دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
(12)
السيد حافظ وجيلنا
شهادة
بقلم : أحمد غانم
دراسة من كتاب
إشكالية الحداثة والرؤي النقدية فى المسرح التجريبى
الســيد حــافظ
)نموذجاً)(
السيد حافظ وجيلنا
شهادة
بقلم :أحمدغانم
عرفت السيد حافظ عندما توهجت عندما توهجت رؤوسنا وهى تصطدم "بمستطيل" النكسة وهو مستطيل اسود مسنن يخالف فى الشكل والمضمون مستطيل كيونريك (أوديسا الفضاء – 2001).
ولقد دشن ميلادنا فى لحظة الذبح والتقينا فى آبهاء وأروقة دار العلوم الخشبية، كطيور النورس المذبوحة. كان السيد حافظ طالبا يتمتع بتمرده وكان الوقت – بالنسبة اليه – هو الفصل الختامى فى رحلة قلقة الجامعى بين كليات التربية إسكندرية و.......... و...... وكنت فى عام 1969 مشرفا فنيا للنشاط التشكيلى بالكلية وكان اللقاء حميما بين خريج كلية فنية مثلى الطلاب اقرب اليه من حبل الوريد، وبعد أن مارسوا : الذبح الوظيفى على بتمردى على طقوس الوظيفة فى مدينة النكسة التى ينحرها السوس. كنت هذا الذى هو انسان أولا وفنان ثانيا ولا موظف ثالثا. فقد كنت أقول، أننى موظف فى اللا وظيفية او أنها وظائف اعتمدت فى الوقت الضائع البوار من الأمة: كان السيد حافظ ابنا لمدينة ونبتا للأسكندرية وشقيقا لقاص سريالى رائع "محمد حافظ رجب" اصطدم راسه – الكرة – بالجدار المسنن وصار رأسه راسين وثلاثة وكنت ابنا للريف (مسقط راس البحيرة) وزرعا لمدينة ريفية صناعية (المحلة الكبرى). كانت المدينة (الكزموبلاتانية) بالنسبة الى متاهة تحتاج حلا. وكانت المدينة بالنسبة اليه أوراق كرتونية بل أوراق كوتشينة بائسة سافرة، كان تمردى تمردا طويلا، ومحاورات مع صديق اختزلت فيه العمر والأمة (فاروق عبد العزيز) وكان تمرده صراخا ومبالغة محببة. وكان – وكأنه – لابد وأن نلتقى. التقى جيلنا على مقولة شهيرة نحن جيل بلا اساتذة وبدأ جيلنا يكتب. وهو أعجب الأجيال فى تاريخ الامة المصرية(وهذا ما أؤكد أن الأيام ستثبته). فجيلنا ليس ابنا محصنا لثورة 23 يوليو. لقد تشمم جيلنا رائحة أساتذة الاربعينات كان احدانا أو الآخر قد تأثر بعمق الاثار الأدبية الرائعة لطه حسين أو توفيق الحكيم أو عباس محمود العقاد أو سلامة موسى، غير أن التيار وهو يجذر بنا ويمد ويجذر قد أخذنا الى بعيد.. كانت التحديات الفوارة أكثر ضراوة من ضراوة هذه الذكرى. ولقد ولد جيلنا فى عاصفة. فصرخته الاولى كانت قنبلة هيروشيما، وفطامته كان النكبة، وحجلة كان ثورة 23 يوليو.
وفى لحظة الميلاد الحقيقية لأى جيل (التخرج) اكتشفنا أننا لأوراق خريف تحرقها البرودة وتذروها الرياح، وأن ميلادنا موت.
وأن جاءونا نسيان، نحن الجيل المنسى الذى كبلت يديه وقدميه الاحلام الطائلة لجيلين (الرواد – وجيل الوسط) وقالوا: اصرخ بدون صوت فالحبل والمشنقة فى رقبتك، احكمت دائرة الحبل على العنق بأسم الثورة والنكسة والعسكريتاريا والمعتقلات ونضال الأمة، وامتد الحبل طويلا باسم(النفط) وبدأ المسلسل الأسود: مسلسل الكآبة: نفط بطعم الحنضل، ومدائن يحكمها العسكر ويتركون ابوابها ويتركون أبوابها ومرابضها ومراتعها ورمالها تحت نجمة اسرائيل التى تتسيد النجوم الامريكية
وبدأنا نكتب ونرسم، وكأننا نمارس الطقوس الوثنية للحرية.
وجاءت كتابتنا (شفرية). الأدب والخيال والتاريخ البعيد واللاوعى، تقرأ فيصيبك الدوار أو الخيال. المهم أن تكتب لغة لا يدركها قلم الرقيب ومقصه. وهكذا ولد الغموض شرعيا تحت مقارع النكسة. كان شئ فضفاضا وواسعا غامضا ووهميا : التاريخ والذكرى والفاجعة والأنا والمستقبل: ما تعلمناه وما لم نتعلمه وما لن نتعلمه كان السيد حافظ يملك بكل الجرأة التى يملكها ابن الدن الكبيرة، والذى تعلم مع الحجل كيف يتشعبط على أبواب الترام والتروللى والباص. يلح مكاتب(الكبار) بركلة من قدمه. وكنت كريفى يحيا لبلدته الاولى فى مدينة لا تحسن استقبال واحد.. ويتساءل : لماذا؟ وكيف ؟ والى أين؟؟ وتشكلجيلنا بين جزئيين ذرته (السالب – والمجب) بين جبال الاستبطان الشامخة وبين قعقعة الاحجار المتصايحة وهى تدك اشياء المدن. بين الحزن والسخرية كانت الدائرة. وبدأ الجوهر واحدا واعدا.
والنقطة المركزية للحدث واضحة. والتقا الفريقان على لغة رومانسية ثورية: لغة هياجل مصطرخ، كان يكتب الينا السيد حافظ تحت اسم اوزوريس إهداءات كتبة هكذا: الى الاخضر، الى النورس الى ضياء الماء وماء الضوء، الى البنفسج الى الطاقة.
اقتحم السيد حافظ مع الطلبة والطالبات مخزنا مغلقا به الكراسى والمناضد والدواليب التى نريدها لمرسمنا، واقمناه فى الدور الاول الذى قيل أنه آيل للسقوط، ولم يخش – أحدنا – شيئا من سقوط المبانى ،كانت الفتنا عجيبة لهذا المبنى، وكنا حجره وحيدة تطل على صحن دار العلوم حيث يلمع تمثال نصفى أبيض لمؤسسها (على مبارك باشا) وكنا نشعر بالألفة العميقة مع هذه الاعمدة من الاخشاب النابتة من قلب قرن مضى، وحيث يتساقط دهانها وكأنه لحاء الاشجار عجوز ترفض الموت. وامكن لنا فى هذه الخلوة – صنع الأطلال – أن نستمع الى تردادات أصوات المحاضرين عبر مائة عام والحى سكون الليل والى شقشفة الضوء فى رواق اسلامى والى جلبة الطلاب بين الاعمدة، والى مراثى المظاهرت الوطنية التى خرجت من دار العلوم الى قالب القاهرة عبر السنين.
وحاول السيد حافظ ان يمارس الرسم، ولجأت الى الرسم به (فلو) حتى(الخوذة والشهيد) تحمل بصمات قدميه ويه. كنا رمزين وتجر يدين، رافضين وباحثين عن واقع آخر.
وكنا تعبيرين وحوشيين ووحشيين ومجربين، وكنا نمضى الوقت فى هذه الانحاء الى منتصف الليل، وكانوا فى الصباح يسألوننى عن تأخير خمس دقائق من الحضور الوظيفى. كنت امارس فى قلب الدوام رحلتين مقدستين إحداهما باتجاه الجنوب – عابرا الحى الراقى جاردن سيتى الى النيل، اسكب العيون فى ابهاء امواجه واضواءه.. ناسيا اننى أعتلى ظهر مقعد حجرى رطب وثانيتهما باتجاه الشمال الى قلب ميدان التحرير الى شارع شمبليون اسمع الموسيقى الكلاسيك مع رفقه اخرى منهيا العرض الدائوب الأزرق.
وكان السيد حافظ يختفى فى نفس الوقت باتجاه الجنوب الى روز اليوسف وباتجاه الشمال الى دار الهلال يقرع آذان (الأسماء) بصراخه، المشروخ روعه.
وبدأت رحلتى مع مسرحية(حدث كما لم يحدث أى حدث) ولم يكن هنالك أوضح – فى لغتنا – من هذا العنوان.
فالذى حدث هو انه لم يحدث اى حدث، وهذا وحده يكفى تبيانا لموقف. كنت فى هذه السنوات قادرا على ان اتناول هذه اللامعقولية فى الفن كصرخة احتجاج جيل.
وكان فى هذا السيد حافظ لا يبارى ولقد اتمنا دراسة هذا العمل واحتشدنا لديكور مسرحى فيه لوحة مصممة على ان ترسم بالقلم الجاف الاسود على مساحة 2,5 متر ارتفاع فى 6,5 متر. (ولك ان تتخيل حجم هذه الطاقة الانفعالية التى كنا نملكها) فلم نكن نلعب ووقف البيروقراطية ممثلة فى جيل كامل بكل فرقة (الموظفين والعسكر والبيروقراطية والدكاترة ضدها وكلهم ينظر الينا وكأننا نتاج كوكب منفصل. لا احد يريد لنا المشاركة بشئ.
تحول السيد حافظ الى الاسكندرية وبدأت مراسلاتنا ما بين (عزبة دولار التى بالكاد ادركت فيها شقة متواضعة من ثلاث غرف فى حجم علبة السردين(الغرفة 2,5 × 2,5 متر) وكان الحصول عليها معجزة بمقدم ومؤخر وصداق ونفقة متعة ونفقةحضانة وفى النهاية دخلنا فى طاعتها... وما بين مسكنه الذى لم اره حتى اليوم، وكان عنوانه، ايضا بالنسبة الينا عنوانا شفريا: محرم بك خلف نمرة 16.
أخذتنا سفينة الرخ الى مدينة الكويت وحتى تكون القاهرة ومصر كبيضة فى راحة اليد على استقامتها، وكانت البيضة ما تزال تفرخ افراخها المذبوحين "وانقطعت اخبار السيدحافظ عنا. واكتشف المرء عند لحظة الاصطدام الاولى : كم هى وهمية تلك المدن الذهبية، واننا أخطأنا العنوان (خلف نمرة مدينة الذهب) لقد غلبتنا شقاوتنا وبدأ فى الكويت لنا تحصيل ثقافى فذ وكبير ،ونعتز به تلك كانت طبيعتنا اننفرخ ثقافة فذة وكبيرة ولا نفرخ دنانير. وتذكر أننى فى مشاهداتى الضحاوية(نسبة الى الضحى) قد امتلأت بدنانير النيل. وحيث تلمع اضواء السماء الفضية على سطح الأزلى، وكان فضل الكويت علينا أن أدركنا الادراك الكلى مصحوبا بإدراك جزئى. هناكانت رحلة تطبيق الدنانير :لماذا؟ والتعليم: لماذا؟ والطباعة: لماذا؟ والفلسطينون : لماذا؟ وعرب النفط : لماذا؟ والسينما : لماذا؟ والتصميم : لماذا؟ والسياسة : لماذا؟... والعسكر : لماذا؟ والفرد: : لماذا؟ والجاعة : لماذا؟... وآه من هذه اللماذا؟
بدأت رحلة التخصص والتطبيق الميدانى الشاق، الوعر، هنا هنا إمكانية ما التطبيق ما ،ومعمل إختبار للأمة العربية كلها ،وفى مصر أذا كانوا قد استولدوك ابنا لهم بخسا، فإنهم هنا قد إشتروك بخسا. وتظل قيمتك حائرة ،هذا الحيل الراحل بلا نظرية ابدا لن يعود الى ثكناته.. الريفية الا بنظرية. والنظرية معرفة بالأصول والفروع. بالكليات والتفاصيل. والفلاح يعرف لا كيف يزرع الطين بل كيف يزرع الرمل والماء والهواء بل الاكفار والاحلام والمشاعر. الفلاح الحقيقى هو المثقف الذى عاد يدرك ان الارض كلها ليست سوى تربته الداخلية : قلبه. وفى قلبك يتكون العالم – خلال رحلة المتاهة العربية – لا هالة وهمية بل جدارا جدارا ولبنة فلبنة
وفى ذات ضحى صيفى صحراوى قائظ، قابلنا (أنا وفاروق) السيد حافظ فى مدينة الذهب كان فى اعناقنا طوق عمل لـ 22 ساعة يوميا وفاءا بوعد لصاحب شركة إعلانية لكنه خلع بعدم تمام العمل صوت الرجاء الى صوت الذئاب # 12 وكان السيد حافظ يبحث ظامئا عن قطرة ماء. كان كلانا مقيدا – وما يزال – الى عجلة النار والتجربة. ولم نملط ان نعطيه سوى أعمق الامنية والسلام. كان القلب منا يتقطع وهو يسكن فى حجرة 6×6 متربها اثنتى عشرة سريرا صعيدا. وكان قد اتى ومعه لفائق نشره ورسائل وبعض اعماله وفى لحظة إنسانية – اقدرها – لحظة أمتعاض مزق خطابات (منطقة دولار) الى منطقة خلف 16 وبهدوء سحبت منه عدة خطابات كان اسفا وكنت مشرفا على هذا الاسف بعشق لاضحياتنا القاهرية والنفطية.
ومن مجلة (صوت الخليج) الى المجلس الوطنى للآداب والفنون بدأ السيد حافظ يتعيش طريقة ويتوازن وكنت فى هذه الفترة أحمل ما بين القاهرة – الكويت وبالعكس الكتب والرسوم الثقيلة، لا أدرى كيف أو تسكن، وبدا عذابا كعذاب سيزيف صخرته؟؟ قمة الجبل تنكر عليك الصعود. وبطنه ينكر عليك النزول، والعود ليس بأحمد، وأمتلأ فى حديثة : يا أولاد كذا وكان فى هذا الصراخ – السبعيني انقى قلبا واصفى من الاطفال. هنا بدأ يتعلم الهجوم ليس على كتاب أرصفة القاهرة، بل على الجنس العربى كله.
وبدأنا (ننجح) والعارف لا يعرف وظلت السيد حافظ لغته المسرحية الفضفاضة وأكتشف اننى صرت صاحب ذرق محافظ خاصة فى غير الفن الذى امتهنة. هل هذه المعرفة بالتخصص والتفاصيل أم أن المعارك صارت على جبهات تخصصية شتى ؟!
وفى العام 1983 م طلبنى السيد حافظ لأصمم له ديكور مؤسسة البدر. قرأت المسرحية فاسعدنى جمالها واشراقها، بساطتها ومغزالها. وبدت النهاية فيها فى قوة وجمال (لحظة التنوير) فى القصة القصيرة. هل ياس السيد حافظ من عالم الكبار فلجأ الى الاطفال؟! واكتشفت فيها أن ذلك الشاب الذى مازال يتحدث بلغة المطلقات والرموز هذا القلب الغور بالمحبة قد وجد فى نهاية المطاف اين يضع موهبته ؟ ولمن يقدمها؟!
كنت سعيدا بهذا الاكتشاف وإكراما السيد حافظ أعدات تصورا للديكور، وأعدت تدارك ما أنمكش فى الذاكرة من المنظور المسرحى الخ..... التقيت بالمخرج والمنتج وعرضت عليهما تصورى، وكنت المس فى شبح السيد حافظ حزنا لم أره فيه من قبل قط. بل وياسا من المواجهة. لقد اختفى امام ناظرى.. ولم أعد القاه.. وكان مفاجأة لى أن المخرج والمنتج قد استبدلا (لحظة التنوير) (بلحظة تعتيم) لا تطفئ على المسرحية نارابل تجعلها هشيما. لقد ابدلا النهاية إبدالات.. تحت دعوى انها نهاية... تراجيدية، وانهم قدموا من قبل ثلاث مسرحيات أو أربع بنهايات حزينة؟؟...
فى نهاية مسرحية (سندريلا) للسيد حافظ جعل الشرطى الذى يقيس حذاء سندريلا يصرح : الحذاء ليس حذاؤها وسندريلا تصرخ: انه حائى ومن يصدق سندريلا وبهذه النهاية – وهى اضافة لها قيمة – يكون هناك مبرر درامى لفهم موقف الوزير الذى يرفض من البداية هذا الزوج ويكون هنالك اشارة حقيقية للاطفال نحو فهم العلاقات الاجتماعية فى عصرهم وصراعاتهم.
وبتغيير هذه النهاية الى النهايات التقليدية صارت مسرحية السيد حافظ بلا معنى. لقد حملت تصورا رمزيا وتحويليا وعمليا للديكور يخالف تصورات المخرج. فأنسحبت من العمل. ولم يكن السيد حافظ بقادر فى كآبة نفسه المفاجئة ان يصرخ. ولأول مرة أرى السيد حافظ استبطانيا.
وفوجئت بالهجوم المنظم والمخطط والذى يستدعى العامة على السيد حافظ محملا اياه ما قاله كاتب فى مصر أن السيد حافظ يطور مسرح الاطفال فى الكويت وكأنها سبة أو جريمة يقتضى عقابها؟ وهذا السيد المحرر الذى كتب واستكتب غيره طعنا فى السيد حافظ ومسرحه لم يعتنىأن يشير اليه.. ذها الذى يأكل كلمة من ابداعات امثال السيد حافظ، ويفرد ضد مسرحة الاعمدة الطوال العراض ليشير الى من يطعنه...
وهكذا تمت الدائرة، تولد فى أنظمة العروبة فى غفلة من التاريخ والزمن، تنسانا عند المواقف، تبتزنا بكل اسم، وتطعننا دون ان نشير الى اسمنا.
المهزلة كاملة، هى رحلة السيد حافظ.
ولأن الناقد والنقاد تخلوا عن دورهم الرشيد البناء فقد تمزقت فى أنفس كآبة السيد حافظ الظلال لها، فإتخذ من الاطفال فى مسرحيته التالية(الشاطر حسن) حقل اختيار للغته الفضفاضة الواسعة التائهة. وكانت تلك الجريمة للنفاذ بأكثر مما هى مسؤوليته. لقد خالفت تصوره المعذب المشتت المشتت هذا. وأربأ به أن يعود الى سندريلا قاموسا له....
يكلم الأطفال بهذه اللغة البسيطة المشرقة ويعيد سرد حكاوينا القديمة بمرآته العصرية البسيطة. لاستعراض فى الفن. ولا لغة فضفاضة ومشتتة ستعيش الزمن. املنا فى السيد حافظ أن يخاطب الطفل يحنو قلبه ببساطة الكلمة، وعمق مرآيية وشروخات عصره ولعلها ستبرز من يديه كاشراقة يوم جديد. ثم اليس الاطفال هم الأمل؟!
ليس حديثى حديث ناقد. فلست بناقد مسرحى، انما هو حديث ذكرى رحلة واحدة، ركب فيها السيد حافظ بساط المسرح الذى هو ساحر وانا مسحور به (هذا البساط) وركبت متون جبال التشكيل بين الضوء والطمى. ولا استطيع الحديث عن السيد حافظ دون ان اتحدث عن نفسى، فهذا الحوار بين افرد جيلنا صلة لا نستطيع منها فكاكا ،نحن المقيدون فى عجلة النار العربية، نستطيع ان نتخاطب أن نتهاتف، ان نتجاوز، حتى ولو فقدت الكلمات فى عصرنا العربى كل معانيها حتى ولو كان الصمت حبلا وطرفا وانشودة عذابة.
احمد غانم – الكويت فى 15 مارس 1985م
0 التعليقات:
إرسال تعليق