Add a dynamically-resized background image to the page.txt Sayed Hafez (sayedhafez948@gmail.com) جارٍ عرض Add a dynamically-resized background image to the page.txt.

أدخل كلمة للبحث

الزائرون

Flag Counter

زوارنا

Flag Counter

الزائرون

آخر التعليقات

الاثنين، 13 سبتمبر 2021

7نقد مسرحى حول مسرحية "كبرياء التفاهة فى بلاد اللا معنى" (نقد وتحليل سميرة أوبلهى – المغرب)

 

 

 

دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي

(7 )

 

نقد مسرحى حول مسرحية
"كبرياء التفاهة فى بلاد اللا معنى"

(نقد وتحليل سميرة أوبلهى المغرب)

دراسة من كتاب

إشكالية الحداثة والرؤي النقدية فى المسرح التجريبى

الســيد حــافظ

)نموذجاً(

 

 


نقد مسرحى حول مسرحية
"كبرياء
التفاهة فى بلاد اللا معنى"
(نقد وتحليل سميرة أوبلهى المغرب)

 

 

 

أصبح من ناقلة القول أن الادب اصيب بنوع من التخمة بسبب الالتزام بالترسيمات الجاهزة التى تقف حاجزا امام تجليه الاحداث وكشف الشخصيات وتحركاتها، ولمعرفة الاسباب الحقيقية الكامنة وراء ذلك لابد من تحر وتقص بل مغامرة ومجازفة لتقريب هذه الحقيقة من الاذهان.

وفى اعتقادى ان الطريقة المثلى هى عزل كل النصوص التى ترسم صورة باهتة للواقع عناصر ذات تشابك معقد وسديمى، غرضها هو تكريس واجترار الواقع المزيف، وطمس معالم الواقع الفعلى. وفسح المجال امام ابداعات تعانق الانسانية، تشاركها همومها واحزانها وتخلخل البنية الداخلية للمجتمع وتحاول الوقوف على حتميتها من بين هذه الانتاجات مسرحيات السيد حافظ.

وسأركز فى معالجتى على الشخصيات فى تآلفها مع الاحداث (على اللغة كقيمة فنية تنقل لنا أبعاد النصصو وتكشف لنا عن محتوياتها)

عملية تتبع حياة شخوص السيد حافظ تستخلص معها المعالجة الدقيقة فى تقريب وظيفتها وتحديد أدوارها ومدى أهميتها دون أن يلتفت القارئ الى ماهو رئيسى، وماهو ثانوى فالصورة التى يبدو بها البطل وهو يحقق مهمته ويجسد حادثة انسانية واقعية الى جانب الشخوص الأخرى التى يحاول الكاتب أن يبتكر لها الاطار الخاص بها، والذى يخدم أبعاد النص اجتماعيا واقتصاديا وسياسا. بمعنى آخر أن هذه الشخصيات تتحرك بطريقة متوازنة لتخدم تطور الاحداث، وهى تضع رقابة على تصرفاتها بطريقة تلقائية.


ففى مسرحية(كبرياء التفاهة فى بلاد اللامعنى) نجد الأم والفتاة يعلقا أوانى حول صدرهما، وهذا رمز لفكر انسان متخلف لازال يدور فى فراغ بمضغ عجين الماضى، ونفس هذا الشئ ينطبق على الزوج والزوجة، انهما يعيشان خارج حدود هذا العالم لانهما يفكران بمزيلة ترسبت عليها مخالفات ماضى سحيق لم تعد مسايرة لتتعايش وعالمنا هذا.

أن ما نعانى منه هو اجترار القديم دون محاولة تجاوزه او الانطلاق منه الى الجديد.

الزوجة: الابرة قد صدأت

المذيع: مازالت ترضع الغرابة وتعيش فى عالم غير العالم

ان اعتراض الزوجة على فكر الزوج الذى يحاول ان يقفز ويتخطى هذه الحواجز فى عالم تقتل فيه الفكرة الفراشة وتجهض قبل ان تولد تخلق انفاسها قبل أن ترى النور، لابد أن تكون رحلة شاقة، والتفكير فى كل شئ وعدم الاستقرار على شئ فى الحصيلة.

ويبقى السؤال مطروحا ،هل تم فعلا التحول الى هذا العالم من بابه الواسع من الفكر الى الكنة أم أننا وقفنا فى الطريق نجمع الادوات التى اثقلت كاهلنا وأضعفت قوانا فلم نعد نقوى حتى على حمل انفسنا.

انها رحلة شاقة ومتعبة حقا رحلة البحث عن الذات الانسانية، عن الهوية الحقيقية عن الذات المعطلة من منح عطاءاتها، والافساح عن الكلمة والحقيقة، من الفوضى الى النظام، من البحث الى الاكتشاف من النوع على عالم الابداع والغوص فى أعماق الحقيقة بدل الجرى وراء الزيف، وراء الكبرياء والكرامة المزيفة التافهة.

ان شخصية البطل عادة تأخذ دور الريادة داخل النص المسرحى، وتتشكل من مجموعة من القيم التى تعكس الانتماء الى الواقع الاجتماعى، كما تسامح فى تقديم مستوى الوعى بالظرف التاريخى وذلك باكتناه وسبر اغوار الوقائع فى محاولة البحث عن الحقيقة.

أن البطل فى مسرحيات السيد حافظ هو شخصية قوية متقضة تحاول أن تتأقلم مع الوضعية لاثبات كيانها وذاتها.

 

وفى بحث عن هذه الهوية تتلاقى الجذور التاريخية وتتفاعل والواقع المادى الحاضر. يقول المذيع البطل فى مسرحية (كبرياء التفاهة فى بلاد اللا معنى) نضحك بالرغم من أن صوت القهر فى داخلنا.. وسيظل يسخر حتى نرى بأعيننا المستحيل، ونمتطيه جوادا. ونبصق ممارسة السذاجة فى الواقع وفى الانسان.

وان كان الكاتب ينتهى الى زج الحوادث المفاجئة، فيأتى متساويا مع الهيكل العام للموضوع وهذا اعتبره ضربة لازب فالبطل يتحرك لحسب ما تقتضيه بعض الحوادث فى صيرورتها وثورتها فليس الاساس فى اكتمال العمل الفنى وتماسكه ان يظهر البطل فيه باستمرارية من البداية الى النهاية وان تتبلور الاحداث فى قالب واحد وتتخذ صيغة ثابتة ان ما يجعل العمل الفنى متماسكا، ومنصهرا فى بوتقة واحدة، ليس هو توحد الابطال فى كتلة واحدة. ولا الربط بين البقع المكاية والفترة الزمانية، بقدر ما هو استعداد كبير من طرف الكاتب يجد معه القارئ نفسه مسوقا لتسجيل علاقات وان كانت مرحلية، تنتقل فيها روح الكاتب لتتعانق واحساس القارئ وانطباعاته، وكل هذا من خلال ما يطرحه كتحليل لنفسيات الابطال او الشخصيات المركزية داخل النص. فى هذه اللحظة بالذات تنتفى الحدود بين الشخصية وروح الكاتب واحساس القارئ، فيتحقق التمازج تلقائيا، وتتضح البؤرة التى تتجمع عندها مكونات هذا العمل الفنى.

(الطبول الخرساء فى الأودية الزرقاء)

أن العناصر البنائية التى تحدد لنا فضاء هذه المسرحية، والتى حددها الكتب نفسه فى ثلاثة تحويلات، تكمن فى وحدة الحدث، ووحدة الموقف او الفعل. فالامحدود فى سماء هذه المسرحية تنسحب عليه سمات المحدد، فالشخصيات تنتمى الى لون غير محدد، ترتدى أقنعة سوداء لنتبين معها اللون الحقيقى ونرتدى ملابس بيضاء، ولا تقوم بشئ محدد (طحن الفراغ).

المكان: لا يشير الى مكان بعينه، فالشخصيات المسرح التى تدور لا تستقر على حال.

فالمشكلة اذن اعمق من التحديد ،أنها تطرح قضية ذات أبعاد انسانية تتلاشى معها الحدود السياسية والاجتماعية والادبية الفنية لتذوب فى الاعماق وتفتت معها المكونات السطحية.

أن السيد حافظ ينطلق من لا شئ اللامكان واللازمان لتجدنا ونحن نقرأ هذا النص وغيره منصهرين وملتحمين اشد الالتحام مع الحديث الرئيسى ومن ثم وحده الفعل بين المرسل (الشخصيات) والمرسل اليه.

تقنية الكتابة عند السيد حافظ

إذا انطلقنا من القاعدة التالية ان الاسلوب ينبغى ان يكون واضحا سهلا بعيدا عن الزخاريف التى يحيا معها القارئ، انها ركام من الاكاذيب المنمقة التى تفقد الكلمة معانيها وتبدو اللفظة لا وزن لها.

ولذا فإن كتابات السيد حافظ تنطلق من تصورات واضحة فكأنه يدرك تمام الادراك ان الكتابة تتوجه الى قلب القارئ قبل أن يقرأها بلسانه – ولذا يختار اللهجة المناسبة البعيدة عن الكليمات المبتذلة، ليدعم الموضوع الاساسى حتى يفهم القارئ البسيط والقارئ المثقف، وحتى لا يعزز غموض الموضوع بغموض فى الاسلوب.

أن أمتلاك تقنية الكتابة، وحين أقول الكتابة ليس أى نوع من الكتابة بل أقصد أمتلاك الكاتب لقناعة شخصية فى توظيف لغة شاملة الغرض منها التركيز على تفاصيل الاحداث، ومحاولة نقل الواقع فى صورة مصغرة متحركة من خلال الشخصيات وأدوارها وتصرفاتها.

أن ما يحتاج اليه العمل الفنى هو الدقة المتناهية فى بلورة الاحداث ومن ثم تمريرها عبر اسلوب نفاذ، وما يستنتج من الاعمال الفنية للسيد حافظ ان المضمون يساير الى حد كبير جانب الشكل. فالاحداث لا تبقى معلقة فى الفراغ، بل تخرج فى صورة متفقة وما وضعه الكاتب من تخطيط بقوانينه حيث تتسرب الفكرة مباشرة وبدون أى ضغط الى ذهن القارئ، فيتلقاها، ويحاول أن يتتبع ما تنطوى عليه من حقائق.

سميرة أوبلهى مكناس – المغرب.

 

 

 




 6


7

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More