دراسات من كتب د. نجاة صادق الجشعمي
(40)
السيد حافظ وهموم الإنسان العربي
دراسة حول مسرح السيد حافظ والتزامه
لقضايا الوطن والمواطن كهم أثير لديه
بقلم د / مصطفي حشيش
دراسة من كتاب
المسرح التجريبى بين المراوغة واضطراب المعرفة
السيد حافظ وهموم الإنسان العربي
دراسة حول مسرح السيد حافظ والتزامه
لقضايا الوطن والمواطن كهم أثير لديه
بقلم د / مصطفي حشيش
جامعة 6 أكتوبر
كلية الإعلام
الابداع .. المبدع .. معنى وصفة، هما جل هم من عمل بالأدب والفنون فى كل بلدان العالم المتحضر، وقيمة كبرى فى قواميس كل الشعوب ، وهما كلمتان لاتطلقان جزافا على الناس فى كل بلد ، لما لهما من قدسية وأهمية ومواصفات قياسية لايتحلى بها معظم الناس ولاتنطبق الا على صفوة الصفوة منهم ..
الا انه للمؤسف عندنا استبيحت حرمة هاتان الكلمتان واصبحتا مرادفتين لكل مسف وغث وتافه ومقزز ، فكل الاشياء والاشكال عندنا ابداع _ سواء كانت الاعلانات التافهة المستفزة او الروايات المسروقة ، او الافلام المنقولة تشويها ومسخا وصولا إلى الاغانى العارية مرورا بالمسرحيات السطحية الساذجة الغبية ، ولان كل شيء عندنا يندرج تحت اسم الابداع ، صار كل عابث ودجال وجاهل ولاخجل من قول قواد ايضا ..مبدعا..
وللاسف كم من الجرائم ترتكب باسمك ايها الابداع
اننا يجب ان نسأل بشكل مستفز ، هل كل من قدم فتاة عارية تتلوى فى اوضاع مخجلة فى فيديو مصور لأغنية فى فديو مصور لاغنية اصبح مبدعا؟
هل كل من تجرأ على دين او عقيدة او رمزا من الرموز فى رواية اصبح مبدعا؟ هل كل من نقل فيلما نقلا مشوها اصبح مبدعا ؟ ان هناك فرقا بين ابداع حقيقى قد يصطدم بمشاعر الناس ومقدساتهم ويثير جدلا لكن من خلال عمل لبداعى صحيح ولنا فى اعمال يوسف شاهين السينمائية النموذج والمثل وكذلك اعمال نجيب محفظ الروائية واشعار امل دنقل وتاريخ صلاح طاهر الفنى واعمال عبد الوهاب
ان الابداع الحقيقى هو مايجب ان تنحنى له الرؤوس وتفتح له الابواب وتتوفر له كل الحماية والحرية ، ولاتزال امامه كل الحواجز والقيود ليثرى حياتنا من خلال مناقشته والحوار حوله ونحن اليوم بصدد مناقشة اعمال احد المبدعين الحقيقيين فى حياتنا المسرحية ، اثراها انتاجا وجدلا ، اعمالا ونضالا اقترابا وابتعادا ، غوصا وعمقا وتشريقا وتغريبا حبا وهجرا حنانا وقسوة غراما وانتقاما كل هذا بقلم ملأه من ذاته المتوقدة وفكره الحر المستنير ومعاناته وآلامه المتدفقة ، ورؤيته الثاقبة الشاملة ، وسبره لأغوار ناسه ومجتمعه ، وحبه لأهله ووطنه وامته .. السيد حافظ مبدع مصرى عربى الهوى .. كتب القصة والدراما التلفزيونية ، مارس النقد والاخراج ، لكن الكتابة للمسرح كانت ومازالت مشروعه الاثير منذ البداية وختما للنهاية ، وقدم للذاكرة والوجدان والعقل العربى عددا لا بأس به من المسرحيات تقريبا (66 مسرحية) التزم فيها بموقف تجاه جيله وواقعه ومجتمعه وهذا الالتزام ليس فقط فنا وابداعا ، وانما معنى وسلوك حياتى يلمسه كل من يعرفه او يتعامل معه.
فعلى المستوى الشخصى .. فعلى مدى ستة وخمسين عاما هى عمره .. وبعد تخرجه من جامعة الاسكندرية فى عام 1973 شغل عدة مواقع اوضحت مدى التزامه وتفانيه فى خدمة مجتمعه سواء مديرا لقطاع الدراما بالثقافة الجماهيرية –رئيس تحرير مجلة رؤيا – مدير مركز الوطن العربى سابقا –اتحاد الكتاب العرب -اتحاد كتاب مصر – نقابة المهن التمثيلية – والسينمائية وعضوية منظمة تربوية فى الاريزونا.
وعلى مستوى الانتاج الفنى .. كان السيد حافظ غزير الانتاج متنوع الموضوعات والتوجهات .. فقد قدم منذ 1970 وحتى الان اكثر من 66 مسرحية واكثر من 15 مسرحية للاطفال عرضت معظم هذه المسرحيات على امتداد ورقعة الوطن العربى وعلى خشبات العديد من المسارح.
هذا إلى جانب اكثر من اثنى عشر عملا تلفزيونيا واكثر من خمسة عشر عملا اذاعيا.. بالاضافة إلى جانب هام وهو وجوده كمادة بحث للعديد من الدارسين والباحثين العرب والمهتمين بالمسرح .. فقد كانت اعماله مادة ثرية ونبعا دافقا وحقلا يانعا لهؤلاء الباحثين على امتداد رقعة الوطن العربى فالكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه والعديد من البحوث والدراسات تناولت مسرحه سواء فى المغرب العربى او حتى الخليج إلى جانب العديد من الدراسات بمصر للكثير من اكفاء النقاد والمهتمين بقضايا المسرح الحقيقية.
واعمال السيد حافظ متنوعة الشكل والمضمون ولكن رغم تنوعها تتفق على شيء هام واثير لديه ، وهو ان الإنسان وحلمه بالحرية ومحاولة تجاوز اغترابه فى واقعه ، فالعدل والظلم والموت والحرية ، كلها معانى وقيم أهمته وشحذت همه ليحاول ان ينتصر لهذا الإنسان ضد كل عوامل قهره سياسية ام اقتصادية او اجتماعية او حتى ذاته الداخلية.. فمحاور السيد حافظ او قارىء اعماله .. يستشرف فى حلقه وقلمه مرارة مصدرها هموم الإنسان العربى وحسرته على واقعه الذى يبغى له السيد حافظ الافضل دوما ، باحثا عن كل السبل والطرق التى توصله إلى مبتغاه سواء بترويض التراث ، وركوب بسلطه السحرى استشرافا للواقع وطيرانا على الواقع المعاش ..
واذا كان التجريب هو الموجة الدائمة العوم على سطح بحر المسرح هذه الاعوام فان السيد حافظ كان من اوائل السابحين فى هذا البحر واول راكبى تلك الموجة، ومن يقرا مسرحيتة (كبرياء التفاهة فى بلاد اللامعنى) والتى قدمت فى7 ينايرعام 1970 اى اوائل سبعينيات القرن الماضى يدرك انه تعامل مع هذا المصطلح قبل ان يطرح للتداول على خشبات مسارحنا وطاولات بحثنا وحلقات مناقشتنا والذى لم نصل إلى اتفاق حوله حتى اليوم ولا تعريف محدد له حتى اليوم كشأن أى شيء فى حياتنا وعالمنا العربى ولعل اهم مايميز اعمال السيد حافظ ، البعد السياسى فى تلك الأ عمال فهو ليس نجاف ولا قعوار ، واختياره للشخصيات والوقائع التاريخية والتى يختارها بعمد وقصد لاتخلو من دلالات مع حذر واضح فى المباشرة وهو دائم الاهتمام مهموم بالقضايا الكبرى كالحرية والهوية وجدلية الماضى مع الحاضر ، لذلك كان التراث ثوبا كلاسكيا متخفيا بل شيئا حيا، متحرك و متجدد ، لأنه يؤمن أن من لايملك تراثا لايستطيع ان يقدم اعمالا ادبية عظيمة ، فالكلمة فى المسرح كما هى فى الأدب ذات مستويات متعدده كما هو معروف ، والتراث يعطينا تلك المستويات وهذه الابعاد ، ويرتكز السيد حافظ إلى التراث فى مسرحه ليعطى فرجة ومتعة لأن المسرح فى أساسه فن البهرجه والمتعة البصرية والتراث يعطي ذلك البهرج ويزيد تلك المتعة ثم انه يعطي مدلولات للفهم يتلقاها المتفرج كما يهوي ويفسر. والسيد حافظ حين يكتب لا يمارس وصاية علي الأفكار ولا علي المتفرج بل يقاسمه تلك الأفكار .
والتاريخ عند السيد حافظ معين يستقي منه ولكنه حينما يتناول التاريخ ليقدمه لنا فهو لا يعطينا درسا في التاريخ وانما يقترحه علينا لنعمل فيه خيالنا بعيدا عن الأدلجة السياسية التي تقلل من قيمة المعني وتحد من الخيال وتقلل من الاستفادة فالسيد حافظ يأخذ من الخلفية التاريخية معبرا للجدلية بين الماضي والحاضر حتي يكون الصراع حيا وجديدا وهو في كل ذلك لا ينبغي ان يكون المتفرج تابعا له فهو لا يفرض عليه الوصاية بل يرجو ان يشاركه ويجادله لانه بدوره ليس تابعا لا لانثربيولوجي ولا لسياسي ولا لعالم اجتماع ولا لأحد ... هو كاتب للمسرح هذا العالم الثري الرحب وحسب .
ولعل قراءة في بعض نماذج من أعماله تجعلنا نقف علي عالمه السحري الزاخر والثري.
نماذج :
أن قراءة سريعة في نماذج أعمال السيد حافظ تدلنا دلالة قاطعة علي ما سبق ذكره حول مسرحه ففي مسرحية ( اشاعة ) على الرغم من مأساة الموضوع .. إلا انه يتحول بها من الخاص إلى العام حيث الفضيلة تواجه قوي الشر .. ويدين كل عوامل التربص بالحب والجمال .. رافضا كل أشكال الحقد و التخلف والأنانية، ان مسرحية ( اشاعة ) تطرح مفهوما عصريا للصراع الأزلي بين الخير والشر من خلال نموذج العالم المصري الذي يحصل علي جائزة نوبل في العلوم الاجتماعية، ويهديها لكل الشعب المصري ولأن قوي الشر الهدامة بالمرصاد لكل محاولة جادة، وفاتحة أفواه الرياح لاطفاء كل بصيص نور ولو لشمعة وسط ظلام حياتنا تبدأ تلك القوي في نسج اشاعة تدين هذا الأستاذ واحدي تلميذاته الصعيديات .. في اشارة إلى محاولة تشوية القيم والعادات والتقاليد الراسخة .. ومن خلال الصراع بين بعض قوي الشر متمثلة في بعض الشخصيات، يضع السيد حافظ همه السياسي ورؤاه حول العصر الذي عاش فيه ورموزه التي انفعل بها إلى جانب عدم اغفاله مناقشة علاقة التيار الديني بالسلطة في فترة من الفترات في محاولة لضرب التفكير العلماني والفكر اليساري .
وعلي عكس المألوف الساذج والمتوقع التقليدي ينتصر الشر بتآمره علي الفتاة كنموذج للبراءة والخصوبة وتشويه الأستاذ علي المستوي المعنوي .. في دلالة عن ان الشر باق وقوي .. ولكنه في نفس الوقت تأكيد علي ان ( مصباح الزمان ) أيضا لابد ان يظل منيراعلي مر الزمان ليهدي الحياري وسالكين دروب الحياة الوعرة في ظلمة ليل اليأس والتخبط والضياع .
أما عن موقفه السياسي وتآزره مع رجل الشارع والمواطن العادي البسيط ومحاولة تغيببه عن دوره في حياته .. ومحاولة السلطة إغراق عقله البسيط وتضخيمها حتي لا يفكر في غيرها .. يقدم لنا السيد حافظ هذا النموذج في ( حكاية الفلاح عبد المطيع ) ذلك الغارق بفعل السلطة في همومه الاقتصادية المتمثلة في الفول لأولاده والشعير لحماره ... وهو بهذا يغيب عن واقعة ويتنازل عن حريته في مناحيته ووضعه وظروفه ويترك أمره لظل نظام سياسي يدعي الديمقراطية ويرفع راية الحرية زيفا ... وهو نموذج لملايين البشر علي امتداد العالم والتاريخ ليس فقط في عصر المماليك كما قدم ولكن بشكل اوسع ومنظر أشمل وناعم في كل مكان .. فالزمان والمكان اللذان قدمهما السيد حافظ لم يغيروا استنساخ الصورة في أي وقت ومكان يجمع الحاكم بالمحكوم مع تفاقم درجة التطور والتغير الشكل والممارسة في كل وقت .
وفي نموذج أخر يقدم لنا فيه السيد حافظ السلطة منافقة متمايلة كاذبة مستبدة متسلطة، يقدم ذلك في مسرحية ( العزف في الظهيرة ) فمن خلال الشخوص والأحداث يقدم لنا السيد حافظ مكر السلطة والتواء اساليبها في سبيل تحقيق اغراضها ومصالحها حتي علي حساب الشعب، فلو ان السلطة مع عبد المطيع استغلت التخلف لانهاكه والسيطرة عليه فإنها في الظرف وفي ظل التطور الحضاري تمارس قوتها بالتحايل ولو من خلال القوانين .
وهو بهذا النموذج يدين آفات إجتماعية ضربت الآمة وعاني منها الشعب العربي .. وذلك ما أوضحه وصوره وأكد عليه في مسرحية اخري وهي (ملك الزبالة).
وقضية الاغتراب حتي عن الذات والناس .. عالجها السيد حافظ في مسرحية ( امرأتان ) فهذا النموذج الذي يتم من خلال تقديم قضايا إجتماعية وخلقية من خلال قصة امرأتان يتيمتان يتم الاستيلاء علي ..... وحصرهما في نطاق ضيق بحيث تبحثان عن اليف أو ونيس حتي لو تمثل في كلب كرمز للوفاء بعدما فقدتا الأمان لدي الأصدقاء ولمتحصدي سوي النفاق والاستغلال فالاغتراب والانتظار سمتان اساسيتان يطرحهما السيد حافظ في هذه المسرحية وهو بهذا لا يشير إلى الاغتراب بمعناه البسيط وانما إغتراب الإنسان عن مجتمعه عندما يصطدم بآفات خلقية تحاصره وأمراض اجتماعية تقهره وتجعله يغترب عن مجتمعه بل حتي عن ذاته وينتظر واهما املا قادما لن يأتي وكأننا أمام فلاديمير وسترجون .. والذي لن يأتي بدا .. ورغم تشاؤمية النظرةالتي يطرحها السيد حافظ إلا ان واقعيتها وانعكاسها علي الإنسان المعاصر تؤكد وعي هذا الكاتب بالذات البشرية المنسحقة بواقعها, المنغلقة علي ذاتها كصدفة السلحفاة تحميها من الجو الخارجي ولكنها لا تمنع عنها المرض الداخل الذي قد يصيبها في مقتل حتي لو كان مرضا بسيطا .
كثيرة هي القضايا التي يعالجها ويتناولها السيد حافظ في اعماله فعن الموت يتحدث بإعتبارها قضية فلسفية تمثل نهاية البداية قديمة بدأت منذ فترة وبداية لحياة جديدة تمتد لما لا نهاية .. الموت عنده ايضا امتداد للثورة والنجاح .. مثلما هو الحال في مسرحية ( علمونا ان نموت وتعلمنا ان نحيا ) . الظلم والعدل مصطلحان اثيران . لدي السيد حافظ وهمان ولما هما وتعامل معها وعاني منها فغلفا العديد من اعماله وكانا في صراع دائم في كل كتاباته، فالعدل في اعماله مفقود تنادي وتصرخ به كل شخوصه، الظلم سائد مسيطر عانت منه تلك الشخوص واكتوت بناره ولذلك كانت الحرية هي القضية الهامة لدي السيد حافظ والتي سعي إلى تحقيقها في معظم اعماله اعمالا لمبدأ ان الحرية هي الدرع الذي يجب ان يحتمي به الكل ليقاوم الظلم ويدعم العدل.. ولم تكن الحرية كمفهوم سياسي فقط لديه في رفض الحروب والاستعمار وطرد العدو، ولكن كانت ايضا انعتاقا من القيود الاجتماعية وهربا من الأفكار الرجعية والخرافات والتقاليد البالية في مسرحه الاجتماعي .. بل تجاوزت كل ذلك لتكون فكرا فلسفيا يعبر عن وعي الإنسان بذات الأشياء المجردة وقد اتخذت شكلا رمزيا مكثفا يعبر عن رغبات المجتمعات في محاولة كسب هويتها وذواتها واستشراق غدها وذلك الغد المشمس بنور الحرية وضوء شمسها .
الخاتمة :
كما سلف واكدنا ان الإنسان العربي هو المحور والهدف ومناط القول والمبتغي عند السيد حافظ فرغم طرحه لقضايا كلية عامة همها الأساسي ومادتها النموذج البشري ايا كان، الا ان ذلك لا ينفي خصوصية هذا الطرح وبروز البيئة العربية والمصرية في همومها اليومية وانعكاساتها علي هذا النموذج البشري، فمسرح السيد حافظ يتمحور كما ذكرنا حول الإنسان إيمانا بقيمته ومستقبله وخصوصا الإنسان العربي ذلك المالك لجذوره الممتدة لآلاف السنين والتي لم يضيعها السيد حافظ هباء، بل آمن بها ووعاها وسبر اغوارها وتتبع سيرها عبر كل العصور المسيحية والاسلامية والعربي كمجري النيل الذي يسري في جسد هذا الوطن ويمد شراينيه بالحياة، سرت مصر وهمومها وطموحات ابنائها واوجاع شعبها في مدار قلم السيد حافظ لتؤكد انه مصري النبض حتي النخاع، نبت نيل حتي الازهار والاثمار .
لكل ما تقدم نوجز ان السيد حافظ في كل أعماله .. كاتب مسرحي ملتزم بقضايا وطنه ومجتمعه سابرا لاغوار ذاته مشخصا لكل العلل والأورام التي ضربت في جسده وأعلته انه مهندس وعي وفكر يبني جسورا بين الإنسان وقضاياه يمهد الطريق لهذا الإنسان لينافس ذاته ومجتمعه وينظر اليهما من شرفة واسعة استشراقا للمستقبل، أملا فيه أفضل من ماض ولي وحاضر معاش .
انه تأثير علي الأوضاع خاصة السيئ منها .. ممتلئ بالعروبة حتي النخاع، متلبس المصرية من الرأس للقدم، مهموم بالانسان .. طالما ظل يحمل تلك الصفة التي هي عنوان وجوده وتميزه بين كل من عرفوه .. الانسانية.
د / مصطفي حشيش
أغسطس 2004
0 التعليقات:
إرسال تعليق