دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
( 100 )
قراءة في رواية "قهوة سادة" للسيد حافظ
بقلم: د. عواطف الزين
دراسة من كتاب
((التشظى وتداخل الأجناس الأدبية فى الرواية العربية))
" الجزء الأول "
إعداد وتقديم
نـجـاة صـادق الجشـعمى
كلمة عن الدكتورة / عواطف الزين
أنا لن أعني التنظير ولا التميز ولا النقد للنقد.. بل إلقاء الضوء على الإبداع والمبدعات من الناقدات العربيات المتميزات في مجالهن.. فكان نقدهن موازياً لإبداع المبدعين.. أصبحن رموزاً في زمن تتساقط على عتبات الوطن القيم.. إذ نرى البعض من الأدباء والكتاب مازالت نصوصهم الأدبية بكل أجناسها تمنحنا بمرور السنوات قدرة على رؤية الواقع العربي والعالم.. وقيم فنية وثقافية وإبداع متواصل سواء في المسرح أو الشعر والقصة والرواية وجميع أنواع الفنون الأدبية.. هنا يظهر دور الكاتب والناقد والمتلقي المثقف.. للأسف أذكر هنا وأعتذر مسبقاً لما سوف أكتب..
الحقيقة مرة كثيراً ما تبخس بعض نصوص الأدباء وتنسب للآخرين ولم يذكر أنه اكتسب أو استعان بنص الكاتب (ويذكر اسمه) وهذه الظاهرة إن وجدت عند الشباب الذين نتوسم بهم خير للتجديد وملاحم إبداعية متطوره ومتجددة وأتمنى من أديباتنا وناقداتنا المتألقات الحث أو المبادرة بفتح منتديات أدبية في كافة المحافظات والمزيد من القصور الثقافية.. لكن المكتظة بالمثقفين والأدباء والخلط بين الماضي والحاضر أي الشباب والعظام من الكتاب النجوم اللامعة في الأدب والفكر والنقد والإشادة والتكريم لمن رفد الأدب والفن بكتاباته (يوسف إدريس، وتوفيق الحكيم وغيرهما من العظماء) . فكما بثوا الحياة والرفعة والرقي للأدب.. فيجب عليَّ وعلى غيري من المثقفين وبالأخص الأدباء ممن عاصروهم أو قرأوا لهم لكي نكون قد وصلنا الماضي بالحاضر لخلق الإنسان والوجود وليس العدم.. فالنص الذي اختارته الكاتبة والأديبة الشاعرة والروائية والصحفية والناقدة المرموقة (الأستاذة عواطف الزين)
من بلد الأَرز الجمال.. من بلد ولدت فيه أغاني فيروز والرحباني من الصمود والتحدي والحق والتصدي والدفاع عن الامة من لبنان الشقيق والجريح من جنوبه.
لها دواوين شعر ومجموعة قصصية ورواية.. الأستاذة الناقدة (عواطف الزين) حادة وجادة في الرأي وصاحبة صالون ثقافي مهم في الكويت
أتمنى لو أمتلك اليراق لخمس دقائق.. فسآمره أن يحملني لكل أوطان الوطن العربي وأتشرنق في لغتي وأبجديتي وأخترق خارطة قلب الوطن العربي ويتمدد كياني كجسر وأناديك يا سيدة الحرف اعبري لقد توحدت مشاعرنا وارتباطنا بحب الوطن.. ومن خلال قراءة كلماتك في الحوار الذي دار بينك وبين الكاتب وجدت حقيقة إنسانية صادقة وجادة.. أن قهوة السيد حافظ يحتسيها.. سادة أي مرة.. لكنه بعد أن طوع مرارتها بفنية ومهارة أصبحت قهوة ممتعة.. فالصدق يشمل جميع مرفقات الحياة بالإضافة إلى الشخصية في حالاتها النفسية المختلفة وأيضا الغوص اللغوي ومطابقة الواقع مع الخيال وفق الأزمان والأماكن والتراث العربي لأننا نجد فيه دفعاً إلى الأمام ورباطاً طبيعياً يصل حاضرنا بماضينا الحافل بعناصر الاستمرار والإبداع والبقاء بجمالية الأبجديات وليس بغريب على الناقدة والكاتبة الشاعرة (عواطف الزين) التي جمعت ما بين الخيال والواقع والجمال والتألق حين قدمت الدراسة للنص الأدبي.. (قهوة سادة) للكاتب العبقري (السيد حافظ).. فذكرت الكاتبة والشاعرة (عواطف الزين) الرواية النموذج للكاتب وإلى أي مدى يختلف أسلوبه عن الآخرين باتجاهه وتقنيته الفنية وعمله كمؤلف وكاتب سيناريوهات انصهرت مواهبه وخبراته وحروفه مع بعضها البعض وأخرجت لنا تركيبة حديثة هي المسرواية أو تبلورت بهذه السمات الفنية المذهلة وبترتيبات فنية تتماشى مع نبضات الكاتب فيخلق توازن وكمال في السرد الحاكي والمتنقل الذي ارتبط مابين الخيال للكاتب والواقع.. ولا ننسى الوطن وحبه لدى الكاتب.. والأحداث التاريخية بحيث كل من يقرأ نصوص الكاتب.. يحس أنها مسرحية تاريخية لكنها بالحقيقة تصحيح لواقع مرير.. حيث تطرقت الناقدة والكاتبة (عواطف الزين) كحرب السراويل ما بين القوي والضعيف وخسارة وانكسار الجيوش أمام هتلر.. وأمريكا.. وإسرائيل والنكسات والحروب وتضليل الحقائق التاريخية فهل تهزمني الدموع.
كتاب في حلقات
((التشظى وتداخل الأجناس الأدبية فى الرواية العربية))
" الجزء الأول "
إعداد وتقديم
نـجـاة صـادق الجشـعمى
(42)
قراءة في رواية "قهوة سادة" للسيد حافظ
بقلم: د. عواطف الزين
مشاهد
مسرحية يمتزج فيها التاريخ ، بالواقع، بسير العشاق..
رواية " قهوة سادة للسيد حافظ هي نمط مستحدث لفن الرواية العربية " الذي بدأ يخلق انماطه المختلفة البعيدة عن التقليد للغرب وعن "التقليدية" السائدة لهذا الفن السردي في عالمنا العربي منذ حوالي نصف قرن من الزمن.. في قهوة سادة نقرأ حكاية سهر والعشق والقمر "عنوان رومانسي لمشاهد واقعية مكتوبة بعناية ودقة يمتزج فيها النضوج الانثوي لسهر بوقائع مؤلمة "مثل تنحي الزعيم الخالد عبد الناصر حيث نتعرف على واقع سمر واسرتها ومن ثم على كاظم معلم اللغة العربية في مدرستها " لنكتشف انه يعشقها بصمت..كما كثير من الأحداث التي تتداعى بصورة فيها من التلقائية والصدق تشعرك بأن الراوي هنا هو "حكواتي زمانه " ينتقل بك كقارىء من مشهد إلى آخر بيسر وسهولة.. لكنها ليست السهولة المقدور عليها بقدر ما هي تطويع للغة وللمضمون وللمشهد بكل تفاصيله..
الانطباع الاول الذي كونته من خلال قراءاتي لهذه الرواية هو انها عبارة عن مشاهد مسرحية تاريخية ملحمية ممزوجة بسير عشاق ليسوا من الخيال وانما من الواقع..وتلك الواقعية اكسبت الرواية مسؤولية تقديم العرض الروائي "اذا صح التعبير "على شكل مشاهد مغرقة في الشفافية والصدق.. ليس بالضرورة ان تبنى الأحداث على خيال الكاتب وإنما ان يوظف الخيال لخدمة الواقع من دون ان يؤثر ذلك في بنية الرواية..ينتقل بك الكاتب من حالة عشق وحبيبة إلى حالة عشق وطن رغما عن مآسيه و"كراكيب " وحرتقات خياله..هناك قدرة فائقة على التأثير والغوص في غمار ذلك الواقع التاريخي لسيرة الأوطان والاشخاص..وهما الركيزتان الاساسيتان للرواية من الفها إلى يائها..لست هنا في صدد عرض تفاصيل الرواية كمضمون وكبنية فنية وكلغة آسرة حتى في ادق تعابيرها ودلالاتها ومفرداتها..فالمشهد الروائي يحيط بكل ما تقع عليه الأحداث على خشبة الزمان والمكان..ومن خلال عناوين تلك المشاهد يمكننا تلمس جو الرواية العام "البداية مع "حكاية سهر والعشق والقمر.. شعب كالعبيد " العروبة وهم ام حقيقة ؟ هل يعود بك الفجر؟ الوطن ليس وردة " انت رعشة في الدم "حكاية اخناتون لمن اكتب "المساء والقمر في طيبة "وتحكي شهرزاد " الشام " "اخجل ان أقول أنا مصري " اخناتون "قبل الضربة القاضية.. وعناوين اخرى كثيرة موزعة على 393 صفحة "من المتعة الروائية "يجسدها السيد حافظ عبر قهوته السادة " أي المرة التي تشبه الزمن المر.. أي زمن الرواية وزمن الواقع.. في ص 44 "نقرأ حب الوطن اكبر خطيئة لانه كائنهلامي يسكننا ونسكنه رغما عنا..لو علمنا ان الله يرث الأرض وما عليها لعشقنا الله فقط " في ذات الصفحة "هزمت سوريا معنا واحتل الاسرائيليون الجولان والضفة الغربية من الاردن "قال الأستاذ هيكل ان الملك حسين خان عبد الناصر والاسد وابلغ اسرائيل بوعد الحرب وساعة الصفر.. وكتبت جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل في مذكراتها نفس الكلام..الجيش السوري خلع سراويله وترك الجولان.. والجيش المصري خلع سراويله وترك سيناء وغزة والعريش والجيش الاردني خلع سراويله وترك الضفة..هل؟
والجيش الاسرائيلي السري خلع سراويله أمام هتلر وحرق هتلر اليهود في المحرقة.. والجيش الالماني خلع سراويله أمام الجيش الامريكي والانجليزي في الحرب العالمية الثانية والجيش الاميركي خلع سراويله أمام الجيش الفيتنامي تحت قيادة هوشي منه في حرب فيتنام.
والجيش الفيتنامي خلع سراويله بعد الحرب وقرر التمتع بالقمار والملابس والاستيراد والتصدير وممارسة البغاء.. يا صديقي انها حرب السراويل.. العالم والبشر حقراء يشربون دم بعضهم صبحا ومساء..
إسرائيل حقيقة وليست كما قالوا هزمت ثلاثة جيوش عربية في 6 ساعات مصر وسوريا والاردن " وفي مكان آخر من الصفحة او المشهد نقرأ "منذ نشأة القاهرة في العهد الفاطمي وهي متسخة كما قال الجبرتي وحتى الآن..احنا شعب غلبان "كيف نحارب ونحن لا نستطيع تنظيف شوارعتا من الزبالة ولا حتى صناعة كبريت صالح للتصدير؟
هذا جزء من مشهد عربي واقعي يتسم بالسخرية والتهكم وهو يعكس حالة العرب المتردية ويعكس هزائم جيوشها في الحروب ويعري مجتمعاتها..
ويذكر في ص 45 ان المرة الوحيدة التي نجح فيها جيش مصر بكرباج محمد علي الذي دربهم على القتال..وضعوا في اذن الفلاح المصري اليمنى بصلة واليسرى قطعة قطن حتى يعرف اليمين من اليسار.
ولشهرزاد أيضا حكاياها في هذا الرواية التي تشربنا القهوة السادة بينما تمتعنا بكل تفاصيلها العميقة والشفافة في آن واحد .من وجهة نظر الكاتب السيد حافظ .الذي يقدم تصورا لروايته من خلال رده على بعض ما تجمع لدي من اسئلة حول الرواية وجول عنوانها الملفت.. ماذا يقد الراوي هنا هل للاسم من دلالة معينة تخدم الهدف الرئيسي منها؟ وكيف يترجم هذا الاسم ترجمة واقعية من خلال رسم ملامح عامة لزمان الرواية وامكنتها المختلفة أو لنقل عصورها المختلفة.. إذ ليس بالضرورة أن تكون حاضرا يستشف المستقبل أو محملا بذكريات الامس البعيد وعبق زهوره الوارفة حبا وعشقا ودفئا فقط هي مزيج من هذا وذاك..
يقول السيد حافظ: شهرزاد إحدى بطلات الرواية هي إمراة سورية من الجبل تحب القهوة فأحببناها معها اندماجا وتقديرا وتوحدا..
والقهوة عند الصوفيين هي تنبيه للعقل والروح للذكر فإنك تذكر الله وانت بكامل الوعى والتفكير.. والقهوة والشاى عندى مدد الروح للكتابة وعند الجنس فى العشق القهوة وهكذا.
· ما وظيفة قصص الحب مع ذلك الخيط الشفاف من الجنس في بعض المشاهد؟ والي اي مدى تتأثر رواياتك بالمشهد المسرحي الذي تجيد صياغته ككاتب. مسرحي متميز وله مؤلفات مسرحية عديدة .؟
- أعتقد انى متأثر بالشعر والمسرح والسيناريوهات التي قدمتها للشاشة متأثر أنها تجربة القلم وخبرة العشق فلا مناص أن تجدين العشق والمسرح والسيناريو.. إن أخذ الرواية إلى فضائي الحياتى والكتابي .
رواية قهوة سادة أيضا تعكس مرارات واقعنا المتأزم من خلال اسقاطات الماضي على الحاضر وتدور في فلك الأحدث كأنها تحمل قنديلا للدلالة على مكامن الخلل الإنساني لأي مجتمع من المجتمعات فعلاقات الحب او العشق لا تحمل دائما دلالة سلام للنفس او المشاعر قد تكون نابعة من حالات هروب من ذلك الواقع..وقد تحمل ايضا الأمل في الخلاص من الظلم او الكراهية او الحقد او التعصب ومعايشة الحقيقة وتقبلها..
يسعى الكاتب من خلال روايته إلى وضع النقاط على الحروف بوضوح حتى لا يختلط الحابل بالنابل ويفسر التاريخ على غير محمله.. من ناحية ثانية ليس بالضرورة أن يكون الكاتب هو الذي يحسب ويقيم ويعيد صياغة الوقائع إذا يكفي أن يدلنا عليها.. والا يفقد الكاتب معنى كتابته وهدفها..في رأيي لا توجد كتابة خارج تأثيرات الواقع سلبا او أيجابا ولا يمكن فصل التاريخ عن الحاضر عن المستقبل..هذا تماماً ما يظهر في هذه الرواية العميقة التأثر بالتاريخ الإنساني أولا قبل تأثرها بواقائعها على الأرض..
قهوة السيد حافظ السادة او المرة هي قهوة ممتعة بعد أن طوع مرارتها بفنية ومهارة.
عواطف عبد اللطيف الزين
0096590935012
الكويت ص.ب 871 حولي
الرمز البريدي 32009
سيرة ذاتية مختصرة
د .عواطف الزين
· صحافية وكاتبة وناقدة وشاعرة
· حاصلة على دكتوراه فخرية من جامعة الحضارة الاسلامية
· حاصلة على ليسانس آداب "قسم لغة عربية "الجامعة اللبنانية
· حاصلة على دراسات عليا حرة في المسرح..المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت
· معدة برامج ثقافية في التليفزيون ومؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول الخليج .
· العمل في الصحافة من عام 1977 وحتى اليوم بين لبنان والكويت
· تولت مناصب رئاسة الأقسام الثقافية والفنية في كل الصحف والمجلات التالية:
(القبس.. الوطن " مرآة الامة " اليقظة ")
· مديرة تحرير في مجلة السيدة الاولى.. وجريدة الهدف "و مجلة فنون " ودليل التليفزيون ومجلة ابتسامة .
· تكتب المقالة والقصة القصيرة والنقد السينمائي والمسرحي والشعر الحديث والرواية .
لديها إصدارات عديدة في هذه المجالات من بينها:
· كل الجهات الجنوب
· أوراق ملونة
· زمن الصداقة الآتي
· الثقافة وطن
· وجوه للإبداع
· لو ينطق البحر
· عزيزي النابض حبا
· أوراق إمراة
· أنا وحكايا النجوم
· ورواية تحت الطبع بعنوان مؤقت "فتاة المقهى الوحيدة "
· حاصلة على الكثير من دروع وشهادت تقدير من الجهات التالية:
(الفرق المسرحية الاهلية الأربع في الكويت)
· نادي الكويت للسينما
· جامعة الكويت
· جمعية الفنون التشكيلية وغيرها الكثير من الجهات والمؤسسات الثقافية في لبنان .
· وزارة الثقافة
· حلقة الحوار الثقافي
· جامعة الحضارة الاسلامية
وغيرها من الجهات
· عضو في جمعية الصحافيين الكويتية
· رابطة الأدباء
· المجلس الثقافي للبنان الجنوبي
· المجلس العالمي للغة العربية
· منظمة لبنان للامم المتحدة وغيرها من الجهات
· تعمل في مجلة الكويت الثقافية منذ عام 1993 حتى الآن
· تكتب في مجلة العربي"أحيانا "
· وصحف اليكترونية عديدة
· اجريت لها عشرات المقابلت الاذاعية والتليفزيونية في كل البلاد العربية التي زارتها ضمن مهرجانات سينمائية وغيرها (مصر تونس سوريا العراق الاردن الكويت بالإضافة إلى لبنان)
· مشاركة في مهرجانات سينمائية دولية من بينها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الاسكندرية لدول البحر المتوسط .
· ومهرجان قرطاج
· ومهرجان دمشق
· بالاضافة إلى مهرجانات المسرح والتليفزيون في الكويت والعديد من الدول العربية
· اعدت لتليفزيون الكويت برنامجين ثقافيين هما:
(الثقافة وطن" والصالون الثقافي من عام 2003 حتى عام 2010)
· النشاط الثقافي الحالي " اسست صالونا ثقافيا نصف شهري..يهتم بكل ما له علاقة بالثقافة
· إشراف عام على فيلم ترويقة في بيروت ومشاركة فيه .
· هاتف الكويت 90935012 أو 25348922
Email: awatifalzein@hotmail.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق