر قهر السلطة الذي بدل الحال وأصبحت مصر بلا عدل وفي النهاية أراد حافظ أن يصف المعاناة والقهر فكل من حكموا المحروسة تميزوا بالظلم والقوة وغياب العدالة هذه مصر في زمن المستنصر بالله بل قبل ذلك من حكم الفراعنة لا احد يجروء علي أن يحادث الحاكم أو يراه.. هذه هي المحروسة غابت العدالة فيها وساد الظلم والقهر هذه المحروسة الذي حاول المؤرخون محو سبع سنين من تاريخها حتى لا يعلم الأجيال من هم الحكام ومن هم الشعب..

 الشعب الذي بسبب القهر والظلم والطغيان آكلو لحوم بعض

ومن هما يمكننا القول أن السيد حافظ نجح في أظهار مدي قهر المصرين ومدي ظلم الحكام.

بقلم: رضوى جابر شعبان




 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More